لواء دكتور إبراهيم بدر: أنا حاربت إسرائيل في الثغرة.. وتلك شهادتي للأجيال القادمة
باسم بدر
- أبناء الدفعة "54" جميعاً في حرب أكتوبر المجيدة حققوا إنجازات سيتوقف التاريخ أمامها
- قمت أنا وزملائي بإيقاف تقدم العدو في ثغرة الدفرسوار ومنعه من التقدم تجاه السويس وكبدناه خسائر فادحة
- لأول مرة منذ عدة عقود مضت تحقق الموارد في مصر تغطية للمصروفات
- تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة في مصر 2030 سيكون تحولا جذريا غير مسبوق للتنمية الشاملة في كل المجالات.
في مثل هذا اليوم من 50 سنة انطلقت ملحمة أكتوبر العظيمة في أحداثها أو نتائجها، ولذا يسترجع المصريون خلال هذا اليوم الخالد، ذكريات فرحتهم العارمة وانتصارهم العظيم فى حرب أكتوبر المجيدة، ومن هذا المنطلق تنشر "بوابة روزاليوسف" أبرز شهادات من شاركوا في حرب العزة والكرامة من رجال الجيش المصري، عن تلك الحرب، ونصائحهم لشباب مصر في المرحلة المقبلة.
واليوم نستطلع شهادة أحد من شاركوا في تلك الحرب المجيدة.. إنه اللواء دكتور إبراهيم بدر.
"التدريب المكثف والواقعي والمهارة في التخطيط للحرب والتنظيم المحكم لجميع القوات، والجسارة في تنفيذ جميع العمليات العسكرية، والأهم هو إيمان رجال القوات المسلحة بكل درجاتهم العسكرية، من أصغر جندي لأكبر ضابط، بقضيتهم، وعزيمتهم الراسخة على استرداد أرض الفيروز".. هكذا بدأني اللواء دكتور إبراهيم بدر حين سألته عن سر نصر أكتوبر.
لواء دكتور إبراهيم بدر من مواليد 1948، تخرج في الكلية الحربية، في العام 1969 في الدفعة الأشهر "54".
وسبب تميز تلك الدفعة يرجع لكونها أول دفعة تدخل الكلية الحربية عقب نكسة يونيو 67، وكانوا يعلمون تماما أنهم مقدمون على حرب، وأن عليهم عبء محو عار الهزيمة.
كما أنها الدفعة التي وقع عليها عبء قيادة القوات على الخطوط الأمامية في حرب أكتوبر كقادة سرايا لجميع الأسلحة، وهي الدفعة التي قدمت أكبر عدد من الشهداء خلال الحرب، وقد شارك أبناء الدفعة "54" جميعاً في حرب أكتوبر المجيدة، وحققوا إنجازات سيتوقف التاريخ أمامها.
“بوابة روزاليوسف” حرصت على أن تلتقي اللواء إبراهيم بدر" الذي كان خلال حرب أكتوبر برتبة نقيب وقائد سرية مشاة ميكانيكي بإحدى كتائب الجيش الثالث الميداني.. وسألناه:
اللواء الدكتور ابراهيم بدر بعد خمسين عاما من حرب اكتوبر عرفنا بنفسك سنة 73 والآن.
فى سنة 1973 كنت النقيب ابراهيم بدر قائد سرية مشاة ميكانيكا فى أحد تشكيلات الجيش الثالث الميدانى, وكانت مهمة الوحدة فى حرب أكتوبر هى تطوير الهجوم فى عمق دفاعات العدو بعد استيلاء قواتنا في النسق الأول على النقط القوية فى خط بارليف بعد عبورهم للقناة، وإقامة رؤؤس جسور لها على طول الضفة الشرقية، بل والتقدم فى عمق دفاعات العدو في سيناء حتى مسافة 12 كيلو شرق قناة السويس, ولكن عندما حدثت الثغرة فى منطقة الدفرسوار ومحاولة العدو اختراق الفاصل بين الجيشين الثاني والثالث يوم 15 أكتوبر، بمساعدة الأقمار الصناعية للأمريكان التي رصدت الفاصل بين الجيشين الثاني والثالث، وحاول العدو استغلاله بمساعدة أمريكا التي أقامت جسرا جويا بينها وبين العدو لمده بالأسلحة والمعدات الحديثة، وكانت قوة العدو فى الثغرة 4 لواءات مدرع ولواء مشاة ميكانيكى ولواء مظلات، وكان هدف العدو هو تطويق قوات الجيش الموجودة فى شرق القناة, والتقدم نحو السويس، فقمنا أنا وزملائي بإيقاف العدو ومنعه من التقدم تجاه السويس, بل ألحقنا به خسائر جسيمة فى قواته ومعداته, وقدرت قتلى العدو فى هذه المعركة بـ300 قتيل, وذلك فى الفترة من 16 حتى 22 اكتوبر.
س: وبعد الحرب؟
بعد حرب أكتوبر عينت مدرسا بالكلية الحربية لمدة 3 سنوات، ثم عدت مرة أخرى للخدمة بتشكيلات المشاة, ثم انتدبت للعمل بالحرس الجمهوري, وبعد ذلك للعمل برئاسة الجمهورية حتى المعاش بدرجة وكيل أول وزارة, وبالنسبة للدراسات المدنية حصلت على دبلومتين دراسات عليا وماجستير ودكتوراه من جامعة عين شمس، وكلها في الإدارة والاقتصاد.
