عاجل
السبت 13 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عاجل.. فلسطيني وحماره يكسران الحصار الإسرائيلي على غزة

جميل يوزع الماء
جميل يوزع الماء

كان “جميل الكروبي” وحماره “ألموند” يجر عربة بيع الخضار، ولكن الآن تغير الحال مع العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث اضطر إلى التجول في الحي وجلب الماء للأشخاص الذين يموتون من العطش. 



 

 

كل يوم يستيقظ "جميل" قبل شروق الشمس، وبعد الانتهاء من جميع الأعمال المنزلية، يتوجه هو وحماره "ألموند" إلى شوارع غزة المليئة بالقنابل لتوزيع المياه النظيفة على سكان الحي.

 

 

جميل يوزع الماء على سكان غزة
جميل يوزع الماء على سكان غزة

 

يقول جميل: “لقد عقدت اتفاقا مع حماري "ألموند" بأنه إذا استيقظ مبكرا كل يوم وساعدني في ملء زجاجات المياه وتوزيعها على الحي بأكمله، فسوف أعطيه المزيد من كيس الطعام يوميا، ومنذ ذلك الحين، حافظت على اتفاقنا”.

 

قبل اندلاع الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، كان هذا الشاب البالغ من العمر 34 عامًا يبيع الخضار على عربته الكارو والآن، منذ اندلاع القتال، يبذل جميل الكروبي هو حماره ألموند كل ما في وسعهما لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس.

 

ورث بئرًا 

 

قبل بضع سنوات، ورث “جميل” – واسمه يعني “الجميل” باللغة العربية، بئرًا بعد وفاة والده، والآن، يقوم بملء برميلين كبيرين من الماء ويتجول في الحي ويطلب من الجيران إحضار زجاجات وأكياس المياه.

وقال جميل الذي يعيش مع والدته وزوجته وأطفاله الأربعة إن بئرهم به ما يكفي من المياه حتى لا يعطش جيرانهم بعد أن قطعت قوات جيش الكيان الصهيوني "إسرائيل" إمدادات المياه والكهرباء عن المنطقة منذ أكثر من أسبوعين، وبالنسبة لجميل، كان اتخاذ هذا القرار سهلًا، فهو يعتقد أن الجميع يجب أن يقفوا معًا ويقوم بتحويل هذا الاعتقاد إلى عمل.  "جميل" لا يقبل أي أموال من الآخرين مقابل الماء، على الرغم من أن عائلته من الطبقة العاملة يمكنها بالتأكيد استخدام المال، "أنا لا أبيع المياه النظيفة، بل أقوم بتوزيعها مجانًا، إذا لم أساعد أهلي فمن سيساعدهم؟". 

 

في حين، قال أحد جيران جميل إن الماء مهم للغاية، ويمكنهم العيش بدون إنترنت أو حتى كهرباء، لكن ليس بدون ماء. 

 

وقال هذا الشخص: "لا أعرف ماذا كنا سنفعل لولا وجود "جميل" بجانبنا، حاولنا الذهاب إلى وكالات الإغاثة للحصول على المياه ولكن كان هناك الكثير من الناس وكانت المياه هناك تبدو غير نظيفة.

 

 وقال جميل إنه يريد التوغل في المنطقة المحيطة لمساعدة المزيد من الناس، لكن الأنقاض التي خلفتها الهجمات الصاروخية الإسرائيلية جعلت من المستحيل على عربته التي يجرها حمار المرور عبر الأنقاض الخراسانية المتراكمة، نتيجة تعرض الشوارع للقصف. 

وعلى الرغم من مخاوف أفراد الأسرة ومخاوفهم من أن السفر على عربة يجرها حمار قد يعرض "جميل" للخطر، إلا أنهم لم يرغبوا في منعه من تنفيذ جهود الإغاثة "المحلية". 

وقال أسامة، الابن الأصغر لجميل: “شعر والدي أنه من واجبه مساعدة الجميع، أي شخص، حتى الغرباء. ويكون والدي أكثر سعادة وفخرًا عندما يتمكن الناس من النوم ليلًا دون أن يشعروا بالعطش. 

وتابع أسامة: “بالطبع الأمر خطير للغاية، فالصواريخ تسقط بشكل عشوائي في جميع أنحاء غزة، لكن لا شيء يمكن أن يوقف والدي، فالجميع يحبه وهذا كل ما يريده في المقابل. يوزع الخضروات مجانيًا عندما يكون لديه فائضًا

 في بعض الأحيان، كان جميل وحماره "ألموند" يوزعان الخضار مثل الليمون والبطاطس وأي شيء آخر يجده في حديقته لتلبية احتياجات الناس.   ويقول جميل الكروبي، أنا لا أمانع في إعطاء الخضروات المجانية عندما يكون لدي فائض وهذا يجعلني والجميع أكثر سعادة". 

 

وتعد جهود “جميل” وشجاعته موضع تقدير كبير، غالبًا ما يقدم جاره الطعام للحمار "ألموند" ويصر "جميل"، على أن يقبله حتى يتمكن ألموند من الاستمرار في مساعدته في القيام بما يفعله كل يوم. 

 

و"جميل" لا يتابع السياسة ولا يعرف متى سينتهي القتال، كل ما يعرفه أن جيرانه كانوا عطشا، وقال: "طالما أن شعبي يحتاج إلي، سأكون هناك، وأحاول المساعدة بقدر ما أستطيع".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز