عاجل لوزيرة الثقافة: فرع ثقافة سوهاج.. تحول الهمس إلى صرخات والرجاء إلى استغاثة

تواصل "بوابة روزاليوسف" فتح الملفات المسكوت عنها بوزارة الثقافة وبالتحديد في الهيئة العامة لقصور الثقافة

ومع تداعيات عملية الإحلال والتجديد لمبنى فرع وقصر ثقافة سوهاج، والتي جاءت بعد التفريط وضياع المكتسبات، نتيجة تولي قيادات للأسف غير مؤهلة بالقدر الكافي لتضع محافظة سوهاج على الخريطة الثقافية بشكل يوازي جيرانها من المحافظات التي تقدم خدمات ثقافية حقيقية لجمهورها. لكن للأسف تحول الهمس إلى صرخات والرجاء إلى استغاثة، نتيجة عدة مخالفات وتجاوزات تهدر حقوق المواطنين من متابعة ومشاهدة فعاليات ثقافية حقيقية متحققة تسهم في رفع الوعي الثقافي واكتشاف المواهب الإبداعية لتسهم في بناء الإنسان وفق توجهات الدولة المصرية، كما تهدر المال العام نتيجة وقائع عديدة تمثل فسادًا إداريًا وماليًا ولعبًا بمقدرات دافعي الضرائب، أو الحصول على خدمات ثقافية عادلة. ونجد أنفسنا نستكمل ما بدأناه من فتح العديد من القضايا التي ترد إلينا موثقة بمستندات وصور ووقائع تشير إلى بؤر ومسؤولي هذه الوقائع على أمل الإصلاح قدر المستطاع للصالح العام بما يصلح الحال لرضا رب العباد، ولذلك تواصل الذي يعلم بكل ما يدور أو يقع من وقائع ومشكلات لكن يتغاضى عنها لمصالح هنا وهناك. ونتساءل عما تم من تخصيص مبلغ 700 ألف جنيه لتطوير قصر ثقافة طهطا عام 2020، وما يشار إلى أنها لم يتم دخولها بأكملها لعملية رفع كفاءة القصر والاكتفاء بوحدة حاسب آلي وبعض الأثاث، والتي يسبقها ضياع مخطوطات أثرية لرفاعة الطهطاوي والتي لا تقدر بثمن، وخرجت من القصر ولم تعد إلى الآن. بالإضافة إلى نفس الحقبة يجب أن يتم التحقق والتحقيق في أمر ضياع قطعة أرض تم تخصيصها لإنشاء قصر ثقافة بمركز طما، وما تم عقب ذلك من إلغاء تخصيص الأرض لأسباب عديدة منها تقاعص وشبهات أخرى من قبل مسؤولي الإقليم والفرع وقتها، في حين أنه تم صرف مبلغ يقدر بحوالي 75 ألف جنيه بقطعة الأرض وبناء غرفة كمكتبة وعمل نشاط ثقافي، يتبعه 106 ملايين جنيه لتطوير قصر ثقافة سوهاج!

عقارب ببيت ثقافة العسيرات

ماذا تم تجاه علم رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق بوجود إشكاليات تمثل كارثة إنسانية يواجهها مقر بيت ثقافة العسيرات بسوهاج بوجود خطر جسيم نتيجة وجود حشرات وقوارض وثعابين؟ والتي سبق أن تعرض بسببها طفل لواقعة لدغ من قبل عقرب، وعلم بها وقتها رئيس الهيئة عقب زيارة سابقة له لفرع ثقافة سوهاج، ولم يتم حل الأزمة إلى الآن؟

بلد العلم والعلماء دون ثقافة!

وماذا عن أزمة العهدة الخاصة ببيت ثقافة جرجا، التي تم تسليمها وتخزينها ببيت ثقافة الكوثر ولا يعرف عنها أحد شيئًا وبدون ورق رسمي، وتدور حول هذه الواقعة شبهات من اختفاء عدد من عهدة الموقع بعد دخول بيت ثقافة جرحا مرحلة إحلال وتجديد والذي يقع أصلًا داخل وحدة في عمارة بمدينة جرجا، والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 551,449 نسمة حسب تقدير يناير 2019، ويأتي مركز جرجا في المركز الرابع من حيث نسب التحضر بعد سوهاج وأخميم وطهطا والأقل في نسبة الأمية بعد سوهاج وطهطا، ولا يوجد بمركز جرجا بأكمله قصر للثقافة أو حتى مسرح. وما هو سوى بيت الثقافة داخل وحدة سكنية "بيت ثقافة جرجا" ومكتبة الشباب والطفل مهملة دون أي تطوير قبلي المدينة، ولا تقدم أي نشاط فعلي يذكر لأهالي أو شباب مدينة جرجا "مدينة العلم والعلماء"، والتي سبق أيضا أن تم تخصيص قطعة أرض غرب البلد لبناء قصر ثقافة جرحا والتي تم سحبها لعدم وجود جدية في الإنشاء والتي سوف نفتح لها تحقيقا منفصلا في الحلقات المقبلة.

السلم والثعبان

ماذا بعد تحول فرع ثقافة سوهاج إلى لوح لعب سلم وثعابين.. فعندما يأخذك ثعبان لأسفل تجد سلما للصعود وتستمر اللعبة.. كثرت الثعابين وتضاءلت درجات الصعود.. بدأ المتفرج في صمت ينضج ويدرك أن اللعب مضيعة للوقت والجهد، والثعابين لا ولن تأخذنا إلا إلى القيعان، وهنا يتساءل العاملون بالفرع عن سر احتفاظ السيد مدير القصر بجهاز الكمبيوتر المحمول "اللاب توب" وجهاز "البروجكتور" الذي يقتنيه وقتما ما كان بقصر ثقافة طهطا، ويرفض تسليمه لأي من العاملين بالفرع؟!

همس وصراخ

ومع تحول الهمس إلى صرخات والرجاء إلى استغاثة بفرع ثقافة سوهاج نجد أن قصر ثقافة سوهاج يدار طبقًا لخطط بعض الأحزاب السياسية والمؤسسات الخاصة.. فهل انتبهت الإدارة المركزية لمكتب شؤون رئيس الهيئة "التخطيط- التوثيق" كم عدد الأنشطة المنفذة خارج البرنامج الذي يعد شهريا ويرسل إلى الهيئة؟

هل تمت مراجعة خطة قصر ثقافة سوهاج؟

وما فائدة حصر الأنشطة الشهري الذي يتم إرساله للهيئة، لماذا يستمر موظف بلا خطة واضحة على رأس العمل، هل تحولت رسالة الثقافة إلى متعهدي حفلات وفرق فنية تحت الطلب، وأين دور إدارة المتابعة في الهيئة مما ينفذ بالفرع؟! وماذا عن الأنشطة والعروض المفبركة لفرقة الآلات الشعبية لقصر ثقافة سوهاج وعارضين بالملابس الشتوية في عز الصيف.. والتي يتم التغطية عليها بصور وأضواء مبهرة وفاعليات ضخمة وابتسامات تملأ الوجوه على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي.

صفحات تواصل دون تواصل

وهناك دليل دامغ يظهر يوما بعد يوم من خلال نشر الصفحة الرسمية لفرع ثقافة سوهاج علي وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للعديد من الأنشطة المفبركة والتي تعد عنوانا لما يحدث في الكواليس، ونشر صور مفبركة وصور مكررة بتواريخ مختلفة لنشاط وهمي سواء مدرجا أو غير مدرج بخطة الفرع، كما أن صفحة الفرع على فيسبوك لا يوجد بها أي تفاعل أو تنويه عن الأنشطة أو الفعاليات، وليس بها سوى ما يتم تنفيذه من نشاط أغلبه مفبرك أو غير مدرج، والمدرج منه يتم نشر صور أغلبها بدون جمهور حقيقي بل نشاط مزيف، وهو ما يعد إهدارًا لحق الجمهور في المعرفة والوعي، وبالتالي هل من المنطق أن يكون الصرف على احتفالات وأنشطة لا يتناسب مع حجمها.. وأين تذهب ميزانية نشاط فرع ثقافة سوهاج إذا كان مديرها يردد أن أغلب فاعلياته دون تكاليف؟

تداخل في الاختصاصات

كما أن هناك تساؤلات حول قيام مدير قصر ثقافة سوهاج ومدير قصر ثقافة الطفل بسوهاج بالمنشاة لحضور معاينة التبرع بمقر مكتبة ثقافية جديدة دون إخطار لمدير قصر ثقافة المنشأة.. ومدير قصر ثقافة سوهاج في فاعليات بيت ثقافة المراغة في غياب مديرة الموقع. فما دخل نشاط الطفل بسوهاج وتداخله مع قصر الطفل بالمنشاة، وأين نشاط قصر ثقافة الطفل بسوهاج من توجهه بالنشاط إلى المدارس والعمل على تقديم نشاط واكتشاف مواهب. فما دخل نشاط قصر ثقافة الطفل بسوهاج بمركز الكوثر الذي يتبع أنشطة قصر ثقافة الكوثر، وما سر تنفيذ قصر الطفل بسوهاج لنشاط بمؤسسة بنين الكوثر، وما سر جمع تبرعات لإقامة هذا النشاط عبر صفحات "فيسبوك" الخاصة بمجتمع سوهاج وظهور مدير قصر الطفل مع مسؤولة جمع التبرعات خلال الاحتفالية؟!

مصير بيت ثقافة أخميم 

وهناك تساؤلات حول مصير بيت ثقافة أخميم الذي تم تسليمه للهيئة العامة لقصور الثقافة، منذ المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة، ولكن لم يتم افتتاحه إلى الآن، والذي سبق أن تفقده المخرج هشام عطوة رئيس الهيئة الأسبق ووجه بسرعة إنهاء إجراءات افتتاحه، ولكن إلى الآن لم يتم الوقوف على توصيل الكهرباء للمكان وفرشه بالأثاث المخزن بقصر ثقافة الكوثر، ونقل العاملين بالفرع والقصر له حتى يتم الانتهاء من إحلال وتجديد قصر ثقافة سوهاج؟ يضم فرع ثقافة سوهاج 19 موقعا ثقافيا لكن المسؤولين عن الفرع يشيعون أن قصر ثقافة سوهاج وقصر ثقافة الطفل هما اللذان يعملان وباقي المواقع لا تعمل فهل يقتصر النشاط بفرع ثقافة سوهاج على قصر العاصمة وقصر الطفل. وماذا عن تهالك ديكور الفرقة القومية للمسرح بسوهاج الذي تم تخزينه بمركز شباب الري حاليا بحجة عدم وجود مكان لتشوين الديكور الذي تكلف نحو 17 ألف جنيه، وهو ما يمثل إهدارًا للمال العام، وهو ما يستوجب التحقيق في الأمر. وهناك تساؤلات تطرأ بشكل مدهش على مرأى ومسمع من الجميع حول أسباب تسريح مدير قصر ثقافة سوهاج لموظفي القصر، والأمر بتوقيع مسؤول الدفتر نيابة عنهم حتى في وجود السادة مسؤولي التفتيش المالي والإداري بإقليم وسط الصعيد الثقافي، بحجة أن التفتيش جاء لفرع ثقافة سوهاج وليس دفتر القصر.. كما سبق أن هدد زملاءه باستخدام الصوت العالي عند تعليقهم على عدم تواجد موظفي قصر ثقافة سوهاج بمقر العمل وقال: "محدش ليه دعوة بموظفين القصر واللي عايز يتكلم يكلمني أنا"! كما تلت ذلك وقائع أخرى من قيامه بتحويل موظف بقصر الثقافة من الفترة الصباحية للفترة المسائية، عندما اكتشف مسؤول التفتيش بالفرع انقطاعه عن العمل لمدة 15 يوما متصلة دون توقيع عنه أو تسجيل إجازة، فقام السيد مدير قصر ثقافة سوهاج بالادعاء أن المذكور يعمل بالفترة المسائية، وهو ما يعد مخالفة وتلاعبًا لمحررات رسمية تحدد مصير المال العام بأجهزة الدولة.

فنون شعبية دون شعبية ببلادها

وما سر السكوت عن عدم حضور أو توقيع أعضاء الفرقة القومية للفنون الشعبية بسوهاج بحجة مشاركتهم في فعاليات ومهرجانات قومية، فكيف لموظفين لا يحضرون في مواعيد العمل بحجة أنهم أعضاء بالفرقة ويتقاضون مكافآت وبدلات وعند السفر للخارج يحصلون على بدل سفر، وفوق كل ذلك يتقاضون مرتباتهم من مقدرات وميزانية البلاد، دون أن يقدموا نشاطا فعليا يذكر لأهالي وجمهور المحافظة أو بمواقعها الثقافية، الأمر الذي يستوجب منا البحث والتحقق أكثر بالمستندات والصور وفرد تحقيق موسع في هذا الأمر في الحلقات المقبلة بإذن الله.