![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
![حتى فى الشهر الكريم لا يخجلون!](/Userfiles/Writers/238.jpg)
محمد جمال الدين
حتى فى الشهر الكريم لا يخجلون!
سواء المتابع أو غير المتابع لتاريخ الجماعة الإرهابية يعلم أن لها باعًا كبيرًا فى الكذب، الذي تتنفسه ليل نهار من أجل تحقيق أهدافها ومخططاتها الشيطانية، كذب لا يوجد بينه وبين ما يدعونه أو يرددونه عن أنفسهم بطهارة النفس ونقاء القلب وسلامة الصدر أى علاقة، حتى أصبح دستور حياة لهم ولكل من يسير على دربهم، ولكن الأمر الصعب إدراكه فى منهجية الكذب استمرارها فى هذا الشهر الكريم دون مراعاة لحرمته، حتى ولو كان تحت بند تجميل الصورة القبيحة المعروفة للعالم أجمع عن الجماعة والمنتمين إليها.
فمنذ اليوم الأول فى شهر رمضان خرجت علينا كتائب الجماعة ومن يتبعها من قبل بعض السلفيين، بمقطع فيديو بإحدى الصفحات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية تم تداوله على أحد مواقع التواصل الاجتماعى، يشير إلى وجود تجاوزات من قبل الجماهير بإحدى مباريات كرة القدم والتي أقيمت باستاد القاهرة بتاريخ أول إبريل الجارى، وهذا ما نفته الجهات الأمنية، مؤكدة عدم صحته، لأن المباراة لم تشهد أى نوع من التجاوزات، وأن ذلك يأتى فى إطار محاول ة جماعة الإخوان الإرهابية إثارة البلبلة وتشويه صورة جماهير الكرة المصرية وإحداث الوقيعة بينهم وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجى المقطع المشار إليه.
كذبة أخرى للجماعة ولمن يتبعونها، بدأتها بالتشكيك فى موعد أذان الفجر وتوقيت الإفطار والصيام فى جميع ربوع مصر، فى محاولة منهم لإثارة الفتن والشائعات حول مثل هذه الأمور لتشكيك المصريين فى صحة صيامهم، غافلين عن قصد وتعمد بأن هناك علماء ومتخصصين هم وحدهم المسؤولون عن تحديد مواقيت الفجر والصلاة، كما أن هناك لجانًا متخصصة داخل الأزهر الشريف، إلى جانب المعاهد الفلكية والمساحية المنوط بهم مثل هذا الشأن.
بالطبع لم يفوت شيوخ الإخوان والسلفية فرصة التشكيك فى أى شىء، فسعوا جاهدين إلى فرض منهج الكذب والتزوير على عباد الله، عندما انتفضوا ضد مسلسل الإمام الشافعى بدعوى أنه يروج لتزوير التاريخ، رغم أنهم هم أول من قدموا لنا التاريخ المزور فى الماضى على أنه حقيقة، بل ومنعوا الناس من البحث فيه واتهموا كل من حاول إثبات كذبهم بالكفر والزندقة، لذلك هاجموا المسلسل بشدة لأنه يتناول أهمية التجديد الفقهى وبيان القدرة على التغيير فى الرأى، ويقف حائلًا بين الجمود الفكرى والتعصب المذهبى الذي يتمسكون به، ويحاولون فرضه علينا تحت ستار الدين المتاجر به فى كل وقت وحين.
هناك أيضًا عدد من الفتاوى التي لا تصدر سوى فى شهر رمضان، يدعوا لها هذا الفصيل المجرم فى حق نفسه وفى حق الدين والتي ليس لها أدنى علاقة بالدين الإسلامى وتعاليمه، مثل فتوى تحريم الزينة واستخدام الفوانيس فى رمضان، وهى الفتوى التي أثارت الكثير من الجدل، مما جعل عددًا من علماء الأزهر الشريف يصرح بأنها فتوى غرضها تعكير فرحة المصريين فى رمضان، خاصة أنه لا يوجد ما يحرم الزينة أو الاحتفالات بالشهر الكريم فى تعاليم ونصوص ديننا الحنيف، وزينة وفانوس رمضان التي يجهدون أنفسهم فى تحريمها لن تضيف أو تنتقص من الإسلام شيئًا.. وهذا أيضًا ما ينطبق على فتوى أخرى مثيرة للسخرية تحرم خروج المرأة من منزلها طوال فترة نهار رمضان، باعتبار أنها من المفطرات، وحللت خروجها ليلًا فقط بعد أن يفطر الجميع، ولكن مع ولى وليس بمفردها، فتوى واضح منها أن من أفتى بها لا يستطيع أن يتحكم فى غريزته الجنسية، التي سرعان ما تتحرك عندما يشاهد امرأة قبل الفطار.. واستمرارًا للفتاوى الكوميدية صدرت فتوى تحرم أكل (السمبوسة) تحت زعم أنها تحتوى أضلاعًا تُشبه أضلاع الثالوث المُقدس المسيحى، وبالتالى لا يجوز أكلها، لأنها تبطل صيام المسلم من بدايته.
هذا بعض من جل لفتاوى الإخوان وشيوخ السلفية الذين يسيرون فى ركابهم، لا تختلف كثيرًا عن فتاوى شطاف الحمام وتحريم أكل الموز وإيجاز شرب الماء للصائم واحتكاك الرجال بالنساء فى المواصلات العامة وإمساكية رمضان التي تعد بدعة من وجهة نظرهم، وجواز ترك الزوج لزوجته حال اغتصابها وعدم قدرته على الدفاع عنها، فتاوى جميعها شاذة ومضللة، تصدر عن غير أهل العلم، وتدل على أن من أطلقها تتميز ذاته بخواء فكرى قبل أن يكون دينيًا، أمثال هؤلاء لا هم لهم سوى لفت الانتباه وطلب الشهرة، لتأكيد وجودهم فى حياتنا، بعد أن غيبهم جهلهم وكذبهم وتزويرهم وعقلهم العليل عن قول الحق.