عاجل
السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

والأهالي: هدفنا إكرام العابرين على الطرق ليكونوا ضيوفا لنا

رمضان في أسوان حاجة ثانية.. "قطع الطريق عادة أسوانية لإكرام المسافرين في رمضان

بعادات وتقاليد توارثوها منذ القدم، ولم يتخلوا عنها طوال شهر رمضان من كل عام، يحرص أبناء أسوان، والنوبة بمحافظة أسوان، على إقامة موائد الرحمن على الطرق السريعة، وخاصة طريق مصر أسوان الزراعي، لإطعام الصائمين من المارة الذين دفعتهم الظروف للسير في هذا الطريق سواء قادمين من القاهرة أو المحافظات القريبة أو مغادرين لأسوان في سكة سفر.



 

ويحرص أهالي القرى الواقعة على الطريق السريع على التنافس، فيما بينهم مع بداية الشهر الفضيل، في إعداد موائد الرحمن على قارعة الطريق السريع، ودعوة عابرى السبيل إلى الموائد الرمضانية، بشتى الطرق، بل يكون الأمر إجباريًا ولا يسمح لك بالمرور بالسيارة قبل تناول الإفطار، أملا في نيل ثواب إفطار الصائمين.

 

قطع الطريق على المسافرين للإفطار 

يقول محمد مراد سعيد من قرية الدومارية بمركز إدفو، أن شهر رمضان شهر الكرم والجود، مع انطلاق الشهر تتسابق القرى الواقعة على الطريق السريع "أسوان /القاهرة" الزراعي في افطار الصائمين، من خلال تحويل الميادين وأرصفة الشوارع، إلى موائد مفتوحة أمام السائرين والعابرين قبيل أذان المغرب.

 

ويتسارع الشباب والمسنين لنيل ثواب إفطار الصائمين في رمضان بعصائر ومأكولات خفيفة، وأيضا وجبات مطبوخة يتم إخراجها من المنازل، يبتغون بها رضا الله عز وجل في شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله  ويضيف أن القائمون على تلك الموائد في بعض الأوقات، يضطرون إلى قطع الطريق أمام حركة السيارات وإيقاف حركة المرور، لدعوة الصائمين للإفطار على تلك الموائد التي تنتشر بصورة كبيرة خاصة أمام قرى كلابشة والدكة النوبية وقرى الكاجوج وسلوا بكوم أمبو، وقرى دراو، وقرى إدفو شمال المحافظة، وأن الجميع هنا يحافظون على تلك العادة الاجتماعية جيلا من بعد جيل

نفس الحال يتكرر في قرية الكلح، بمركز إدفو، كما يقول محمد هلاوى أحد أبناء القرية، مشيرا إلى أنه جرت العادة بين العائلات وأبناء القبائل المنتشرة بالقرب من الطرق السريعة، على المشاركة في الموائد الرمضانية، ويخرج كل منزل يوميا طعام وشراب يقدم لهذه الموائد، يكفي شخصين أو أكثر، حسب قدرة كل منزل، وأن غايتهم في ذلك إكرام العابرين لهذه الطرق ليكونوا ضيوفا على موائد إفطارهم.

 

وأوضح أنه يتم افتراش قارعة الطريق، بموائد إفطار بسيطة عبارة عن " كليم وطبلية وصواني الطعام" ويتولى الأطفال توزيع البلح والعصائر على العابرين والصائمين، كما يجدر العابرين والمسافرين صعوبة بالغة، للعبور من أمام هذه الموائد، والذين يتم إيقافهم، خاصة أن الإفطار أمر إجباري مع دخول أذان المغرب، وإذا استطعت الهروب من مائدة ستجد أشخاص آخرون أكثر صعوبة لا يسمحون لأي سيارة بالمرور قبل تناول الإفطار.

ويقول إن موائد الرحمن البسيطة التي يقيمها الأهالي تعبر عن الكرم والتكافل وتوطد الصداقات والتعارف.

ويضيف قائلا، أنه يتم جمع المال من القادرين من أهالي القرية وهناك أسرة تقوم بخبز العيش يوميا من أجل المائدة، ويكون لفقراء القرية نصيب بالاشتراك في الخدمة وإعداد المائدة كل يوم، ويتناولون إفطارهم مع ابناء السبيل والعابرين، وإذا تصادف أن يكون ركاب إحدى السيارات من الاخوة المسيحيين ويرفضون النزول فنصر على مشاركتهم لنا الطعام مقدمين صورة حقيقية للوحدة الوطنية.

 "أفطار النوبة حاجة ثاني" 

 

أسامة عباس من قرية الديوان بنصر النوبة، وأحد القائمين على موائد الإفطار، يقول إن أبناء النوبة أهل كرم ومحبة، ودائما ما يحرصون على إقامة تلك الموائد، لإفطار الصائمين على الطريق في عادة لن تنقطع على الرغم من الحالة الاقتصادية وغلاء المعيشة التي لا تمنعهم من إفطار الصائمين تقربا لله في هذا الشهر الفضيل،  ويكمل أن الأهالي منذ الأسبوع الأول لشهر رمضان نصبوا مائدة أمام محطة قطار كلابشة، لإفطار الصائمين على الطريق والقادمين عبر القطارات التي تصل المحطة، حيث يتم تقديم وجبة متكاملة ومشروبات الإفطار النوبية الشهيرة مثل " الأبرية والكركدية والدوم والسوبيا" كما يتم تخصيص أماكن للسيدات لتناول الإفطار  

موائد كركر رمضان يجمعنا 

 

يقول أحمد عبد الحميد الشهير ب طارق منير من قيادات النوبة ومدير مدرسة كركر الثانوي بأسوان، أن رمضان في منطقة كركر النوبية له شكل ثان، حيث يحرص الأهالي على التجمع أسبوعيا على موائد رمضانية يتم إعدادها أسبوعيا كل يوم خميس، تحت شعار " رمضان يجمعنا" في أجواء مليئة بالود والألفة والسرور.

وأضاف أن كل أسرة تقوم بإعداد صينية يقوم الشباب والرجال بحملها إلى مائدة الإفطار، تضم معظم المأكولات التي تحمل طابعًا نوبيًا، وأبرزها الفتة، والجاكوت النوبية التي تتضمن الملوخية مع البيض، أو الدجاج واللحم، ويبدأ الإفطار بتناول بعض التمرات من البلح، والمشروبات النوبية مثل الأبريه والحلويات والعصائر، ثم يؤدى الجميع صلاة المغرب، ويعقبها مباشرة تناول الإفطار على موائد الإفطار المعدة من قبل الأسر النوبية.

وأكمل أنه يتم دعوة كافة أطياف المجتمع الأسوانى لهذه الموائد، والتي تحمل جوًا من الألفة والود حيث يجتمع الكبار والصغار معًا وتسود أجواء محبة مميزة، مشيرًا إلى أنه في هذا العام قاموا بدعوة عدد من السودانيين المقيمين معهم في نفس القرية لتناول الإفطار سويا، مما ساهم في تعزيز روح الترابط بين الجميع، وبث شعور المحبة والترابط مع الأشقاء السودانيين في ظل أزمتهم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز