عاجل
الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

عاجل.. خبراء الإعلام يضعون روشتة بث روح أكتوبر بين الأجيال الجديدة

شعار الاحتفال بنصر أكتوبر
شعار الاحتفال بنصر أكتوبر

تحتفل مصر اليوم بـ"اليوبيل الذهبي" لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة التي جرت أحداثها منذ 50 عامًا على أرض الفيروز "شبه جزيرة سيناء"، والتي سطر خلالها الجيش المصري أروع بطولات أذهلت العالم، جعلتها تدرس في أعرق الأكاديميات العسكرية العالمية حتى اليوم.



 

المناسبة العزيزة على قلب كل مصري

بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل مصري، التقت "بوابة روزاليوسف" مع عدد أساتذة وخبراء الإعلام، للاستفادة من خبراتهم ونصائحهم للإعلام المصري عن كيفية إعادة بث روح أكتوبر في الأجيال الجديدة.

 

 وتبدأ الدكتورة فاطمة أبوالفتوح رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بجامعة ٦ أكتوبر حديثها لنا، قائلة: شرف ليا أن والدي أحد أبطال نصر أكتوبر، وكان من أبطال المساحة العسكرية من الجنود المجهولة الذين لا يعلم عنهم الكثير مثل باقي الجنود، واصفًةً الأعلام المصري بأن دورة يقتصر كل عام في ذكرى الانتصار بنشر وتقديم البرامج والحلقات التي تهتم بأبطال نصر أكتوبر والتي تتحدث على المراحل التي مرت بها مصر للتحضير للحرب بعد نكسة ٦٧. 

 

وأشارت رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بجامعة ٦ أكتوبر إلى أن الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، تحرص كل عام على كشف رموز وأبطال جدد من ضحوا بحياتهم في سبيل تحقيق انتصار أكتوبر، بالإضافة للاهتمام بالبعد الفني والأغاني الحماسية والأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية، مطالبة الأعلام المصري بضرورة التركيز على أبطال أكتوبر من خلال الأفلام والمسلسلات مثلما كنا نشاهدها زمان. 

 

وقالت الدكتورة فاطمة أبو الفتوح: إنني تشرفت بالعمل مع إدارة الشؤون المعنوية بإذاعة البرنامج العام وقدمنا برنامج بعنوان أكتوبر في عيون العالم وكان يعتمد على الوثائق والمذكرات الخاصة التي كتبها الراحل والكاتب الصحفي العظيم محمد حسنين هيكل، كانت توثق للحظات تحضير الحرب من خلال مذكرات موثقه بالفعل. 

 

ويقول دكتور راشد صلاح أبورميه أستاذ مساعد بجامعه ٦ أكتوبر: أرى انتصار أكتوبر وكأنه كان بالبارحة، ولكن الحرب لم تنته بعد، نعم حققنا انتصارا في العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر، وهذا الانتصار لا يمكن نسيانه من العالم اجمع، مشيرًا إلى أن نصر أكتوبر1973، جمع النسيج العربي تحت راية واحدة وهي راية أخذ الحق واسترداد الأرض ورد الهزيمة، لكن الحرب التي لم تنته بعد ولكن تغير شكلها وأصبحت حروبًا إلكترونية توجه يوم بعد يوم ضد مصر وشعبها وجيشها. 

 

وقال دكتور راشد صلاح: نصيحتي للأجيال الجديدة ان عليهم عبئًا أكبر وهمًا أثقل من أيام الحرب، فلا تتسلل إليهم روح الهزيمة والانكسار، كُنا في حرب أكتوبر نواجه عدو ظاهر، محتل ومغتصب، أما اليوم فنحن نواجه عدو خفي يتسلل إلى كل بيت في منازلنا، يدمر أخلاقا بُنيت عبر أجيال وأجيال، نواجه مشككين منا وبين أظهرنا. 

 

ولفت الأستاذ المساعد بجامعة ٦ أكتوبر إلى أن الإعلام المصري وقت حرب أكتوبر كان أحد عوامل الانتصار، حيث كان يبث الأمل ويدعو للعمل، فأتمني منه في بعض الأمور المهنية ومنها انه ينقل الأحداث بذات المهنية، بالإضافة إلى أنه يكون سلاحنا في الخارج، لتوضيح كيف كانت تسعى مصر للانتصار، كيف وقف الشعب خلف الجيش؟، مشيرًا إلى أن كل فرد من الشعب المصري مجند في الدفاع عن بلده وينتمي إليها ولا ينشر ما يؤثر عليها، وقال: أعجبني جدًا مسلسل "الاختيار" ولابد من إنتاج مثل هذه المسلسلات كثيرًا، وربط الأحداث، وأظن أن التوعية هي السلاح الأهم في حرب أكتوبر وفي حروب اليوم الإلكترونية. 

 

ويضيف د. أحمد صلاح الملا، أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة دمياط أن حرب أكتوبر حرب مجيدة بمعني الكلمة، حيث تم التأدية فيها على أكمل وجه من جنودنا البواسل، ونصيحتي للشباب لكي نستعيد روح أكتوبر، أن نربي أنفسنا وأولادنا على قيم عديدة منها الولاء للأرض والدفاع عنها والوقوف بصلابة ضد إسرائيل والتضامن مع القضية الفلسطينية لأنها تخص الشعب المصري أيضًا كأي عربي أخر وغيرها من القيم النبيلة. 

 

وطالب د. أحمد صلاح الملا، الأعلام والقائمين على الدراما المصرية بالسعي وراء تقديم فيلم سينمائي جيد عن الحرب يوثق كل معاركها بالكامل، أو أحد المعارك بكتابة جيدة وإخراج جيد لإعادة بث روح أكتوبر لدى الشباب والأجيال القادمة. 

 

وقالت نجلاء عبدالقادر مخرجه بالتلفزيون المصري وخبير إعلامي ومحاضر في العديد من كليات الإعلام: مازلنا حتى بعد مرور ٥٠ عامًا على حرب أكتوبر نستلهم معنى الإصرار ومعنى التخطيط ومعنى العمل الجاد ومعنى روح الفريق والرغبة في تحقيق الهدف، ونجد أن أكتوبر يحقق كل معاني السعي والعمل، مضيفة أن البحث كل عام في ملفات أكتوبر دائما نجد الجديد من الحقائق التي لا نعرفها ليكتب لنا مشهد لا مثيل له وحقائق يقف العقل أمامها لدراستها واستلهام الخطط وسبل النجاح، فنحن نحتاج روح أكتوبر ونحتاج التأمل فيها وما تم من إعجاز يرفض العقل تصديقه ونروى للأجيال التي لم تعش تلك الأيام واهم ما يجب التركيز عليه أن حينما نستحضر الإرادة والهدف لا أحد يقف أمام الشخصية المصرية فهذه الحرب أظهرت العبقرية التي طالما تحدث عنها التاريخ القديم. 

 

وترى نجلاء عبد القادر، أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأعلام المصري لا تتمثل في السرد التقليدي لأحداث الحرب والمعارك، كما يحدث كل عام ولكن لابد من التركيز على ما هي استراتيجية التفكير التي استخدمت، وكيفية التخطيط وروح الفريق وتقسيم العمل وتوزيع الأدوار في الحرب. 

 

وتعتبر "نجلاء" أن ما حدث في حرب أكتوبر هو استراتيجية النجاح لأي عمل أي أن كان ولذا يكون الهدف من الحديث عن ذكرى الحرب هدف له بعد استراتيجي لشحن الأجيال وبعث روح الأمل والإيجابية، والتفاؤل وان ليس هناك مستحيل حينما يكون هناك تخطيط جيد وشروط للنجاح والتفوق.   بينما يرى د. شعبان علم الدين رئيس الأكاديمية العربية لفض المنازعات أنه على الرغم من مرور 50عاماً على نصر حرب أكتوبر، وهناك أجيال لم تشاهد هذه الأحداث ولكنها تتوارث الفخر والاعتزاز بالانتصار، ومع ذلك لابد من أن يعمل الإعلام المصري على تعميق روح الانتماء للوطن ومعرفة أهمية هذه الحرب المجيدة ومعرفة دور كل مقاتل مصري وستظل في قلوب كل مصري سواء عاصر هذه الأحداث أم لا. 

 

وينصح رئيس الأكاديمية العربية لفض المنازعات، كل الأجيال الجديدة أن تري أنها رمز كبير في مواجهه الأزمات وأن نستعد ونضحي ونقف في الصفوف الأولى من اجل الدولة المصرية ونلتف حول القيادة، مطالبًا بضرورة القراءة عن البطولات الفردية وبطولات أكتوبر ونستلهم من ذلك القوى والعزيمة لمواجهة الأزمات. 

 

ودعا د. شعبان علم الدين، الأعلام إلى ضرورة تسليط الضوء على البطولات الفردية وإظهار هذه النماذج المشرفة فرغم مرور أكثر من خمسون عام إلا أن مازال هناك أبطال على قيد الحياة نستلهم منهم العزيمة والقوة وإظهارها للأجيال الحالية. 

 

ووصف المخرج الدكتور محمود محجوب، مستشار إعلامي وكبير مخرجي ماسبيرو، الانتصار المصري في حرب أكتوبر بأنه نصر مجيد، ومتجدد، ويبعث روح الأمل فكل الأجيال، قائلًا إن المعاني للوصف كثيرة ومتعددة وتبث روح التصميم وعدم الانهزام أو اليأس في الأجيال الحالية والقادمة وهي أهم المبادئ التي يجب أن نعمل عليها. 

 

كما طالب الإعلام المصري بأن يعمل على إخراج العديد من الأعمال للجمهور المصري التي تخلد ذكرى انتصار أكتوبر العظيم منها على سبيل المثال "حكايات الشهيد وأبطال النصر وبرنامج وثائقي لبطولات حرب أكتوبر: التي تشير إلى هذا الإنجاز العظيم، مطالبًا أيضًا الأجيال الحالية والقادمة أخذ القدوة والمغزى الحقيقي من وراء هذا الانتصار والاتعاظ بما حدث ويحدث ولفت الانتباه إلى هذا الانتصار وما وراءه لكي يقتدوا به وبوطنهم.   

 

في حين، وصف أيضًا الدكتورة نورا إبراهيم، مستشار العلاقات العامة والدولية بالمركز الدولي الخليجي، حرب أكتوبر بـ"الهرم الرابع" في تاريخ مصر بمشاعرنا وعقلنا وإحساسنا الوطني، مشيرًا إلى أن مصر كانت تمر بفترة صعبة جدًا بعد جلاء الاستعمار واجهت الدولة المصرية مؤامرات القوى الكبرى والإقليمية لإحباط تقدمها، وفي ظل هذه الأوضاع كان لدى جيشها القدرة على السيطرة على الأوضاع وأثبت أنه من أقوي جيوش العالم مما يجعلنا نستلهم من حرب أكتوبر أنها مصدر فخر واعتزاز لكل مصري. 

 

وتعتقد مستشار العلاقات العامة والدولية بالمركز الدولي الخليجي، أن الجيل الجديد في أمل أن يكون لديه وعيًا وفكرًا ومسؤولية اتجاه الدولة، ويمكن من خلالها التكاتف لمواجهة الأزمات واستلهام من الحرب القوة والعزيمة، وحب الوطن والإرادة وبث الحماس وروح الانتماء للوطن، مشددة على ضرورة أن يكون لدى الأجيال الجديدة القدرة على معرفة مكانة مصر بين الشعوب وخاصة وأنها طول الوقت في حرب وخصوصا الحرب التكنولوجية، الانتباه إلى عدم تصديق الشائعات المغرضة، ويكون ليدنا الوعي والحذر في التعامل مع ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي.   

 

يقول الدكتور محمد بسيوني، كاتب صحفي وخبير بحقوق الإنسان إن حرب أكتوبر سوف تستمر على مدارسها في تاريخ الأمة العربية، والإسلامية، وستظل نقطة تحول استراتيجي على كافة المستويات، سواء العسكري، الاجتماعي، الإنساني أو السياسي. 

 

وأوضح بسيوني أن الشعب المصري، خلال فترة الحرب كان على قلب رجل واحد وهذا ما حير علماء السياسة والاجتماع في فهم هذه الظاهرة، رغم فترة الانهزام فاستعاد قوته وحقق الانتصار خلال ست سنوات، هي ما كانت لافتة للنظر لجميع الدول والأعداء. 

ويرى دكتور محمد بسيوني، ضرورة الاستفادة من الحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي كان عليها الشعب المصري، أخذ العبر من هذه الدروس ونتعلم منها كيفية مواجهه المصاعب والمشاكل الضخمة كما فعل هؤلاء الأبطال.

وأعرب دكتور محمد بسيوني، عن أمنيته بأن يهتم الشباب بمعرفة الحالة التي وصلت إليها مصر مرورًا بالهزيمة حتى الوصول إلى الانتصار والحالة التي مرت بها مصر خلال هذه الفترة سيحصلون على دروس عديدة منها: فهم الحياة والثقة بالنفس وأنه لا يوجد مستحيل مع أبناء مصر لأنهم دائما يكون لديهم البدائل والرؤي المختلفة، فمن المهم أن نعرف تاريخنا" من لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل له". 

 

 

وفيما يتعلق بنصيحته للإعلام المصري، قال بسيوني، على الأعلام المصري أن يقوم بنشر الحقائق، والقصص والأحداث الحقيقة ويقدمها في قالب السرد ويستخدم السينما التسجيلية ثم يبدأ يعلق عليها المحللين، ولابد من أن نتذكر في ظل هذا الاحتفال العظيم ألا ننسي من ضحوا بحياتهم من أجلنا، شهدائنا الأبرار الذي رفعوا رأس مصر وراسنا أمام العالم كله. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز