عاجل..وزير خارجية الصين: سنواصل التنسيق مع مصر لإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية
أكد وزير الخارجية الصيني وانج يي اليوم أن بلاده ومصر ستواصلان تعزيز التنسيق والتعاون لإيجاد حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية .. مشددا على أهمية تنفيذ حل الدولتين لفتح آفاق سياسي للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل والتعايش السلمي بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال وزير خارجية الصين - في كلمة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية سامح شكري بالقاهرة - :"إن هناك اهتماما بالغا من المجتمع الدولي بشأن قطاع غزة، لذلك فقد تواصلت مع الوزير شكري، وأصدرنا بيانا مشتركا بشأن القضية الفلسطينية، وأكدنا ضرورة وقف إطلاق النار الفوري وبشكل شامل والإفراج عن المحتجزين والرهائن من الجانبين وتنفيذ القرارات المعنية للأمم المتحدة وإنشاء آليات للمساعدات الإنسانية ذات الكفاءة وتسهيل قيام السلطة الفلسطينية بممارسة مهامها المنوطة بكامل الأراضي الفلسطينية". وحول وجهة نظر وسياسة الصين حول الصراع في قطاع غزة .. أكد وانج يي أن بكين تتفهم بشكل كامل وتدعم الموقف المصري من القضية الفلسطينية .. لافتا إلى أن الصراع في غزة أودى بحياة المدنيين الأبرياء وأدى إلى أزمات إنسانية خطيرة.
وقال : "إن الصين تقف دائما إلى جانب العدالة والإنصاف وتعمل سويا مع الدول العربية والإسلامية لوقف إطلاق النار والقتال، وتبذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين، وتبذل جهودا دؤوبة لإيجاد حل شامل ودائم وعادل للقضية الفلسطينية".. لافتا إلى أن القضية الفلسطينية استمرت على مدار 76 عاما ولا يجوز أن تستمر لفترة أطول من ذلك.
وأضاف : "أن الصين ترى أن وقف إطلاق النار والقتال في أسرع وقت بقطاع غزة أولوية قصوى فوق أي اعتبار".. مشيرا إلى أن الصراع في غزة أودى بأرواح أكثر من 20 ألف شخص والوضع خطير جدا، ويجب على المجتمع الدولي تركيز كافة الجهود على دفع وقف إطلاق النار وحماية المدنيين بخطوات عاجلة لإنقاذ أرواح المدنيين.
وشدد على ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية لغزة لأن هذا التزام أخلاقي ولا يجوز أي تأخر فقد تم تدمير البنى التحتية بقطاع غزة بشكل شامل، كما أن هناك مليوني نسمة يقفون على حافة البقاء، فلابد من تنفيذ القرارات بشأن المساعدات وفقا للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بإنشاء آليات مساعدات إنسانية لضمان وصول المساعدات بشكل سريع وأمن ومستدام وبدون عوائق.
وأشار إلى أن الحكومة الصينية قررت تقديم الدفعة الثالثة من المساعدات الإنسانية العاجلة لأبناء شعب غزة.. قائلا : "إن التدابير المستقبلية في غزة يجب أن تحترم إرادة الشعب الفلسطيني بشكل كامل، كما أن وقف إطلاق النار والقتال، شرط أساسي لحوكمة غزة، ويعد حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين مبدأ أساسيا لمستقبل غزة، كما أن تعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية ودعم المصالح الداخلية الفلسطينية، طريق واقعي لتنفيذ حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين في قطاع غزة".
وطالب المجتمع الدولي بضرورة الإصغاء بجدية لدول المنطقة، فالحوكمة المستقبلية في غزة يجب أن تكون الخطوة المهمة نحو حل الدولتين .. مشيرا إلى أن تنفيذ حل الدولتين طريق لابد منه لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأكد أن القضية الفلسطينية تعرضت لظلم تاريخي ولابد من استعادة العدل للشعب الفلسطيني قريبا، ولابد من إيجاد حل سياسي وفقا لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.. مشيرا إلى ضرورة التمسك بإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال : "إن الصين تدعو إلى عقد مؤتمر سلام دولي يعد الأكبر حجما ومصداقية وكفاءة لأجل وضع أجندة زمنية وخارطة طريق محددة لتنفيذ حل الدولتين ودعم استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما يحقق التعايش السلمي بينهم وتعايش متناغم بين الأمتين العربية واليهودية".
وحول الوضع في البحر الأحمر..أكد وزير خارجية الصين أن الوضع في البحر الأحمر بدأ يتصاعد مؤخرا، حيث تولي الصين اهتماما شديدا بذلك.. لافتا إلى أن مياه البحر الأحمر ممر دولي مهم للبضائع والطاقة.. داعيا إلى وقف التصرفات والهجوم والتحرش بالسفن المدنية والحفاظ على انسيابية سلاسل الإمداد والإنتاج ونظام التجارة الدولي.
وشدد على أن مجلس الأمن الدولي لم يفوض أية دولة باستخدام القوة ضد اليمن، لذلك يجب تجنب (صب الزيت على النار) في الوضع المتوتر في البحر الأحمر الأمر الذي من شأنه تأجيج المخاطر الأمنية الكلية في المنطقة.
وأشار إلى أن تواتر الأحداث في البحر الأحمر هو نتيجة التبعات الخارجية في قطاع غزة.. مؤكدا أن الأولوية القصوي هي وقف القتال في غزة ويجب على كافة الأطراف الحفاظ على سلامة الملاحة فى مياه البحر الأحمر واحترام سيادة اليمن وغيرها من الدول المطلة على البحر الأحمر.
وقال وزيرالخارجية الصيني : "إننا نتابع باهتمام تطور الأوضاع في البحر الأحمر ونعرب عن قلقنا إزاء توسع رقعة الصراع في المنطقة ويجب علينا تهدئة الصراع والاضطرابات في المنطقة وإعطاء الأولوية لضمان سلامة الملاحة فيه".
وعن العلاقات المصرية الصينية .. قال وزير خارجية الصين : إن الشعب المصري حقق تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنجازات عظيمة في بناء الوطن.. معربا عن ثقته بأن الرئيس السيسي سيواصل قيادة الشعب المصري بإحراز المزيد من الإنجازات.
وأضاف : "إن زيارتي إلى إفريقيا تعد الزيارة الأولي في مطلع العام الجاري، ما يعكس الصداقة العميقة بين الصين وإفريقيا ويجسد وقوف الصين إلى الأبد مع دول العالم".. معربا عن سعادته البالغة بأن يتم اختيار مصر، كمحطة أولى في الجولة الإفريقية.
وأشار إلى أن العام الجاري يصادف مرور الذكرى العاشرة لإقامة شراكة استراتيجية شاملة بين الصين ومصر، فعلى مدى عقد بقيادة الرئيس شي جين بينج والرئيس السيسي، فتح البلدان عهدا ذهبيا للتطور الكبير في العلاقات الثنائية في المستقبل وتحت قيادة الرئيسيين.
وأكد وزير خارجية الصين أن بلاده على ثقة تامة بأن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين مقبلة على عهد أكثر إشراقا.. مشيرا إلى أنه أجرى مباحثات مثمرة مع وزير الخارجية سامح شكري ووصل معه إلى توافق واسع النطاق.
وشدد على ضرورة الدفع ببناء (الحزام والطريق) بجودة عالية لتحقيق المصلحة المتبادلة .. قائلا : "وقعت اليوم برنامجا تنفيذيا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة للخمس سنوات القادمة".. مشددا على الحرص على حسن تنفيذ ما ورد في البرنامج وتعميق التعاون والعمل في كافة المجالات ومواصلة دعم مصر في البناء الاقتصادي والاجتماعي واستيراد المزيد من المنتجات المصرية المميزة وتشجيع المزيد من الشركات الصينية للاستثمار ومزاولة الأعمال في مصر.
وقال : "إن الصين ومصر من الحضارات العريقة لذلك فمن المهم تعزيز الحوار الحضاري لتحقيق تفاهم شعبي على مستوى أعلى ، لذلك نحرص على تعزيز التعاون مع الجانب المصري في مجالات الشباب والثقافة والمؤسسات الفكرية والتعليم المهني وتشجيع المزيد من السائحين الصينيين لزيارة مصر للمس (كاريزما) الحضارة المصرية العريقة". وأضاف : أنه تم الاتفاق على إجراء المزيد من التواصل والتنسيق حول القضايا الدولية والإقليمية، فمصر دولة كبيرة في العالم العربي والإفريقي والإسلامي والنامي .. منوها بأنه في هذا العام سيتم في الصين عقد الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي ، والدورة الجديدة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي.
وتابع وزير خارجية الصين : "نتطلع للعمل مع الجانب المصري للارتقاء بتعاون جماعي صيني عربي وصيني إفريقي إلى مستويات جيدة جديدة من التعاون. وهنأ الوزير الصيني مصر للانضمام إلى مجموعة البريكس..مؤكدا حرصه على تعزيز تعاون مجموعة البريكس مع مصر لدفع الحوكمة العالمية نحو التعددية القطبية على قدم المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية المتسمة بالمنفعة للجميع والشمول.
وردا على سؤال حول الانتخابات الرئاسية في تايوان.. أجاب وزير خارجية الصين بأن الانتخابات في منطقة تايوان شأن محلي للصين ومهما كانت نتائج الانتخابات فهي لن تغير الحقيقة الأساسية بأنه لا يوجد في العالم إلا (صين واحدة) وأن تايوان جزء من الصين. وقال : إن التزام المجتمع الدولي بمبدأ (الصين الواحدة) لن يتغير كتوافق سائد .. مشيرا إلى أنه قبل 80 عاما في القاهرة أصدرت الصين والولايات المتحدة وبريطانيا "إعلان القاهرة" الذي نص بشكل واضح على إعادة الأرض الصينية المسروقة (تايوان) من اليابان إلى الصين، وبعد ذلك سنة 1945 أصدرت الصين والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي "إعلان بوتسدام" والذي نص في المادة الثامنة على حتمية تنفيذ بنود القاهرة. وأشار إلى أن اليابان قبلت (إعلان بوتسدام) وأعلنت الاستسلام بدون شرط، وهذه الوثائق ذات الفاعلية القانونية الدولية تشكل المقومات لنظام دولي بعد الحرب العالمية الثانية، وأرست الأسس التاريخية والقانونية بأن تايوان جزء من الأراضي الصينية.
وقال وزير الخارجية الصيني إن أي شخص يريد ممارسة تلاعب باستقلال تايوان فهو يسعى إلى تقسيم الأراضي الصينية الإقليمية وسيعاقب من قبل التاريخ والقانون..مضيفا : أن أي شخص في الساحة الدولية لو أراد مخالفة مبدأ (الصين الواحدة) فهو يسعى إلى التدخل في الشؤون الداخلية والمساس بالسيادة الصينية وسيجد رفضا قاطعا من أبناء الشعب الصيني والمجتمع الدولي.
وأكد أن استقلال تايوان يهدد المصالح للمواطنين في تايوان وتمس بشكل خطير المصالح الجوهرية للأمة الصينية ويهدد السلام والاستقرار في منطقة مضيق تايوان. وأعرب وزير خارجية الصين عن ثقته بأن المجتمع الدولي سيواصل الالتزام بمبدأ (الصين الواحدة) ودعم القضايا العادلة للشعب الصيني ضد الحركات الانفصالية لاستقلال تايوان