عاجل| وصايا أهل الجنة قبل الموت.. أطفال غزة
محمد جمال
واصل الكيان الصهيوني “إسرائيل”، حربه الإجرامية والانتقامية على الشعب الفلسطيني، وحصاره الشامل لقطاع غزة منذ يوم 7 أكتوبر الجاري، ويقتل كل ما يجده على قيد الحياة ولا تستثنى أحدًا، من المدنيين والأطفال والنساء.
الأوضاع المأساوية ورائحة الموت التي تملأ كل شبر في قطاع غزة، جعلت الأطفال، يكتبون وصاياهم أو يدونون أسماءهم على أجسادهم حتى يسهل التعرف عليهم.
ما الذي يدخل السكينة على قلوب سكان غزة؟
نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة كانت كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال، وهي تعود لإحدى السيدات الفلسطينيات التي خرجت على قيد الحياة بإعجوبة من تحت أنقاض منزلها ورغم أهوال ما رأته وأطنان المتفجرات التي تسقط على المباني والمنازل، بقيت متشبثة بالمصحف ولم تتركه حتى بعد وصولها إلى المستشفى وهي في وضع يرثى له، وليست هذه السيدة فقط هي من ردت على السؤال، فأحد الشهداء الفلسطينيين خاطب أحد الأشخاص قبل أن يستشهد، وقال له في المستشفى: "لا تبك، أنت رجل، اللهم تقبل الشهداء، كلنا مشاريع شهداء، هذه أرض رباط وجهاد وكلنا في سبيل الله، وهذه إرادة ربنا ونحن صابرون".
وعلى باب مستشفى الشفاء، يخرج الطفل محمد سليمان أبودقة، مصابا ويغطي الغبار جسده، ونجا من قصف لمنزل عائلته، وقبل أن يدخل للمستشفى، سجد على الأرض وشكر الله على سلامته.
وللطفل نصر الدين محمد، قصة مع نجاته من القصف الذي استهدف منزله، ويقول إنني "كنت أقرأ القرآن مع والدي في المنزل وفجأة استهدف المنزل بصاروخ وأصبت أنا وهو".
وبما أن الأطفال يشاهدون ويسمعون ويشمون رائحة الموت في كل مكان وهم المستهدفون وأغلب الشهداء منهم، كان لابد من أن يعلم طفل أخاه الشهادة ويطلب منه أن يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله" مخافة أن يستشهد ولا يكون قد ردد الشهادتين.
طفلة فلسطينية تكتب وصيتها
ولا تفارق فكرة الشهادة أطفال غزة، الأمر الذي دفع طفلة من غزة تدعى "هيا" لكتابة وصيتها وقسمت "ممتلكاتها" بين أهلها، فأموالها المنقولة ستعطيها لوالدتها وأشقائها وشقيقتها وجدتها، أما "غير المنقولة" فستعطي ألعابها لصديقاتها، وثيابها لبنات عمتها، وأهم نقطة في الوصية هي أحذيتها والتي طلبت التبرع بها للفقراء والمساكين ولكن بعد غسلها.
وبتسليم "بقضاء الله وقدره" يتقبل أحد الأطباء استشهاد ابنه يوسف " 7سنوات" وقول والدته للمسعفين إن ابني أبيضاني وحلو، وبعد رحلة بين مستشفيين وغرفتي إنعاش بحثا عنه، وجده والده وهو يقول قبل استشهاده "الحمد لله".
أشخاص يطلبون العفو في حال حدث لهم مكروه
طلب مجموعة من الأشخاص في وصاياهم العفو ممن أساءوا إليهم في حال حدث لهم مكروه، مؤكدين أنهم لم يكتبوا هذه الرسائل لأنهم خائفون من الموت.
ومن بين هؤلاء إيهاب سليمان الذي نشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" رسالة إبراءَ للذمة: من كان له عندي مظلمة أو دين أو كنت قصرت في حقه أو أساءت له يومًا، فليخبرني بها أو يتكرم بالعفو عني لوجه الله تعالى والله لا نهاب الموت، فما فاز إلا الشهيد.