عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معرض القاهرة الدولي للكتاب
البنك الاهلي
زوار معرض الكتاب ووعي المصريين

زوار معرض الكتاب ووعي المصريين

أسدل معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والخمسين فعالياته منذ يومين، محققاً نجاحاً كبيراً وهو ما تكشف عنه أرقام زيارات الجمهور التي أعلنتها وزارة الثقافة المصرية؛ والتي بلغت 5 ملايين زائر لهذا العام؛ وهو ما يمثل قفزة نوعية بالمقارنة بعدد زوار المعرض لدورته الرابعة والخمسين، والتي شهدت 3.5 زائر؛ ودلالة ذلك أننا أمام تغير نوعي وفارق في وعي جمهور معرض الكتاب نحو أهمية الثقافة وتأثيرها في الشخصية المصرية؛ ولكن ما الذي دفع بزيادة أعداد جمهور معرض الكتاب؟؛ وهو ما نجيب عنه في المقال من واقع ما شهده ويشهده وسيشهده مجتمعنا المصري من تغير على مستوي السياق السياسي والاقتصادي والثقافي والمجتمعي.



 

 

منذ اندلاع ثورة الثلاثين من يونيو 2013 وخروج الملايين من المصريين ضد مشروع جماعة الإخوان الإرهابية وأفكارها وأطروحاتها ومحاولاتها الإجهاز على العقل المصري؛ وهو ما تجلى في ممارسات تلك الجماعة المعلنة والمستترة وما انتهجته من ممارسات لاستهداف الشخصية المصرية؛ ابتداء من سطوتهم على إصدار عدد من الصحف في فترات تاريخية؛ مروراً بتأسيسهم لعدد من دور النشر والسيطرة ع على حركة النشر والكتب؛ مروراً بتأسيسهم لشركات الكاسيت الدينية للانتقال بأفكارهم إلى آذان المصريين في محاولة منهم للعب على ما يعرف بأن شعوبنا العربية شعوب سمعية وبصرية تخاصم النصوص المقروءة؛ ومنها إلى السوشيال ميديا وخطابها الشعبوي الذي يمثل الوقود الحيوي لانتشار تلك المنصة في مصر ووطننا العربي، وهي جميعها محاولات استهدفت الإجهاز على العقل والسمع والبصر الجمعي المصري ما قبل الثلاثين من يونيو، ولكنها محاولات وممارسات لم تستطع الغلبة على الجين الحضاري للمصريين، وهو ما تمثل في سقوط مشروعهم الثقافي والفكري.

 

في أعقاب الثلاثين من يونيو شهدت الدولة المصرية حضوراً سياسياً واقتصادياً وثقافياً ومجتمعياً وتنموياً في إطار ما انتهجه وينتهجه نظام الحكم بمصر من مكاشفة ومصارحة وشفافية في مخاطبة الرأي العام المصري؛ وهنا أقصد الخطاب السياسي للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتماهى في حضوره مع الشعب المصري ويتجلى في كل لقاءاته التي يوجهها للمصريين دون وسيط، كل ذلك دفع لاستنهاض الحضور الحضاري للمصريين مرة ثانية في التعامل مع كل ما يحاك للدولة المصرية من تحديات ومخاطر لعل أبرزها، كما أشرت، الولوج إلى عقولهم مرة ثانية من بوابة الثقافة والفكر لجماعة إرهابية مثلت خلية سرطانية في جسدنا المصري الذي استطاع أن يقاومها حتى تعافى منها، وأن كان هذا الورم السرطاني يحاول أن يستجمع قواه مرة ثانية للإجهاز على الجسد المصري؛ ولكن دون فائدة.. لأن الجين الحضاري وخلاياه أقوى منه وتسيطر عليه مادام العقل المصري يقظاً وحاضراً وواعياً؛ وهنا أعود مرة ثانية لزوار معرض القاهرة الدولي للكتاب الذين تتزايد أعدادهم عاماً بعد عام وهو رهاننا الكبير على المضى قدماً نحو استكمال مشروع الدولة المصرية التنموي المستقبلي.

 

حضور الشباب والأطفال كان طاغياً في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ سواء في قاعات الندوات والتجمع للاستماع حول المنجز الحضاري لشخصية المعرض عالم المصريات الراحل سليم حسن، وكذلك في ندوات يعقوب الشاروني رائد أدب الطفل ومشروعه المصري الحضاري للطفل المصري، وكذلك في أجنحة دور النشر الرسمية والخاصة والإقبال على العناوين الجديدة في كل مجالات الفكر والإبداع، وحول عروض الفرق الفنية لقصور الثقافة المصرية ودار الأوبرا، وجميعها مشاهد تجيب عن سؤالنا السابق حول الذي دفع زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب للإقبال المتزايد فى دورته الخامسة والخمسين، ولعل تلك المشاهد تجيب عما إذا كان الشعب المصري يفطن جيداً ويقف متنبهاً لما يحاك للدولة المصرية من مخاطر وتحديات أم لا، ويجيب هذا الحضور الكبير أيضاً لزوار معرض الكتاب عن استعدادنا كمصريين للانتقال إلى مشروعنا التنموي والعبور من التحدي الاقتصادي الذي يشهده العالم أجمع، كما عبرنا من قبل كل النهارات التي تخفت وراء ظهر الشجر وما إذا كنا مستعدين للنهار، كما كتب شاعر مصر الراحل عبد الرحمن الأبنودي وغناها عبد الحليم حافظ.. وخرجنا إلى النهار في السادس من أكتوبر 1973 وسنخرج إلى النهار قريباً ما دمنا نمسك بالكتاب ونقرأ ونحتشد في قاعات الندوات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز