عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتحولات الإعلام.. بين التحديات والواقع

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.. لم تعد الآن قصية التطور التكنولوجي وتطوراته مجال اهتمام العاملين في البحث العلمي والتقني فقط، بل أصبحت التكولوجيا مجال أهتمام جميع القطاعات لأختراقها كافة مجالات الحياة خاصة المجال الإعلامي من جميع جوانبه، حيث فرضت التقنيات السريعة تبدلات عديدة خضع لها الجهاز الإعلامي بأكمله منذ بداية الألفية الثالثة مما دفعه لتبنى سياسة اتصالية وأنماط تأثير معينة تعمل على إحداث التأثير المطلوب.



 

وسنتحدث في هذا التقرير عن  أحدث ما توصلت إليه البشرية من نتائج الأبحاث والدراسات وما يشغل الكتيرون عن تساولات علية ... الذكاء الاصطناعي وليس غريبًا أن نقول أن الذكاء الاصطناعي أصبح المحرك الرئيسي لأفعالنا والمسيطر على حياتنا اليومية، سواء في الدراسة او العمل، مما دفع القائمين على المؤسسات الإعلامية إلى العديد من التساؤلات حول مدى التغير الذي سوف يحدث فى البنية الإعلامية و رسم البنية الإعلامية.

 

كيف سيؤثر ذلك فى عملية تلقى الجمهور للمعلومات والوقائع؟

 المتابع لتطورات وسائل الإعلام عبر التاريخ يلاحظ أن كل وسيلة فرضت نمطًا معينا برزت من خلاله وسيطرت على المشهد الإعلامي؛ فقد كان الإعلام فى الماضى احادى الإتجاه، ولكن بفضل الثورة التكنولوجية الهائلة تحول إلى إعلام متفاعل يقوم على التبادل والتشارك بين القائم بالاتصال والملتقي، وبالنتيجة أصبحت الرسالة الإعلامية أكثر عمقًا من خلال تدعيمها بتفاصيل وآراء ومشاركات وحقائق تثري محتواها وتساعد القارئ على فهم مغزى الأحداث.

 

وأحد أهم إنجازات التي حققها توظيف الذكاء الاصطناعي فى مجال الإعلام وبالتحديد فى مجال المواقع الإلكترونية هو تدعيمه لصحافة الويب، والتي ساعدت فى وصول الخبر لملايين الناس خلال دقائق من نشره بالإضافة إلى إمكانية مواكبة الأحداث باستمرار من خلال التغطية الصحفية الحية والفورية، بالاضافة الي وجود مذيعين بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

وبالطبع هذه التحولات التي حدثت، والتي سوف تحدث بالمستقبل هى بمثابة تنبيه شديد اللهجة لبعض القائمين على أجهزة الإعلام والسياسة الاتصالية بأن الحاجة للسير مع التيار الحديث باتت أمر واقع.

 

ويلاحظ فى السنوات الأخيرة انعقاد العديد من الجلسات والورشات والمؤتمرات التي تجرى باستمرار فى كليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية،كالملتقي البحثي بقسم الإذاعة و التلفزيون لكلية الإعلام جامعة القاهرة بعنوان "من البث واسع النطاق إلى البث المحدود إلى البث الشبكي.. تحديات العصر الرقمي وتدتعياته".

 

 وهذا يدل على مدى الأهمية التي بدأ الفاعلين فى العملية الإعلامية بمنحها لتطبيقات الذكاء الاصطناعي فى رسم المشهد الاتصالي، وإدراكهم أن تأثيراته لم يعد من الممكن حدها أو إيقافها بل أصبحت أمرًا واقعًا يجب التأقلم معه.

 

 

الأيجابيات والسلبيات لأستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام:

 

الإيجابيات:

 

- تحسين تجربة المستخدم والتفاعل مع المحتوى الإعلامي.

- تحسين دقة التحليل والتفسير للبيانات الإعلامية والتنبؤ بالاهتمامات والسلوكيات الإعلامية للجمهور.

- تحسين جودة المحتوى الإعلامي وتحسين الإنتاجية وفعالية العملية الإعلامية.

- تحسين الاكتشاف والتصنيف والترتيب للمحتوى الإعلامي.

- تحسين الإنتاجية والتكلفة الإعلامية والتخفيف من الأعباء الإعلامية.

 

السلبيات:

 

- تحديات اخلاقية  حول استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام.

- قد يؤدي الاعتماد الكبير على التكنولوجيا إلى تراجع الإبداع والمهارات الإعلامية الأساسية.

- يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تقليل فرص العمل لبعض العاملين في مجال الإعلام.

- يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي إلى نشر المعلومات غير الموثوقة والمضللة في بعض الأحيان نظرا لسرعة النشر دون التحقيق من صحة البيانات لانة يفتقد المرونة البشرية.

- يمكن أن يؤدي الاعتماد الكبير على التكنولوجيا إلى تحول الإعلام إلى تجربة باردة وغير شخصية بعيدة عن الجمهور.

 

دراسات علمية:

 

 

وذلك من خلال توظيف النظرية الموحدة لقبول واستخدام تكنولوجيا المعلومات Unified Theory Of Acceptance And Use Of Technology  ، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها :

1- يتابع المبحوثون الأخبار الخاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعى بمعدل مرتفع ، ويأتى ذلك فى إطار أن الذكاء الإصطناعى أصبح حاضرا نعيشه وسط جدال مستمر حول فوائده المدركة ومخاطره المحتملة وقدراته المتطورة باستمرار.

2- أشار المبحوثون إلى قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعى على محاكاة السلوك البشرى فى القيام بالعديد من المهام الإعلامية ، وتؤكد هذه النتيجة أهمية تلك التقنيات وضرورة العمل على إمتلاكها واستثمارها والاستفادة مما تحققه من إيجابيات ولكن تحت إشراف ومتابعة دقيقة من العنصر البشرى .

3- جاءت المجالات الأكثر استخداما لتقنيات الذكاء الاصطناعى وفقا لآراء المبحوثين بالترتيب كالتالى : "المجال التسويقى" ، ثم "المجال الإعلامى" وأخيرا "المجال الفنى والإداري" وتمثلت أهم تقنيات الذكاء الاصطناعى من وجهة نظر عينة الدراسة فى "صحافة البيانات كتحويل النصوص لبيانات بمختلف الأشكال" ، "تقنيات الترجمة الآلية للغات الأخرى" ، "استخدام الروبوت فى عمليات التحرير الصحفى أو تقديم الأخبار من الاستوديو أو ميدانيا" ، "استخدام الـ BOTS  الدردشة الآلية للرد على استفسارات وتعليقات الجمهور".

 

4- تمثلت الموضوعات الأكثر توظيفا لتقنيات الذكاء الاصطناعى فيها بصورة أكبر من وجهة نظر إجمالى مبحوثى الدراسة فى الصحافة الخدمية كمعرفة أحوال الطقس و أسعار العملات والذهب وغيرها ، ثم فى الصحافة الاقتصادية ، كما أجابت النسبة الأكبر من المبحوثين بأن تلك التقنيات ستقود فى وقت لاحق إلى تطورات بالأداء المهنى بدرجة كبيرة 

 

 

ويمكن القول أن الأداء المتوقع قد يؤدى إلى إيجاد نية سلوكية لاستخدام هذه التطبيقات ومن ثم قيامهم بالفعل بتوظيفها فى العمل الإعلامى بمختلف أبعاده المهنية والتسويقية والإدارية والفنية ، بما ينتج عنه تعزيز وتحسين جودة الأداء و تحقيق قيمة مضافة  ، وزيادة الإنتاج فى العمل بشكل أكثر احترافية.

 

 

5- جاءت إجابات المبحوثين طبقا لموقف مؤسساتهم الإعلامية تجاه استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى خلال السنوات القادمة بأنها "ستقوم بإجراء بعض التغييرات والاصلاحات لتبنى هذه التقنيات" ثم "سيستمر الوضع الحالى بدون السعى إلى اقتناء هذه التقنيات واستخدامها" وأخيرا "ستقوم بعمل تحولات جذرية وعميقة لتبنى واستغلال هذه التقنيات"، ويتوقف ذلك على التسهيلات المتاحة Facilitating Conditions لكل مؤسسة إعلامية .

 

6- وفقا لتصورات المبحوثين لأنفسهم ولزملائهم بالمؤسسة ورؤسائهم المباشرين فقد كانت النسبة الأكبر تتجه  نحو تأييد استخدام تلك التقنيات ، وهكذا اتجهت نتائج الدراسة إلى قبول من هم فى الإدارات الدنيا أو الوسطى لاستخدام وتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعى بالعمل بالمقارنة لمن هم فى الإدارة العليا بالمؤسسات الإعلامية المختلفة .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز