
مصطفي زكريا يكتب: رائد التثقيف النقابي العمالي

عمال مصر هم سواعد الإنتاج، وبناة الجمهورية الجديدة، وخلق بيئة عمل مناسبة وعلاقة عمل متوازنة هو مسؤولية مشتركة بين أطراف عملية الإنتاج، ومن هذا المنطلق كانت تخطيط النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية وضع تصور شامل لخلق علاقات عمل متوازنة داخل بيئة الإنتاج يضمن للعامل حقوقه ويحافظ عليها ويضمن لصاحب العمل مزيدا من الإنتاج، وبالتالي مزيدا من الاستقلال المالي والربح.
"التثقيف النقابي" هو الوسيلة التي اختارها رائد التثقيف النقابي العمالي خالد عيش والذي يمثل عمال مصر في مجلس الشيوخ، وفلسفة المشروع الذي اختاره حتى يكون منهجت لحل مشاكل العمال وتذليل العقبات، يدفعنا للتأمل قليلاً في السؤال التالي، كيف يكون للتثقيف النقابي دور في حل مشكلات العامل؟ وهل بالفعل حققت تلك الدورات التي نظمتها النقابة في مساعدة العامل علي فهم مشكلاته وطبيعتها وكيف يمكن حلها؟.
قراءة سريعة من واقع ما نشر عن تلك الدورات خلال الشهور القليلة الماضية، تجعلني أقف علي عدة نقاط، اولاً بالنسبة للشريحة التي استهدفتها الدورات التثقيفية وهم أعضاء اللجان النقابية علي مستوي 120 شركة ومصنعا تابعين للقطاعات (الخاص/ العام/ قطاع الاعمال) يمثلون اكثر من 150 الف عامل، ثانيًا بالنسبة للمادة العلمية، تناولت تلك الدورات اليات المفاوضة الجماعية وكيف يحصل العامل علي حقوقه عبر المفاوضة، وفلسفة قانون العمل الجديد وقانون التأمينات والقوانين والقرارات الوزارية واللوائح المتعلقة بالعامل، ثالثًا اهتمت الدورات بتعريف العامل بواجباته المنوطة به في ظل الجمهورية الجديدة واهمية المشروعات القومية والمردود الإيجابي لها، رابعًا خلق قنوات اتصال مباشرة بين العمال وبين القيادات العمالية لتذليل المشكلات وحلها بما يضمن استمرار العمل علي مدار الساعة.
الأمر الآخر، الذي استوقفني أمام الدورات التثقيفية التدريبية التي خضع جميع أعضاء اللجان النقابية للشركات والمصانع هو كيف نحول تلك الخطة الي فلسفة تتبناها كل المنظمات النقابية الأخرى سواء كانت عمالية أو مهنية؟، فالتثقيف من أساسيات العمل النقابي، ومن خلاله نستطيع أن نفرق ونميز الاشياء حتى يكون لدينا القدرة علي المطالبة بالحقوق وقبل ذلك الالتزام بالواجب.
رائد التثقيف النقابي، هو لقب منحه العمال عبر تقرير صحفي نشر في مجلة العمل التابعة لوزارة العمل "القوي العاملة" سابقًا، وصفوا به القيادي العمالي خالد عيش وذلك لما بذله من مجهود في تثقيف عمال الصناعات الغذائية والهدف الارتقاء بمستوي الصادرات المصرية من منطقة 4 مليارات دولار الي 8 مليارات دولار وهو هدف يخدم في النهاية خطة الـ 100 مليار دولار صادرات.