عاجل
الأحد 14 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عاجل| آلام الحمل تحت القصف.. مأساة النساء الحوامل في غزة

نساء حوامل في غزة
نساء حوامل في غزة

قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الفلسطيني، كان بإمكان النساء الحوامل هناك إجراء الفحوصات والحصول على المشورة الطبية بشأن التغذية وإعداد منازلهن لاستقبال أطفالهن. 



 

 

 

واليوم، تعشن آلاف الحوامل في ملاجئ وخيام تحت القصف والرعب المتواصل، وفوق كل ذلك لا يوجد ما يكفي من الغذاء أو المياه النظيفة، ويخشون من احتمال الولادة على الأرض دون طبيب أو حتى دون مساعدة.

   

قناة "فرانس ٢٤" الناطقة الإنجليزية تناولت" مأساة النساء الحوامل في غزة، وبدأتها بالحديث عن "شروق" الحامل في شهرها السابع بطفلها الأول، وهي تعيش في ملجأ بخان يونس جنوب قطاع غزة.

 

 

وتساءلت: "كيف يمكنني أن أنجب هنا؟".. مشيرة إلى عدم إمكانية حصولها على الرعاية الصحية والنظافة، وقالت الولادة في هذا الملجأ ستكون كارثة بالنسبة لي."  

 

 

وهي واحدة من 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، وتتم أكثر من 150 ولادة كل يوم.  

 

 

منذ بدء العدوان الإسرائيلي، يشن جيش الاحتلال حملة قصف متواصلة على قطاع غزة وبدأ غزواً برياً ركز على الشمال. 

 

 

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من مليون شخص، فروا من القنابل والقتال، داخل غزة. 

 

 

وحتى قبل تنفيذ حركة حماس عملية طوفان الأقصى في الكيان الصهيوني، يوم 7 أكتوبر الماضي، كان نظام الرعاية الصحية يواجه "تحديات كبيرة خلال الحصار المستمر منذ 16 عاماً"، كما يقول دومينيك ألين من صندوق الأمم المتحدة للسكان. 

 

 

وكانت ولازالت تفرض إسرائيل قيودًا على دخول البضائع والوقود إلى القطاع منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007، بعد تحقيق مكاسب في الانتخابات البرلمانية عام ٢٠٠٦.

 

 

يقول ألين: "إن نظام الرعاية الصحية الآن على وشك الانهيار، وفي بعض المرافق الصحية، ينهار بالفعل"، والنساء الحوامل غير قادرات على الوصول إلى خدمات صحة الأم الأساسية، ويواجهن تحديات لا يمكن تصورها."  

 

 

"أنا خائفة جدًا على طفلتي التي لم تولد بعد"

 

"شروق"، مترجمة وحاصلة على درجة الماجستير في الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، لم تقابل طبيبًا منذ نزوحها من منزلها في شمال غزة قبل أربعة أسابيع.   

 

 

دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية مبنيين بالقرب من منزلها، لذلك تعتقد أنهما قد تعرضا للتدمير جزئيًا على الأقل، ولا يمكنها العودة لمعرفة ما إذا كانت جميع الملابس والألعاب التي اختارتها لابنتها التي لم تولد بعد سليمة.

 

 وتقول: "لقد اشتريتها واحدة تلو الأخرى، وكنت انتقائية للغاية في اختيار أغراضها".   

 

 

لم تأخذ "شروق" معها سوى لعبة واحدة عندما هربت هي وزوجها: لعبة صنعتها بنفسها، وتشرح قائلة: "إنه مصدر للحياة الخضراء ومليء بالأشياء الجيدة، لقد صنعته من أجل أميرتي".

كانت شروق وزوجها يخططان لتجربة حظهما في رؤية أحد الأطباء أو الممرضات القلائل في مركز صحي قريب من ملجأهما. ولكن بينما كانا يسيران هناك، رأيا سيارة يتم قصفها.

 

وقال الزوجان: "كنا قريبين جداً، وكنا مرعوبين. وبدأنا نركض عائدين إلى الملجأ، متخليين عن خططنا للذهاب إلى المركز الصحي".    

كان القصف مؤلمًا لشروق، وقالت: "لو لم أكن حاملاً، ربما كنت سأتمكن من التأقلم، لكنني خائفة جداً على طفلتي التي لم تولد بعد".  

إن الملجأ الذي يقيمون فيه في خان يونس ليس محصنًا ضد القنابل ولم يكن مصمماً لاستيعاب 50,000 نازح يقيمون هناك الآن، إنها كلية تدريب تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى  "الأونروا "، ضمن ٨٨ مدرسة تابعة للأونروا أصبحت ملاجئ مؤقتة. يقول ألين: "تمثل هذه الملاجئ شريان الحياة، لكنها تتعرض لضغوط كبيرة".  

 

مشاركة المرحاض "مع آلاف الأشخاص"

 

وفي الملجأ، تتعرض "شروق" لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه والأمراض التنفسية، فهناك عليك أن تنتظر في طابور طويل للذهاب إلى المرحاض، وعندما تنتظر في هذا الطابور فإنك تفكر فقط في أنك تتعرض للعديد من الأمراض من آلاف الأشخاص الآخرين الذين تتشارك في المرحاض معهم.

وتقول شروق: "من النادر أن تجد الصابون"، وهذا أمر مرهق بالنسبة لي، حيث من الممكن أن أكون مصابةً بأحد هذه الأمراض وقد يؤثر ذلك على الجنين في بطني فمنذ أن جئت إلى هنا بدأت أشعر بالدوار، وأعاني من سعال شديد وألم في الظهر بسبب النوم على الأرض. 

   من جانبه، يقول الدكتور بشار مراد، مدير مستشفى القدس في مدينة غزة: "يعاني الكثير من الناس، وخاصة الأطفال، من الالتهابات، بما في ذلك تقرحات الجلد والأمراض المنقولة بالمياه مثل الإسهال"، "إنهم يعيشون في ملاجئ حيث النظافة سيئة والناس قريبون جدًا من بعضهم البعض، لذلك ينتشر المرض".  

 

ويمكن أن يكون الإسهال قاتلًا، حيث، تؤك منظمة الصحة العالمية أن الإسهال يعد ثاني أكبر سبب لوفاة الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم.   

 

قطعتان من الخبز يوميا

 

ويقول ألين إن المعيار الإنساني لاستهلاك المياه هو ثلاثة لترات يوميًا للشخص الواحد كحد أدنى.

 

ويوضح قائلاً: "تحتاج النساء الحوامل إلى ما لا يقل عن ثلث لتر إضافي، وتحتاج النساء المرضعات إلى الثلثين على الأقل علاوة على ذلك". 

 

يضيف ألين: "أخبرتنا امرأة أنجبت قبل سبعة أشهر أن مخزون الحليب لديها قد نضب لأنها لا تستطيع شرب كمية كافية من الماء، وكذلك بسبب الضغوط الناتجة عن الانتقال من ملجأ إلى آخر".   

 

 

وتقول هبة الطيبي من مؤسسة كير الدولية إن بعض النساء غير القادرات على الرضاعة الطبيعية "يضطررن إلى استخدام المياه الملوثة لحليب الأطفال لأنهن لا يحصلن على مياه نظيفة".

 

وبينما يصل الآن عدد محدود من شاحنات المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، فإن إسرائيل لا تسمح بمرور الوقود، وهناك حاجة ماسة إلى الوقود لتشغيل أنظمة تحلية المياه والمضخات. 

  شروق عطشانة وجائعة طوال الوقت، وقالت: "إذا كنت محظوظة، أحصل على زجاجة صغيرة من الماء يوميًا وقطعتين من الخبز مع الجبن المطبوخ وأحيانًا الزعتر المجفف"، ولا توجد مصادر للبروتين أو الخضار الطازجة أو الفاكهة في الملجأ، وبدأ معظمنا يعاني من سوء التغذية". 

 

"لا يوجد مكان آمن في غزة" 

 

 

يقول ألين: "هناك مسألة السلامة المتعلقة بالمكان الذي ستلد فيه وكيف؟".."لا يوجد مكان آمن في غزة في الوقت الراهن."    

 

وتطرقت "شروق" إلى ظروف ولادتها مؤكدة أنها لا تعرف أين ستلد طفلها الأول؟ فبسبب انقطاع الاتصالات المنتظم والتغطية غير المنتظمة للشبكة في غزة، لا تستطيع النساء أثناء المخاض الاعتماد على القدرة على الاتصال بسيارة إسعاف أو طبيب أو ممرضة.

 

ويقول الدكتور مراد: "إن السفر أمر خطير أيضاً بسبب القصف"، وإذا وصلوا إلى المستشفى، فمن المرجح أن تخرج الأمهات من المستشفى في غضون ساعات قليلة بعد الولادة.

 

وتقول هبة الطيبي: "لا توجد متابعة منتظمة بعد الولادة"، و"إذا كان الطفل في حالة حرجة للغاية، فقد يحصل على واحدة من الأماكن النادرة جدًا في المستشفيات."  

 

وحتى داخل المستشفيات، تتعرض النساء والأطفال حديثي الولادة لخطر الإصابة بالعدوى.

 

وتضيف الطيبي: "في ظل العدد الهائل من ضحايا الغارات الجوية ونفاد المعدات الطبية، "تعيد المستشفيات الآن استخدام المواد التي يمكن التخلص منها والتي يجب استخدامها مرة واحدة فقط". 

وتشير إلى أن"هناك نقص في المياه بسبب نقص الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل المضخات والمطهرات".   

وبمجرد خروج الأمهات وأطفالهن حديثي الولادة، لن يعودوا إلى منازلهم بل سيعودون إلى ملاجئ مكتظة وغير صحية. 

وتقول شروق: "نصلي كل يوم حتى نتمكن من العودةإلى منازلنا وعيش حياة طبيعية".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز