عاجل
الجمعة 31 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

كاتب يهودي: "نتنياهو" يسير على طريقة "عبد الفتاح القصري".. وينصحه بطريقة "جهنمية"

نتنياهو على طريقة عبد الفتاح القصرى
نتنياهو على طريقة عبد الفتاح القصرى

نشر الكاتب اليهودي يعقوب كاتز مقالًا في مجلة “نيوزويك” الأمريكية، كشف خلاله تناقضات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الحكم منذ انتخابه عام 1996 وحتى اليوم، حيث يسير على طريقة الفنان المصري عبد الفتاح القصري في "فيلم ابن حميدو".



“نتياهو” يتراجع 

وقال كاتز: منذ انتخاب بنيامين نتنياهو رئيسا لوزراء إسرائيل للمرة الأولى في عام 1996، بنى حياته المهنية كشخص يتخذ موقفًا متشددًا في التعامل ولكن يتراجع كل مرة أمام المبادرات الدبلوماسية والسياسية والسلام من قبل الإدارات الأمريكية المختلفة التي عمل معها، ففي التسعينيات، على سبيل المثال، كان الرئيس بيل كلينتون هو الذي ضغط على نتنياهو لتأييد اتفاقيات أوسلو وليس فقط لمتابعة العملية التي أطلقها سلفه إسحاق رابين، الذي اغتاله متطرف يهودي، بل أيضاً لتعزيزها.

 

وأشار الكاتب اليهودي إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون على ضغط نتنياهو لسحب القوات العسكرية الإسرائيلية من مدينة الخليل بالضفة الغربية ثم التوقيع على اتفاقية واي ريفر في عام 1998، مؤكدًا أنه بموجب هذه الصفقة، وافقت إسرائيل على منح الفلسطينيين السيطرة على أجزاء إضافية من الضفة الغربية، وفي المقابل، وافق الفلسطينيون على ذلك.

 

وأكد يعقوب كاتز أنه عندما عاد نتنياهو إلى مكتب رئيس الوزراء في عام 2009، بعد توقف دام عشر سنوات، تعرض للضغوط مرة أخرى للموافقة على رؤية الرئيس الأمريكي للسلام، وهذه المرة كان الرئيس باراك أوباما هو الذي لوى ذراع نتنياهو للموافقة على تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وإجراء محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

 

وتابع كاتز: لما جاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أراد دعم "نتنياهو" لخطة "السلام من أجل الازدهار" التي كان من الممكن أن تضع شروطا صعبة على الفلسطينيين، لكنه لا يزال يؤيد فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعندما أراد "نتنياهو" ضم أجزاء من الضفة الغربية، تراجعت إدارة ترامب وساعدت بدلاً من ذلك في التوسط في اتفاقيات التطبيع التاريخية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.

 

وشدد الكاتب اليهودي يعقوب كاتز، على أن هذا هو النمط الذي يميز إلى حد كبير فترة ولاية نتنياهو الطويلة كرئيس لوزراء إسرائيل، وهو النمط الذي يتكرر الآن، حيث يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة، وعلى الرغم من الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، لتقديم خطة لما سيحدث بمجرد انتهاء الحرب، يرفض "نتنياهو" القيام بذلك، وبدلاً من توضيح ما تريد إسرائيل أن تراه يحدث، كل ما يرغب "نتنياهو" في قوله هو إنه سيمنع عملية أوسلو أخرى ولن يسمح للسلطة الفلسطينية -الكيان الشرعي للفلسطينيين الذي تفاوضت إسرائيل معه لأكثر من 30 عاماً – بالسيطرة على غزة، حال القضاء على حكم حماس في غزة.

 ولفت كاتز إلى أن جزء من عدم قدرة نتنياهو على تقديم خطة نهائية هو التركيبة الحالية لائتلافه، وبينما يعلم أنه لا توجد خيارات حقيقية لمستقبل غزة لا تشمل السلطة الفلسطينية، فإن أي ذكر للتعاون مع السلطة الفلسطينية قد يؤدي إلى انهيار حكومته الهشة، وذلك بسبب الشراكة التي أقامها مع طرفين يعارضان بشكل لا لبس فيه أي إمكانية للسيادة الفلسطينية على قطاع غز، لكن الأمريكيين لا يساعدون الوضع بالضبط. 

 

وقال الكاتب اليهودي: بدلاً من تحديد أهداف واقعية، يواصل مسؤولو إدارة بايدن الحديث عن الحاجة إلى اتخاذ خطوات "نحو قيام الدولة الفلسطينية المستقبلية". ويُنظر إلى الدفع بحل الدولتين الآن في إسرائيل باعتباره تجاهلاً لعملية طوفان الأقصى التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 1200 إسرائيلي. فكيف يمكن للأمريكيين أن يتوقعوا بصدق أن تنسحب إسرائيل من الأراضي في الضفة الغربية ــ وهو شرط غير قابل للتفاوض بالنسبة للفلسطينيين بموجب أي اتفاق سلام ــ في السنوات المقبلة؟ ولا أحد في إسرائيل سيدعم مثل هذه الخطوة.

 

وأكد يعقوب كاتز أنه على الرغم من أن إسرائيل لا تلوم إلا نفسها، وفي غياب خطة، يبدو أن إسرائيل -للكثيرين في جميع أنحاء العالم -تقتل سكان غزة بسبب رغبتها في الانتقام من هجمات 7 أكتوبر، ولتدمير البنية التحتية في غزة لمجرد التدمير، وبدون خطة عامة، يبدو أن كل هذه الهجمات الاسرائيلية تتم دون تفكير جدي، أو حتى نتيجة نهائية.

 

وأوضح كاتز أن المشكلة هي أن هذا له تأثير مباشر على الدعم الدولي الذي تضاءل، كما أنه يقوض رد إسرائيل على عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي، فضلا عن استمرار الحرب غير العادلة، كما أن الفشل في صياغة خطة يجعل الأمر يبدو كما لو أن إسرائيل تخطط لإعادة احتلال قطاع غزة واستعادة المجتمعات الإسرائيلية والمواقع العسكرية كما كانت هناك قبل انسحابها في صيف عام 2005.

 

ويقدم الكاتب اليهودي في صحيفة نيويورك تايمز" نصائحه الصهيونية إلى نتنياهو قائلًا: عندما ينشأ فراغ، فإن ذلك يجعل الأمر يبدو وكأن إسرائيل تخفي نواياها الحقيقية، هناك طريقة بسيطة لإسرائيل للتعامل مع هذا الأمر، لكنها تتطلب من "نتنياهو" أن يبتعد عن سياسته المتمثلة في تجنب القرارات وأن يحدد بدلاً من ذلك رؤية لما تريد الحكومة رؤيته يحدث، يمكنه أن يبدأ بشرح لماذا سيساعد الهجوم الإسرائيلي على خلق واقع أمني جديد، وكيف سيبدو هذا الواقع وكيف، في الوقت نفسه، زاعمًا أن ذلك سيكون مفيدًا لشعب غزة لأنه سيحررهم من عنف حماس وقمعها. 

عندما تكون الأمور هادئة في إسرائيل، فإن سياسة عدم اتخاذ القرار هذه قد تكون مقبولة، ولكن عندما تكون البلاد في حالة حرب، فإن حاجة الحكومة إلى توضيح ما تريد، وإلى أين تتجه، وكيف ترى اليوم التالي أمر بالغ الأهمية. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز