عاجل
الإثنين 4 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الانتخابات الرئاسية 2024
البنك الاهلي
من الميدان إلى اللجان.. قراءة تحليلية في «العشرية الإصلاحية» (1)

من الميدان إلى اللجان.. قراءة تحليلية في «العشرية الإصلاحية» (1)

عبرت مصر، حقبة تاريخية، بالغة التحديات، والدلالات سياسيًا، والأهمية تاريخيًا، ستعرف مستقبلًا بما قبل وما بعد الانتخابات الرئاسية 2024.



 

إيجازًا، عبرت مصر مرحلة فرض الإرادة من الميدان إلى اللجان.

 

وما بين الميدان واللجان عشر سنوات حاسمات، أفضل هنا صك مصطلح جديد يجملها: «العشرية الإصلاحية».

 

تلك «العشرية الإصلاحية»، ثمرتها الناضجة سياسيًا، ظهرت جلية للعالم، في مشاركة شعبية هي الأكثر كثافة تاريخيًا في الاستحقاقات الدستورية، باعثة برسائل بليغة، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

 

رسائل بعلم الوصول لمن يصغي ويعي، شاهدًا على التاريخ الذي صنعه ولا يزال يصنعه المصريون: نحن عازمون على المضي قدمًا للبلوغ بمصر المكانة الرفيعة التي تستحقها وشعبها عالميًا بحق عبقرية المكان، وأصل الحضارة والتاريخ الذي يُفرض المكانة.

 

أمام انتقال الشعب من مرحلة «الميدان»، مكان لفرض الإرادة، إلى «اللجان»، حيث الصناديق والتعددية الوليدة، سيقف كثيرًا بالبحث والتحليل، مفكرون بصدق، ومؤرخون، وأكاديميون، مراكز بحثية، وبلا مبالغة، أجهزة استخبارات لاستلهام العبر، والمعادية بحثًا عن سر مصر الذي تتحطم على صلابة صخرته كل مخططاتهم.

 

سر مصر، في شعبها، ذلك الذي أبهر العالم، بما ترك من آثار الحضارة، اشرقت بعقول أبنائه وسواعدهم شمس الحضارة منذ فجر التاريخ، لتضيء ظلمة الكون، ترسي قواعد العلم والتمدن، تحمل الخير للبشرية.

 

فكان المال "مصاري"، نسبة إلى مصر، والدول المتمدنة "أمصار"، نسبة إلى مصر، أول دولة مركزية حقيقية في تاريخ البشرية، شعب مُتجانس يملك إرادة العيش المُشترك، تمثله قيادة سياسية، على أرض ذات حدود تاريخية، ومؤسسات تدير شؤونه، وجيش يحفظ أمنه وسلامة أراضيه.

 

عندما حل القحط بالإقليم، كان بها "خزائن الأرض"، كما أخبرنا الله سبحانه، عن حديث سيدنا يوسف لملكها: "قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظً عليم".. صدق الله العظيم.

 

وكلما حل الخراب واتسعت رقعة العدوان، كانت مصر، حصن الدفاع عن الأمة، وواحة الأمان، وفي مذابح التتار آية، وحملات الصليبيين عبرة، وردع أطماع الصهاينة ومن خلفهم، تاريخ حديث ومعاصر نعيشه، ودائمًا هي مصر الموقف الحازم والضمير الحي، والقدرة على الفعل والتأثير في مجريات التاريخ.

 

عودة إلى «العشرية الإصلاحية»، وما سبقها وتخللها من تهديدات، وتحديات، محن تحولت بفضل الله ووعي المصريين إلى منح وإنجازات، أرادها المتآمرون «فوضى»، وأرادها الله «روضة».

 

أرادوها «فوضى»، وأرادها الله «روضة»، فوفق - سبحانه وتعالى- رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لتثبيت أركانها، وتقوية مؤسساتها، والذود عنها بالدماء والبناء، بعث جينات حضارة شعبها، فوقف كالبنيان المرصوص في كل تحدٍ متحملًا بوعي وإرادة مسؤوليته، انطلاقًا من يقين في نصر الله، الذي لا يضيع أجر المحسنين. 

 

وكانت أحدث صفوفه كالبنيان المرصوص، تلك التي شهدها العالم على مدار ثلاثة أيام  نهاية أكتوبر في سفارات وبعثات مصر الدبلوماسية في 121 دولة حول العالم، وفي كل أرجاء الوطن على مدار ثلاثة أيام بدأت 10 ديسمبر الجاري أمام لجان الانتخابات الرئاسية.

 

كيف حدث ذلك؟، وما مقدماته ومآلاته وتأثيراته؟، وكيفية البناء عليه لتحقيق الأهداف الوطنية، وحياة أفضل لهذا الشعب العظيم، نسبح في هذه السلسلة من المقالات بإذن الله، بمنهجية علمية ممزوجة بالمعايشة الواقعية للأحداث، ورؤية تحليلية، لحقبة تاريخية بالغة الأهمية في تاريخنا الحديث والمعاصر.

 

ومن الاستهلال، إلى رسائل الرئيس السيسي الذي جدد الشعب فيه الثقة لقيادة سفينة الوطن، لفترة رئاسية جديدة، ست سنوات، في محيط إقليمي ودولي متلاطم الأمواج، وتحديات بلغت ذروتها على حدودنا الشرقية، إلى جانب التحديات الاقتصادية.

 

تبدأ من السؤال الاستشرافي للمستقبل.. ما الهدف الاستراتيجي للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يعكس رؤيته لما ينبغي أن يعمل على إنجازه للوطن والشعب في السنوات الست القادمات؟

 

الإجابة نستخلصها من كلمته التي وجهها لشعب مصر عقب إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات فوزه بولاية رئاسية جديدة بما يقارب 40 مليون صوت، حيث جدد العهد على أن «نبذل معًا كل جهد، لنستمر فى بناء الجمهورية الجديدة، التي نسعى لإقامتها، وفق رؤية مشتركة تجمعنا».

 

إذًا الهدف الاستراتيجي القائم في السنوات الماضية، الحفاظ على بنيان الدولة وتقوية قدرتها الشاملة، وصولًا لوضع قواعد الجمهورية الجديدة، ويستمر الهدف الاستراتيجي في المرحلة المقبلة "استمرار بناء الجمهورية الجديدة التي نسعى لإقامتها".

 

هذا البناء "وفق رؤية مشتركة"، عبر عنها الرئيس في سياق كلمته: "سنستكمل حوارنا الوطني، بشكل أكثر فاعلية وعملية، مستفيدين من تلك الحالة الثرية، التي شهدتها العملية الانتخابية، وهو ما أفرز تنوعًا في الأفكار والرؤى".

 

لكن.. سؤال توليدي يلح على الكثيرين: ما المقصود بالجمهورية الجديدة، وما مقوماتها؟ 

 

في ثنايا كلمة الرئيس نستخلص الإجابة: الجمهورية الجديدة: "مصر التي نحلم بها جميعًا".

 

تقوم تلك الجمهورية المنشودة، "مصر التي نحلم بها"، على سبعة مقومات وأعمدة نستخلصها من كلمة الرئيس السيسي، هي:

 

١- دولة ديمقراطية، تجمع أبناءها في إطار من احترام الدستور والقانون.

 

٢- تسير بخطوات ثابتة نحو الحداثة والتنمية.

 

٣- قائمة على العلم والتكنولوجيا.

 

٤- محافظة على هويتها وثقافتها وتراثها.

 

٥- تضع بناء الإنسان في مقدمة أولوياتها.

 

٦- تسعى لتوفيـر الحياة الكريمة للمواطن.

 

٧- تمتلك القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية، التي تحافظ على أمنها القومي، ومكتسبات شعبها.

 

هذه الأعمدة السبعة للجمهورية الجديدة، كل منها تطلب جهودًا مضنية لوضع قواعده في «العشرية الإصلاحية»، ويتطلب مزيدًا من الجهد في السنوات المقبلة لمواصلة بنائها، لبلوغ سقف مقبول للطموح المأمول.

 

يدرك الرئيس يقينًا "حجم التحديات التي مررنا بها، وما زلنا نواجهها"، مؤكدًا "أن البطل في مواجهة هذه التحديات هو المواطن المصري العظيم الذي تصدى للإرهاب وعنفه، وتحمل الإصلاح الاقتصادي وآثاره، وواجه الأزمات بثبات ووعي وحكمة". 

 

لذلك تضع الجمهورية الجديدة "بناء الإنسان في مقدمة أولوياتها"، "تسعى لتوفير الحياة الكريمة له". 

 

وعن عشرين رسالة بعث بها الرئيس، وكيف انتقلت مصر من التعبير عن الإرادة في الميدان إلى اللجان؟ وتحليل نتائج الانتخابات الرئاسية وتحديات وإنجازات «العشرية الإصلاحية»، والآفاق المستقبلية.. للحديث إن شاء الله بقية.

 

اقرأ أيضاً :

لماذا أشارك في الانتخابات الرئاسية؟

 

 

[email protected]

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز