مليون جنيه تعيد الحياه لبيت الدرافيل العالمى بمرسى علم
كتبت - ألفت سعد
أصدر اللواء محمد كامل محافظ البحر الأحمر، قرارا برقم 869 لسنة 2012، تتولى جمعية الحفاظ على البيئة بالبحر الأحمر (هيبكا) تطوعا وبالمجان إدارة منطقة صمداى تحت مسئوليتها المباشرة وذلك بنفس النظام الخاص بتحصيل مقابل خدمة من زوار محمية شعاب صمداى بمدينة مرسى علم جنوب المحافظة مع وضع حد أقصى لعدد الزوار بالمنطقه، وذلك للحد من الزيارات للمحمية، حفاظا عليها وعلى البيئة البحرية كما جاء فى القرار أيضا تؤول كافة الحصيلة الواردة بالمادة الأولى من القرار لصالح صندوق خدمات المحافظ وتوزع بنفس النسب التى كانت عليها من قبل.
وللعلم فان المنطقة لا تقع ضمن حدود المناطق المعلنة كمحميات وطنية ولكن تم إعلانها كمنطقة حماية خاصة من خلال المجلس الشعبى المحلى وبقرار السيد المحافظ رقم 178 منذ عام 2004.
القرار جاء كنوع من اعاده الحياه لاكبر منطقه تتواجد بها الدارفيل بالبحر الاحمر وهى منطقه صمداى والتى تعرف أيضا "ببيت الدرافيل" وتجديد لفكر ادارة
المناطق البحريه من خلال طرق جديده للتسويق والرصد البيئى والمتابعه لواحدة من اهم عوامل الجذب السياحى لمدينه مرسى علم وللبحر الاحمر بشكل عام ...
قصه منطقه صمداى بدأت فى نهاية التسعينات حيث لم تكن السياحة قد نشطت بمنطقة مرسى علم بعد بعدها عرف الزائرين بتواجد الدرافيل داخل شعاب صمداى فأخذ الأمر ينتشر إلى أن توافدت أعداد كثيرة من المراكب تحمل الكثير و الكثير من الزائرين من كافة الأنحاء مثل الغردقة وسفاجا والقصير و مرسى علم وفى عام 2003 زاد عدد المراكب الزائرة للمنطقة إلى حوالى 30 مركب و أكثر من 1500 زائر و كانت كافة المراكب تقوم بالتواجد داخل منطقة حرم الدرافيل المفضلة لديها لقضاء فترة الراحة بها أدى ذلك الى زيادة حالة الفوضى بالمنطقة خاصة فى عدم تواجد أى رقابة.
.
فكانت بداية الانطلاقة بمبادرة من هيئات المجتمع المدنى وبقرار محافظ البحر الأحمر بوقف الزيارات لمنطقة صمداى لمدة ثلاثة أشهر فى أواخر عام 2003 ,اعداد مخطط أدارة بمشاركة المجتمع المدنى والجهات التنفيذية العاملة فى مجال الحفاظ على البيئة, وبالفعل تم أعداد مخطط وصدر قرار السيد المحافظ بتطبيقة بداية من يناير 2004. وقد أشتملت خطة الادارة على: أولا تقسيم منطقة شعاب صمداى إلى ثلاث نطاقات للاستخدام تشمل: المنطقة "أ" وتسمى بقلب منطقة الحماية فهى حرم للدرافيل و هى مخصصة فقط لتواجد الدرافيل و غير مسموح بدخولها من قبال الزائرين.
و قد تم تحديدها بخط من العوامات حمراء اللون, المنطقةالثانيه "بـ " وهى مخصصة لممارسة أنشطة السنوركل و غير مسموح بتواجد أى مراكب أو قوارب مطاطية وغير مسموح بالغوص واقتصاره خارج اللاجونة فقط , المنطقة الثالثة "ج" ويسمح فيها بحركة القوارب الصغيرة المطاطية لتوصيل الزائرين الى حدود المنطقة "ب".
