عاجل
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الفيلم الأمريكى ليس هدفًا للمقاطعة!

الفيلم الأمريكى ليس هدفًا للمقاطعة!

فى أعقاب هزيمة 67 زادت حدة الغضب فى الشارع ضد كل ما هو أمريكى، حيث استخدمت إسرائيل قنابل (النابلم) الحارقة التي أرسلتها وزارة الدفاع الأمريكية، ناهيك عن دعمها العسكرى والسياسى غير المحدود للعدوان الإسرائيلى.



وبدأت المطالبة بمقاطعة كل ما هو أمريكى، وأشهر سلعة يتم التعاطى معها فى الشارع هى الفيلم، وهكذا توجهت كل مساحات الغضب إلى الشريط السينمائى، قررت الدولة مقاطعته استجابة للغضب الجماهيرى وأيضًا لعدد من أصحاب الأقلام، الذين طالبوا بمصادرة كل ما هو أمريكى.

فى تلك السنوات لم تكن مشاهدة الأفلام متاحة إلا فى دار العرض -قبل زمن الفيديو والفضائيات- أى أن منع هذه الأفلام، من التداول، كان بالفعل إغلاقًا بالضبة والمفتاح.

قبل بضع سنوات سألت الرقيب ونائب رئيس مجلس الدولة الأسبق الراحل مصطفى درويش عن ملابسات هذا القرار، حيث كان هو شاهد العيان، فقال لى أنه بحكم منصبه التقى بوزير الثقافة د.ثروت عكاشة وأخبره رفضه للقرار، لأن العقاب سيوجه فى هذه الحالة إلى المتفرج المصري وليس إلى (هوليوود) التي لن تعانى شيئًا من إغلاق السوق المصرية، رد عليه ثروت عكاشة بأن تلك هى رغبة القيادة السياسية وأنه مدرك تمامًا، أن القرار الذي أيده الرئيس جمال عبدالناصر، لن يتم سريانه أكثر من ستة أشهر، وسيسقط ولن يعترض أحد، الغريب أن القرار لم يستمر أكثر من شهرين، وبعدها صار الجميع يتعاطون ببساطة فى دور العرض مع الفيلم الأمريكى.

سلاح المقاطعة بات يُستخدم هذه الأيام بإسراف شديد، بل تلاحق الكثيرون نظرات واتهامات وتلميحات الخيانة الوطنية، لكل من لا يشهر هذا السلاح وكأنه يرتكب خيانة وطنية، وهكذا ترددت أسماء مطاعم ارتبطت أصولها بأمريكا مثل (ماكدونالدز) ومشروبات البيبسى كولا وغيرهما، وتتعدد تنويعات المقاطعة.

بينما المطلوب فى هذا التوقيت هو اتخاذ موقف إيجابى مؤثر، مثلا قبل أيام، عندما اجتمع عدد من الفنانين تحت مظلة نقابة الممثلين بعد دعوة النقيب الواعى أشرف زكى، شاهدنا رسالة قوية وفى الصميم، توجهت للعالم، رغم غياب عدد كبير من النجوم، إلا أن الموقف الإيجابى الذي تابعناه كان كافيًا، وهو ما كان منتظرًا أيضًا من نقابتى السينمائيين والموسيقيين، يكفى أن تبدأ نقابة لتصل الرسالة عن طريق (السوشيال ميديا) للعالم.

المقاطعة الثقافية والاقتصادية والسياسية هى مع عدونا الاستراتيجى إسرائيل، نعم لا يمكن أن يشارك فنان عربى فى مهرجان إسرائيلى ولا يتم دعوة أى فنان إسرائيلى إلى أى تظاهرة على أرضنا، حدث مثلاً قبل خمسة عشر عامًا أن حاولت إسرائيل اختراق مهرجان القاهرة السينمائى بفيلم اسمه (زيارة الفرقة)، وجاء الرفض من المهرجان مباشرًا وقاطعًا وبلا لبس معلنًا الرفض الشديد لأى تواجد إسرائيلى، حتى لو كانت رسالة الفيلم تحاول أن تتحدث عن السلام، إلا أنها فى النهاية، رسالة مغموسة، بمحاولة الاختراق للرفض الشعبى. بين مصر وإسرائيل معاهدة السلام، إلا أن موقف الشعب المصري الرافض لإسرائيل، ثابت لا يتغير.

لن نمنع عرض الفيلم الأمريكى، ولكننا سنفضح الممارسات الأمريكية المنحازة لإسرائيل، هذا هو الهدف الذي يتوجب علينا تحقيقه وبكل الأسلحة المشروعة!.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز