في اليوم ال82 من الحرب
المسنون في غزة يفتقرون لأبسط حقوقهم خلال الحرب
سلمي السلنتي
في اليوم الـ82 من حرب جيش الاحتلال الصهيوني علي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة العدوان إلى أكثر من 20 ألف شهيد وحوالي 54.918 جريح منذ بدء طوفان الأقصى أغلبهم الأطفال والنساء وكبار السن.
وفي ظل الاستهداف والقصف العنيف علي مختلف مناطق قطاع غزة، يعاني كبار السن أثناء الحرب القائمة نظرا لمشاكلهم الصحية العديدة وعدم قدراتهم على الهروب المستمر من القصف.
كبار السن يصفون رحلة النزوح بـ“رحلة العذاب”
ويذكر أن عددا كبيرا من كبار السن قرروا النزوح إلى منطقة جنوب غزة بسبب استهداف شمال القطاع، ووصف عدد من المسنين في القطاع رحلة النزوح بأنها رحلة العذاب بسبب السير علي أقدامهم ما يقرب من 5 كيلو مترات في ظل التهديدات المستمرة من الاحتلال الاسرائيلي والشوارع غير الممهدة للسير دون أي وسيلة نقل.
ومن أكبر المشاكل التي تواجه المسنين في رحلة النزوح هي عميلة البحث عن كرسي متحرك لنقل من لا يستطيع الحركة والسير، وذلك بسبب قصف مخازن المؤسسات والجمعيات المسؤولة عن توفير الأجهزة والمعدات للأشخاص المقعدين.
المسنون يواجهون أزمة المراحيض
وتضاعف المعاناة خاصةً منذ انقطاع المياه النظيفة للشرب مرورا بأزمة المراحيض، فالمسن بغزة يضطر للوقوف طوابير فترة تتراوح من 4 الي 6 ساعات في كل مرة يريد دخول المرحاض، وتزداد المعاناة أكثر لأصحاب مرض السكري ومرض البروستات بالاضافة لعدم توفر عوامل النظافة.
ولم تقتصر المعاناة فقط علي عدم توافر المياه ورحلة النزوح وأزمة المراحيض، تضاعف الأزمة أيضا مع عدم توافر الادوية والمسكنات لأصحاب الأمراض المزمنة، يذكر أن مريض السكري النازح يضطر لوضع الأنسولين في كوب به ماء لمحاولة الحفاظ عليه خلال رحلة النزوح ارتفاع درجات الحرارة بالنهار.
بالأضافة لمعاناة أصحاب أمراض القلب والسرطان الذين يحتاجون رعاية صحية مناسبة ،لكن لن تتوفر بسبب أستهداف المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية وقصف مخازن الأدوية، مما يجعل حالتهم تزداد تدهورا بمرور الوقت أثناء اطلاق النار المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ومنذ بدء فصل الشتاء أصبح كافة كبار السن يواجهون البرد القارص بدون وسائل تدفئة، بالاضافة لنقص موارد الغذاء وانتشار الوباء بسبب تجمع أكثر من 50 فردا في غرفة أو مخيم واحد حتي يصل الوضع لحالة لا يرثي لها.
وفي سياق متصل، لم تكن المعاناة من نصيب كبار السن بالقطاع فقط بل كان لذوي الاحتياجات الخاصة نصيبا كبيرا، حيث تفاقمت المعاناة لعدم توفر كافة الاحتياجات اللازمة لرعاية ذوي الهمم.
وأزداد عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في الأونة الاخيرة بعد أصابة العديد من المدنيين الفلسطنيين أثر القصف المستمر مما اضطروا لبتر أطرافهم، بالإضافة لعدم توفر الرعاية وكافة الأدوات المساعدة.