ثانيا : قصر مواعيد الزيارة بين الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الثانية ظهرا بالنسبة لنشاط السنوركل, و حتى الساعة الثالثة عصرا بالنسبة لنشاط الغوص حتى يكون هناك فسحة من الوقت لمجموعة الدرافيل للراحة وممارسة أنشطتها الاجتماعية حيث أن نشاطها الاساسى للتغذية يتم ليلا, لذلك فقد تم أختيار مواعيد الزيارة هذه للحفاظ على سلوك الدرافيل و ذلك عن طريق توفير الراحة فى فترة الصباح الباكر للسماح بدخول الدرافيل للمنطقة بدون تواجد أى ضوضاء من قبل محركات المراكب لعدم إزعاجها إثناء دخول المنطقة و هى فترة هامة جدا للدرافيل حيث تكون متعبة للغاية بعد فترة الصيد ليلا و عليها دخول المنطقة بكل أمان و سهولة لضمان عدم هروبها والبحث عن مكان آخر لقضاء فترة الراحة به, وكذلك روعى ترك عدد من الساعات عصرا قبل بداية نشاطها الليلى وتقوم المراكب الزائرة بربط حبالها على الشمندورات البحرية المجهزة لذلك على جانبى المنطقة شرقا و غربا و جعل وسط اللاجونة متسعا لتحركات الدرافيل أثناء الدخول و الخروج بعد ذلك تبدأ أفراد السنوركل بتجهيز معداتهم بارتداء طوق النجاه و أدوات السنوركل بمرافقة مرشد السنوركل و التوجه بالقارب المطاطى إلى المنطقة المخصصة لذلك و غلق المحرك وتعتبر الفائدة الأساسية من ارتداء طوق النجاه هو منع أفراد السنوركل بعمل غوصات حرة مع الدرافيل لضمان عدم إزعاجها بتغير مسار حركتها تحت الماء و بذلك يتم بقاء الوضع طبيعى بقدر الإمكان و ضمان عدم تشتت مجموعات الدرافيل و تفريقها.
وفى ذات السياق نجد أن منظومه اداره منطقه شعاب صمداى كانت فى بدايه عملها ناجحه والقواعد التى وضعت لاداره المكان تنظيما تنبئ بالتحسن خاصه وانها كانت من المفترض أن تسير وفق اسس وضوابط ولكن مع اختلال منظومه الاداره والقواعد التى تم الاتفاق عليها على مر السنين فى ظل غياب للمتابعه وبث ماهو جديد ومستحدث سواء فى وسائل التسويق أو الدرسات البيئيه طبقا للرصد البيئى للكائنات الحيه الموجوده فى المكان الامر الذى بدأت معه اعدد السياح الزائرين الى المكان تقل الى اقل المعدلات بسبب عدم مشاهدتهم للدرافيل واختفائها دون دراسه للاسباب التى ادت الى ذلك مما يجعل الموقف يحتاج الى وقف خاصه وان ايرادات المكان من رسوم تحصل من السياح يجب ان يشعر بها المكان فى تطوير مستمر دون صرف تلك الايرادات فى مكافأت وخلافه كما ان تلك الايرادات انخفضت بشكل كبير فى الوقت الذى يجب ان يكون العكس وترتفع المعدلات سواء فى اعداد الزائرين او الايرادات.
وفيما يخص المنظومه الجديدة لادارة منطقة صمداى بعد قرار اللواء محمد كامل محافظ البحر الاحمر بتولى جمعية الحفاظ على البيئة بالبحر الأحمر (هيبكا) تطوعا وبالمجان فان هيبكا لن تعتمد فى الاساس على تغيير مفهوم الزيارة فقط ولكنها ستعتمد على نقل خبرات جديدة للزائرين فى مجالات الحفاظ على البيئة والتعليم البيئى كذلك تطبيق النظم الحديثة فى التسويق من خلال خطط واضحة وناجعة بل سيتيح ذلك التسويق على مستوى العالم كما ستقوم الجمعية باحياء برامج الرصد البيئى للدرافيل من خلال خبرات مصرية واقامه اول محطه عائمه بتكلفه مليون و200 الف جنيه بغرض التعليم والتوعية والرصد حيث ستشتمل هذه المحطة على ثلاث وحدات رصد واحدة للدارفيل واخرى للطيور واخرى للقروش بالاضافة تطبيق القانون والسيطرة طبقا لخطة الادارة المعتمدة وبما يضمن الاستغلال المستدام والامن لهذه الموارد البحرية الحية وبما يدعم الحركة السياحية ويؤدى الى أنتعاشها وكذلك بما يضمن أن كل زائر قد مارس واكتسب من الخبرات ما يشجعة على زيارات المنطقة مرات عديدة وانضمامه الى المواطنين المدافعون عن حماية البيئة.