![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
![إعلانات رمضان بين شراء الفيلات وجمع التبرعات](/Userfiles/Writers/5297.jpg)
جمال عبدالصمد
إعلانات رمضان بين شراء الفيلات وجمع التبرعات
"الإعلان" هو محاولة التأثير على الجمهور من خلال عملية اتصال إقناعية، تهدف إلى إثارة دوافع المستهلك نحو الاقتناع بالرسالة الإعلانية، والتأثير على السلوك الشرائي لأكبر قدر ممكن من الجمهور، وتوجيههم نحو الإيمان والتفاعل مع فكرة وهدف الإعلان وتبنيها أو استخدام الخدمة المعلن عنها.
"الإعلان" يلعب دورا مهما في إبراز مميزات المنتج، لكل منتج سوق وموسم، وسوق الإعلانات التليفزيونية بكافة أنواعها وأشكالها ينتعش خلال الخريطة البرامجية لشهر رمضان المبارك عبر جميع القنوات الفضائية، حيث نجد تنوعًا في أشكال الإعلانات فمنها التجارية والخيرية "الإنسانية".
اللافت للنظر حرص وسعي المؤسسات والجمعيات الخيرية وعدد من المستشفيات المتخصصة على الظهور بالقنوات الفضائية طوال العام، بهدف تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية وتلبية احتياجات الفئات غير القادرة، لكنها تكثف من تواجدها في شكل فقرات وفواصل إعلانية ودعائية داخل الأعمال الدرامية والبرامج التي تعرض خلال شهر رمضان الكريم.
في البداية نلاحظ أن سوق إعلانات التبرعات يبدأ قبل انطلاق شهر رمضان بأيام، ثم تتم تدريجيا عملية تكثيف تلك الحملات الإعلانية التي تخاطب القيم الدينية والجانب الإنساني للمشاهدين، وتعتمد على دغدغة مشاعرهم، كما أنها تستحوذ على نصيب الأسد من إعلانات الفضائيات، ويتم التجهيز والإعداد لها من خلال توفير ميزانية ضخمة تقدر بالملايين من أجل تنفيذها.
في الموسم الرمضاني لم تقتصر المنافسة على الأعمال الدرامية والبرامج الرمضانية فقط، بل امتدت المنافسة في الحملات الإعلانية والدعائية إلى إقناع نجوم بارزة في مجال الفن والرياضة والإعلام والغناء للمشاركة بالإعلان نظرا لشعبيتهم الكبيرة، وذلك من أجل التأثير والمساهمة في جذب انتباه قطاع كبير من المشاهدين تجاه المنتج المراد تسويقه وإقناعهم بفكرة الإعلان.
لكن هناك العديد من الظواهر الغريبة في إعلانات شهر رمضان، خاصة ٢٠٢٣، منها :
قيام عدد من المطربين بتكرار أنفسهم بالغناء في أكثر من إعلان، الأمر الذي جعل من صوت المطرب سلعة ومنتجًا فنيًا تتم المتاجرة به بدلا من الدور الأساسي له وهو أن يقوم بالمساهمة في تسويق المنتج أو الفكرة.
يضاف إلى ذلك ظاهرة مشاركة العديد من الفنانين والفنانات بالإعلانات، رغم أنه في زمن ليس ببعيد كانت شركات الإعلان تستعين بوجوه جديدة "موديل" للمشاركة في أغلبية الإعلانات، منهم من يتحول إلى مجال التمثيل، لكن الآن انقلبت الآية وتحول الفنان أو المطرب إلى "موديل".
أيضًا رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم بأكمله، إلا أن كل هذه التحديات الصعبة لم تستطع أن تحد من الإعلانات الاستفزازية التي لا يناسب طرحها أو عرضها في ظل تلك الظروف، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: إعلانات الكومبوندات والقرى السياحية والفيلات وغيرها.
وهنا يجب طرح العديد من الأسئلة التي تدور بخاطري وبخاطر العديد من المواطنين:
- هل هؤلاء المعلنون يتذكرون الفقراء والمرضى في شهر رمضان فقط؟
- هل أصبحنا لا نشعر بأهالينا البسطاء طوال العام ولا نتذكرهم إلا في شهر واحد في العام؟
- هل اعتمدت إعلانات التبرعات على المشاهد الإنسانية التي تثير الشفقة وتبكي القلوب؟
- هل يجوز أن يكون شهر رمضان موسم هذه الإعلانات الاستفزازية؟
في النهاية أتمنى من القائمين على تلك الإعلانات أن يتم مراعاة اختيار عرض الإعلان المناسب في الوقت المناسب، ذلك لأن نجاح الإعلان مرتبط بوصول الرسالة الإعلانية إلى الجمهور المستهدف لكي تلبي احتياجاته وتشبع رغباته الشرائية، وأخيرًا وليس آخرا، أمنياتي أن تستمر إعلانات الخير في العرض على الفضائيات على مدار العام حتى لا تتوقف تروس عملية الخير، وألا يسقط أهالينا البسطاء من جدول اهتماماتنا بعد انقضاء شهر الخير والبركة.