طارق مرسي
#القدس_حترجع_لنا
من أروع وأصدق الأعمال الغنائية التي خرجت فى هذه الألفية عن فلسطين الحبيبة وجسدت حرفيًا أسمى معانى التضامن ورسمت بامتياز الدور الوطني للفن المصري أوبريت «القدس حترجع لنا» تلحين الموسيقار الراحل رياض الهمشرى وكتبه الشاعر والكاتب الدكتور مدحت العدل، بعد ساعات استشهاد الطفل الفلسطينى (محمد الدرة) فى أحضان والده برصاص الاحتلال الغادر عام 2000، هذا الحادث الذي هز العالم ووحد قلوب نجوم الفن فى مصر وخرجوا للتعبير عن تأثرهم الكبير.
هذا الأوبريت يعانى من الروتين والتحجر وفى حاجة إلى دعم أكبر من وزارة الثقاقة والدكتورة نيفين الكيلانى وتسخير كل الإمكانيات لإعادة تقديمه بدار الأوبرا ضمن «الليلة الفلسطينية» المقرر تقديمها بالأوبرا بعد ترحيب مؤلفه د. مدحت العدل واستعداده لإضافة مقاطع جديدة ترسم ملامح الحزن الكبير لما يحدث فى غزة الآن من مذابح وحماسة المايسترو سليم سحاب له باعتباره الأنسب الآن ولعدم ظهور أعمال تجتمع عليها الآذان العربية ولتوصيل رسالة للعالم بعد ترجمته بكل اللغات الممكنة بمشاركة كل نجوم الصف الأول بمصر فى الغناء والتمثيل واستعادة حالة الالتفاف التي أحدثها عند طرحه عام 2000 بمشاركة 20 ممثلاً وممثلة و21 مطربًا ومطربة يمثلون كل الأجيال من هدى سلطان ونادية لطفى ومحمود ياسين ويسرا إلى أحمد السقا ومحمد هنيدى وكريم عبدالعزيز وشريف منير وخالد النبوى وأحمد حلمى ومنى زكى، ومعهم نجوم ونجمات الغناء من مدحت صالح وطارق فؤاد وهشام عباس ومحمد فؤاد وإيهاب توفيق ومنى عبدالغنى وهدى عمار إلى مريم نوح ومحمد حماقى وحكيم ودنيا سمير غانم، وشيرين وتامر حسنى، فى أول ظهور لهما، ليخرج فى صورة ملحمة مصرية غنائية فى وجه الظلم والعدوان تشكلت من كتائب غنائية وتمثيلية، ومن الوارد الآن إضافة أسماء جديدة من أبرز النجوم وأيضًا أصوات من الأوبرا بدلاً من الحفلات التي باتت بلا طعم أو تأثير فى هذا التوقيت وبعد إلغاء مهرجان الموسيقى العربية، بالإضافة إلى تقديم رائعة فيروز والرحبانية «زهرة المدائن» بصوت مدحت صالح وهو الأنسب لتقديمها فى الأوبرا.
أوبريت «القدس حترجع لنا» التاريخى وثيقة غنائية صادقة استكملت الدور الوطني وثلاثية نجوم مصر منذ أوبريت «وطني الأكبر» الشهير الذي شارك فيه نجوم الغناء المصري والعربى «عبدالحليم حافظ وشادية ووردة وصباح وفايدة كامل» ولحنه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وكتبه الشاعر أحمد شفيق كامل، عام 1960، احتفالاً بوضع حجر الأساس للسد العالى، ولم يُضاهِ العملين فى الرسالة والهدف والتأثير من باقة الأعمال القومية الصادقة سوى أوبريت «الحلم العربى» عام 1998 الذي كتبه أيضًا د. مدحت العدل ولحنه حلمى بكر وصلاح الشرنوبى، وشارك فيه نخبة من نجوم الغناء فى الوطن العربى وحقق نجاحًا كبيرًا عقب انتفاضة الأقصى الثانية، التي اندلعت عقب تدنيس أرييل شارون - وزير الدفاع الإسرائيلى - لساحة المسجد الأقصى، حيث عُرِضَ على كل الفضائيات العربية باختلافها مما أكسبه جماهيرية واسعة.
تقول كلمات أوبريت «القدس حترجع لنا» البديعة:
صبرا شاتيلا وشهداء الأقصى.. ألف حصار وحصار
وعيال كبرت قبل أوانها.. حلفت تاخد بالتار
غضب القلب المر الدامى بيتحول أحجار
والعصافير بتحارب جيش بس إيمانها سلاح
كل العالم يسمع صوتنا الطالع من الأحزان
من يستشهد، يطلع غيره والموت للسفاح
من هنا بنقول أرضنا.. عرضنا دمنا أمنا
وإن مات ملايين مننا.. القدس حترجع لنا.