س: كيف ترى إسرائيل اليوم؟
اسرائيل بالأمس كانت العدو الرئيسي لنا الذي احتل جزءا من أرضنا، وقد تم - بتوفيق الله وقدرة وشجاعة الجندي المصري وشعب مصر- الانتصار عليها في حرب اكتوبر وتحرير الأرض ورد الكرامة والتي كانت تجسيدا حيا لإرادة المصريين في العبور من الهزيمة إلى آفاق النصر.
أما اسرائيل اليوم فهناك معاهدة سلام بيننا وبينها، وكذلك هناك علاقات دبلوماسية بيننا، وأيضا لها علاقات مع بعض الدول العربية مثل الأردن والإمارات، وبعض الدول فى الطريق، ولكن يجب أن نكون على حذر دائم، فهذا العدو الغدر صفة فيهم، فلابد أن تكون قواتنا المسلحة قادرة على الدفاع عن كل شبر من أرض الوطن ولكل من تسول له نفسه المساس بشبر من أرض مصر وترابها الغالي ونحن نرى الآن زيادة القدرات العسكرية المصرية إلى مستويات عالمية غير مسبوقة.
س: بصفتك حاصلا على ماجيستير ودكتوراه في الاقتصاد كيف ترى التنمية فى مصر؟
قبل أن أتكلم عن التنمية فى مصر أود أن أذكر أن العالم كله حاليا يمر بأزمة اقتصادية حادة نظرا لارتفاع التضخم بمعدلات كبيرة في معظم دول العالم, وكذا تراجع النمو وضعف النشاط الاقتصادي بصفة عامة, وفى نظرة على آخر تقرير للتنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة فإنه أشار الى أن العالم كله يعيش حاليا فترة توقف أو تراجع في معدلات النمو، بسبب زيادة التقلبات الاقتصادية واضطراب الأسواق العالمية, فالاقتصاد العالمي لم يعد يدور وفقا للقواعد والأسس والنظريات الاقتصادية المتعارف عليها, لذا فإن علماء الاقتصاد أصبحوا غير قادرين على التنبؤ أو معالجة المشكلات الاقتصادية الحالية بالأسلوب الأمثل, وكان من أهم الاحداث التي أثرت على اقتصاديات العالم كله فيروس كورونا الذي ضرب اقتصاديات العالم كله خلال سنة 2020, والحرب الأوكرانية الروسية, وغيرها من الكوارث الطبيعية.
وعندما نتكلم عن التنمية في مصر نقول إنه رغم المعوقات والمشكلات الاقتصادية التي حدثت فإن التنمية تسير بمعدلات مقبولة, حيث إنه لأول مرة منذ عدة عقود مضت تحقق الموارد تغطية للمصروفات, بل تحقق فائضا قدره 6ر1% من الناتج المحلى, أضف إلى ذلك حجم المشروعات القومية العملاقة التي تم إنشاؤها، ولكن الإصلاح الاقتصادي الذي كان ضروريا حدوثه في السنوات الماضية الذي بموجبه تم رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية, أضف الى ذلك المشكلات الاقتصادية العالمية وارتفاع نسب التضخم ومشكلات الأسواق العالمية, كل ذلك أدى الى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية وزاد من معاناة المواطن.
وبنظرة على النهضة التنموية التي أطلقتها مصر من خلال استراتيجية التنمية المستدامة في مصر 2030 فإن تنفيذ هذه الاستراتيجية سيكون تحولا جذريا غير مسبوق للتنمية المستدامة في مصر, حيث إنها تشمل محاور عدة للتنمية الشاملة في كل المجالات.
نود أن تلقى لنا الضوء على ماهية مصطلح "التنمية المستدامة" فى العرف الاقتصادى.
"التنمية المستدامة عملية تطوير المجتمعات بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة بما يلبى احتياجات الأجيال الحالية، دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها".
والتنمية المستدامة تشمل:
- التنمية الاقتصادية والتخطيط بأسلوب يعمق استدامة النمو الاقتصادي والاستثمار في المشروعات الصديقة للبيئة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وعدم استنزافها، وكذا عدم إهدار مصادر الطاقة والوقود الأحفوري، مع التركيز على الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
- التنمية الاجتماعية والقضاء على الفقر ورفع مستوى المعيشة والاهتمام بالتعليم والصحة والعدالة الاجتماعية والمساواة وحرية الرأي وإدارة الحياة السياسية بشكل واعى والشفافية في اتخاذ القرارات وعدم تراكم المديونيات على كاهل الأجيال القادمة.
- حماية البيئة الطبيعية ومصادر الثروة الطبيعية.
بماذا تنصح الشباب فى المرحلة المقبلة.
الدولة تسير بشكل صحيح في خططها، وما حدث خارج عن إرادة العالم أجمع، والعالم كله يعاني، ولكن ابدأ بنفسك:
- استعن بالله وتيقن أنه لا يضيع أجر من أحسن عملا وابتعد عما يغضبه.
- الانتماء للوطن والاعتزاز به وبرموزه في الداخل والخارج.
- الاهتمام بالتعليم واكتساب المعرفة والثقافة.
- اجعل التخطيط والتنظيم جزءا من حياتك وحدد أهدافك الشخصية والمهنية.
- اكتسب مهارات التواصل والاستماع الجيد للآخرين.
- اهتم جيدا بصحتك ومارس الرياضة بانتظام وابتعد عن التدخين والكحوليات والمخدرات.
جوجل نيوز
