عاجل
الأربعاء 9 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
وقائع برنامج فقَدَ ظلَّه: المُتنمِّر «رامز» The end

وقائع برنامج فقَدَ ظلَّه: المُتنمِّر «رامز» The end

بَعد مرور سنوات لا يزال «رأفت الهجان» فى القلب و«نيللى وشريهان» فى «ننى العين» وفوازير «عمو فؤاد» و«ليالى الحلمية» و«بكار» فى الذاكرة وأسماء أخرى تركت بصمة غير قابلة للشطب.. وهكذا تكون الأعمال الصادقة صاحبة المَعالى والبرامج الهادفة.



لا أعتقد أن الأعمال الساقطة والبرامج الهابطة من نوعية برنامج المقالب الذي يقدمه «رامز جلال نيفر إند» ستعيش طويلاً فى الذاكرة، سواء ذاكرة المدَى الطويل أو القصير، أو سيذكرها أصلاً التاريخ لأنها تسىء لمُقدمها والضيوف الذين يحلّون عليها؛ بل مسيئة لمصر وطن المبدعين.

 

الانتقادات التي طالت «رامز» والتي وصلت لعتبة الحد الأقصى هذا العام ليست وليدة هذا العام؛ بل من بَعد أول موسم له فى برامج المقالب التي يقدمها على شاشة mbc، لكن هذا العام تنوّعت الملاحظات السلبية الشاملة من نشطاء السوشيال ميديا وباقة عريضة من الكُتّاب والنقاد ووصلت البيوت المصرية.

الإفلاسُ هو التهمة التي تحاصر برنامج «رامز نيفر إند» فى الفكر والمضمون الذي يدور حول فلسفة إهانة نجوم مصر دون غيرهم على مذبحة أجور كبيرة يحصلون عليها بلا رسالة أو هدف.. من هذه الحلقات الفجّة التي تركت آثارًا سيئة حلقة المطرب محمد فؤاد الذي كشف فيها أنه يعانى من بعض الأمراض التي تمنعه من تناوُل طعامه اليومى بشكل طبيعى، ويسير على نظام غذائى صحي فى الوقت الحالى، ولا يستطيع الخروجَ عنه؛ حتى لا يحدث له أى مضاعفات أو أضرار صحية.. والمفارقة أنه قال خلال الحلقة بعفوية، إنه ممنوع من تناوُل اللحوم فى الوقت الحالى، بَعد أن خضع لعملية «تكميم» وأصبح لديه أنواع من الأطعمة المُعَينة التي يسير عليها، ما بين عصائر ومشروبات؛ بل إن الطبيب المعالج اعتبر ما فعله مع «فؤاد» جريمة يستحق عليها العقاب، وقال د. أسامة ياسين طه عبر صفحته على موقع التواصُل الاجتماعى فيسبوك: «رامز جلال مع كامل احترامى لمحتوى البرنامج فأنا لستُ ناقدًا فنيًا ولستُ مؤهلاً تمامًا أن أحكم على البرنامج لأننى طبيب أحترم مهنتى ولا أتدخّل فى مهنة أخرى أجهل فيها ما هو تدقيق الصواب من الخطأ». وأضاف الطبيب: «فكيف بعد أن أعلن فؤاد عن عمليته فى أول 5 دقائق من البرنامج أن يتعرّض لمثل هذه الجريمة الشنعاء التي يمكن أن تودى بحياته؛ خصوصًا مع الهَبْد اللى كان بيحصل فى الراجل دون أدنى تفكير أو مسؤولية فى حياة هذا الإنسان ذى القيمة والقامة!؟».. وتساءل أسامة ياسين طه: «كيف تدنّت الأخلاق لمستوى اللا مسؤولية فى سبيل إسعاد جمهور هو ليس سعيدًا بما حدث وما يحدث هو عبارة عن فوضى عارمة لحقوق المرضَى فى التعافى والأطباء فى إبداء الرأى والنصيحة تضحية من أجل انحدار الذوق العام والهيافة المجتمعية التي أعطت لمثل هذه البرامج مساحة من عقول المصريين العقلاء وإنه يجب على البرنامج تحمُّل كل المسؤولية عن سلامتهً وتعافيه؛ خصوصًا بعد تصريح فؤاد بأنه لم يؤخذ فى الاعتبار بتاتًا مما يُعَبر عن أن إسعاد الجمهور واللهو العام بقى أهم من البنى آدميين.. وكل الشكر والتقدير لمحمد فؤاد أنه استحمل اللى حصل، فلولا توفيق الخالق سبحانه وتعالى ورحمته؛ كان ممكن لا قدر الله أن نفقد فنانًا عظيمًا لمجرد اللهو والعبث الأخلاقى». 

الغريب أن «رامز» يتمادى فى التنمُّر لفظيًا على زملائه؛ حيث وصف نسرين أمين، فى بداية حلقتها بأنها «صاحبة أفلام الشمال»، أى التي تظهر فى أدوار جريئة، ما استفز الجمهور مُعتبرًا أنّها إهانة لها. كما اتُّهم «جلال» بالتحرُّش اللفظى بالفنانة إيمان العاصى بعدما وصفها بصفات لم يقبلها الجمهور، منها «الفَرَس».. أمّا أعلى درجات التنمُّر فى حلقة المطرب ونقيب الموسيقيين مصطفى كامل وتعمد إظهاره فى مَشاهد مُسيئة.

«رامز» المتنمِّر على زملائه يستخدم أيضًا البرنامج وفقًا لأهوائه وميوله ويضاعف من حدة التطرف الكروى بهجومه «السخيف» لفظيًا على الزمالك وجمهوره ونجومه على مذبحة انتمائه وهواه وبشكل غير مسبوق ليزيد من حدة الاحتقان بين عنصرَىْ الأمّة كرويًا فى حدث غير مسبوق فى المَشهد الإعلامى ويتمادى فى الاستخفاف فى الحلقات التي يحل فيها نجوم الأهلى والزمالك ضيوفًا، ومن أبرزها حلقات: محمود كهربا وأحمد عبدالقادر وإمام عاشور، والمؤسف أنها لم تكن المَرّة الأولى؛ بل تكرّر المَشهد فى مواسم سابقة للبرنامج ليخرج عن أكواد الإعلام المسؤول والرسائل الهادفة.. وهذا ما انتبه له المسؤولون فى القناة، ولهذا قرّروا تغريمه وتوبيخه وإعادة النظر فى البرنامج الذي فقَدَ ظِلّه.

فروقٌ شاسعةٌ فى الهَدف والرِّسالة بين برامج فيها إفادة للناس مثل «مصر دولة التلاوة» الذي يقدمه الموهوب والمتمكن عمرو خليل مع ضيفه العالم الدكتور على جمعة الذي يقدم للعالم رموزَ وقامات التلاوة فى مصر لها تأثير وأثر عظيم فى نشر القرآن الكريم علم علوم الله فى الأرض وآخر رسالاته السماوية وفضائله؛ والبرنامج الذي يراهن به المتنمِّر «رامز» الذي ينحدر بالذوق العام فمصر ليست وطن التفاهة يارامز.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز