أيمن عبد المجيد
"العالم علمين".. بشائر الثمار
في الريف المصري، وربما ريف العالم، يُعرف المزارعون، أولى ثمار غرسهم بـ"البشائر"، تلك التي تبعث بالبشرى التي يتبعها في العام التالي تنامي قدرة أشجار بساتينهم على بلوغ قدرتها الإنتاجية، لتأتي مواسم حصاد ثمار الجهد والعرق الذي سال في التنمية والتعمير.
ربما يعجبك
"العالم علمين"، شعار النسخة الأولى من مهرجان مدينة العلمين الجديدة، تلك المدينة الوليدة، التي غرستها الجمهورية الجديدة، في قلب صحراء قاحلة، مستثمرة قيمتها العظيمة بموقعها الساحر على شاطئ البحر المتوسط.
"العلمين الجديدة"، أحد إنجازات ما غرسته الجمهورية الجديدة من مشروعات تنموية عملاقة، على مختلف أرجاء خريطة الوطن، وفق استراتيجية تنمية شاملة ومستدامة مدروسة، هدفها الرئيسي تعظيم قدرة الدولة الشاملة، بتنمية القيم المُضافة لمجموع قوى الدولة الثقافية والحضارية، والجغرافية، والاقتصادية والسياسية والعسكرية.
العلمين الجديدة، أحد نماذج المدن الذكية، التي تستهدف مضاعفة رقعة العمران في مصر، واستيعاب الزيادة السكانية، وتهيئة المناخ لتعظيم الفرص الاستثمارية، التي توفرها خصائص ومقومات وإمكانات ومميزات كل مدينة وليدة.
خصائص ومميزات العلمين الجديدة، تجعلها فرصة كبيرة للاستثمار السياحي، والحياة عالية الجودة، بما تمتاز به من موقع جغرافي، ومصيف رائع، فضلًا عن كونها مدينة ذكية هادئة تتيح لسكانها حياة متميزة طوال العام.
"العالم علمين"، شعار عبقري للنسخة الأولى لهذا المهرجان الشامل الممتد من 13 يوليو إلى 26 أغسطس المُقبل، محققًا موسمًا سياحيًا متنوعًا للمصطافين، وعشاق الفن، والرياضات البحرية، وعروض الأزياء العالمية وغيرها من الفعاليات المُحققة بتنوعها أرضية أوسع للمتعة وجذب المهتمين من مختلف دول وقارات العالم.
المهرجان يمثل بشائر ثمار التنمية في غرب مصر، لتكتمل القدرة الإنتاجية لتلك المُنجزات العملاقة تدريجيًا، متمثلة في ثمار تنموية تعظم من قدرات مصر الاقتصادية والحضارية، ليشعر المواطن المصري بنتاج ما تحقق بعد معاناة لسنوات في تثبيت أركان الدولة والتنمية في ظروف عالمية خانقة.
ويمكن إجمال بعض ثمار بشائر التنمية وهذا المهرجان في التالي:
أولًا: هذا المهرجان يمثل مصدرًا للجذب السياحي العربي والدولي، ومن ثم تنامي موارد قطاع السياحة عبر رافد جديد: سياحة المهرجانات والفعاليات الرياضية والفنية والثقافية، وهذا الرافد ينعكس إيجابًا على ميزانية الدولة، ومن ثم تنمية قدرتها على تقديم مزيد من الخدمات لعموم الشعب، فالمواطن البسيط الذي لا يملك وحدات في المدينة ولا يذهب إليها كمصيف، يستفيد من تعظيم موارد الميزانية في تحسين الخدمات العامة التي تقدمها الدولة، فضلًا عن خلق فرص عمل موسمية ودائمة في تلك المُدن الجديدة.
ثانيًا: تنامي القدرة الحضارية للدولة المصرية، من خلال مهرجانات تستثمر قوة الدولة الناعمة لمضاعفة قدرتها على التأثير، من خلال الفن والثقافة والموقع المتميز، فالتنافس في هذا المجال باستهداف ملايين الزيارات من حول العالم، يعظم من قوة مصر الناعمة.
يُدرك أهمية ذلك من سافر لبلدان مختلفة، واستمع الأشقاء العرب وغيرهم عن مدى تأثر أجيال سابقة بالفن المصري، والحضارة المصرية.
ويُدرك أيضًا ذلك من يدقق في تفاصيل المشهد الفني والثقافي، وتنافس عدد من الدول على الاستفادة من فناني مصر في سياحة المهرجانات، وحجم الغضب الشعبي الذي تموج به وسائل التواصل الاجتماعي، حين يظهر من هو محسوب على الوسط الفني المصري بمظهر غير لائق.
ثالثًا: تعظيم القيمة المضافة لمنشآت المدينة، والتحفيز على الاستثمار بها.
لا شك أن تنمية تلك الصحراء، وميلاد مدينة حضارية ذكية على رمالها وشواطئها، حوّلها إلى مليارات من الجنيهات، في صورة عوائد لميزانية الدولة من بيع العقارات في أبراجها ومحالها ووحداتها السكنية ومشروعاتها التجارية والتنموية، فضلًا عما تمثله من فرصة استثمارية دائمة، ومن ثم هذا المهرجان الذي انطلقت نسخته الأولى، وغيره من الفعاليات، يُضاعف من قيمة المدينة والمشروعات المقامة بها، مع النمو التدريجي سنويًا، وبالتالي يحقق ثمارًا لمن استثمر بالمدينة، ويحفز آخرين على السعي للاستثمار بها.
الخلاصة: "العالم علمين"، مهرجان يضخ دماء الحياة في شرايين مدينة وليدة لتتحول لمدينة فتية، تُجلب الخير لمصر، ولمن وثق واقتنص الفرص الاستثمارية بها، ويعظم قدرة مصر الحضارية، ويحفز على مزيد من الاستثمارات بالمدينة.. مقصد جديد، يعظم حزمة فرص العمل المرتبطة بالنشاط السياحي.
"العالم علمين"، بشائر ثمار التنمية في إنجاز مصري، من آلاف المشروعات العملاقة التي غُرست على امتداد خريطة الوطن في السنوات العشر الأخيرة، ليبدأ الشعب جني ثمار الصبر والتضحيات والعمل.. استبشروا خيرًا.
جوجل نيوز
