الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

تحتفل مصر باليوبيل الذهبي لعيد البترول، حيث يمثل السابع عشر من نوفمبر من كل عام تاريخًا مهمًا وذكرى خاصة  لاسترداد حقول بترول سيناء عام 1975 وعودتها للسيادة المصرية كثمرة من ثمار نصر أكتوبر المجيد الذي حققته قواتنا المسلحة عام 1973.

إن الاحتفال بمرور خمسين عامًا على تأسيس قطاع البترول ليس مجرد وقفة لاستعراض الإنجازات الكمية في مجالات الإنتاج والاستكشاف، بل تعتبر احتفالًا نوعيًا يتمركز حول العنصر البشري الذي كان ولا يزال المحرك الأساسي لهذه النجاحات، حيث إن رجال البترول هم القوة الخفية وراء "اليوبيل الذهبي".

 

الاحتفال هذه المرة له مذاق وطعم خاص، حيث تحتفل وزارة البترول بالعيد القومي وسط المهندسين والعمال والفنيين في حقول البترول ومواقع العمل المختلفة في هذا اليوبيل الذهبي.. كان العنصر البشري هو المحور الأساسي للاحتفالية، حيث حرص المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية على تكريم الكوادر من المهندسين والفنيين من أصحاب الخبرة والكفاءات في مواقع العمل البترولية، لتكون شاهدة على كفاح هؤلاء، مما يعطي انطباعًا أن الاستثمار الأمثل لا يكمن في تطوير البنية التحتية وحسب، بل في صقل الكفاءات البشرية وتكريمها، وفي استثمار العقول لاسترداد ثرواتنا من الحقول البترولية.

 إن العنصر البشري وكفاءته، هما جوهر التنمية المستدامة ولا يمكن لأي قطاع حيوي كقطاع البترول أن يواصل نجاحه دون الاعتماد على كوادر مؤهلة ومدربة.. إن تركيز الاحتفال هذا العام على الكفاءة البشرية يمثل اعترافًا صريحًا بأن أغلى ما تمتلكه الدولة ليس النفط والغاز في باطن الأرض، بل الخبرات والمهارات التي يتمتع بها أبناؤها من مهندسين وفنيين وإداريين.

احتفال مصر باليوبيل الذهبي لاسترداد حقول البترول، حدث تاريخي يعكس 50 عامًا من العطاء والإنجازات في قطاع البترول، وعلى مدار هذه المسيرة، أسهم وزراء البترول المتعاقبون في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتطوير البنية التحتية البترولية. من المهندس علي والي، أول وزير للبترول في مصر، إلى المهندس كريم بدوي الوزير الحالي، قدم كل منهم جهودًا مضنية لضمان أمن الطاقة وتحقيق الاكتشافات البترولية والغازية التي عززت من احتياطيات البلاد. هؤلاء القادة كانوا روادًا في التخطيط، الإدارة، والابتكار، ليواصلوا المسيرة نحو مستقبل مشرق لقطاع البترول المصري.

إن استرداد حقول بترول سيناء جاء تنفيذًا لاتفاق فصل القوات الثانى في سيناء في سبتمبر 1975، حيث استردت الشركة العامة للبترول والشركة الشرقية للبترول "بتروبل حاليًا"، حقول البترول المصرية في سيناء التي تم احتلالها عام 1967 وظلت خارج السيادة المصرية لمدة ثماني سنوات وهي: حقول البترول شمال خليج السويس وتضم حقول سدر – عسل – مطامر، تابعة للشركة العامة للبترول، حقول البترول جنوب خليج السويس، وهي المعروفة باسم حقول ابورديس وضمت حقول فيران، وبلاعيم بري، وأكما، وبلاعيم بحري وروديس/ سدري تابعة لشركة بتروبل.

وفي يوم 25 نوفمبر 1979 كانت مصر على موعد مع عودة حقول بترول سيناء بأكملها إلى السيادة المصرية بعد تسلم الدكتور حمدى البنبي رئيس شركة جابكو في ذاك التوقيت لحقل شعاب على بخليج السويس، اكتشفته شركة نيتون الأمريكية لحساب شركة النفط الإسرائيلية في نوفمبر 1977 وأطلقت عليه اسم حقل علما، وذلك بصفته رئيس مجموعة العمل المصرية المكلفة بذلك وقيامه برفع العلم المصري فوق المنصة البحرية للحقل إعلانًا لعودة السيادة المصرية على كامل حقول سيناء...ولا شك أن اختيار هذا التاريخ عيد قومي للبترول يمثل اعتزازًا وتقديرًا من قطاع  البترول المصري للدور البطولي والتضحية والفداء للقوات المسلحة وهو بمثابة حافز للعاملين بالبترول على استمرار عطائهم وانتمائهم بلا حدود في كفاءة وتميز وانضباط.

تم نسخ الرابط