عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الغارمات.. والتوعية!

همس الكلمات

الغارمات.. والتوعية!

لم يكن قرار رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بالعفو الرئاسي عن جميع الغارمين والغارمات، ممن يقضون عقوبات بمراكز الإصلاح والتأهيل، والإفراج عنهم قبل حلول شهر رمضان المعظم والتوصية بتغطية التزاماتهم، مجرد قرار إنساني فقط.. لكنه فجّر العديد من النقاط الواجب أخذها في الاعتبار بالنسبة لقضية الغارمات بصورة خاصة.



فعلى الرغم من زخم احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2023، التي حضرها الرئيس والسيدة قرينته، من تكريم عدد من الرموز النسائية المصرية ومن الأمهات لأشخاص من ذوي الإعاقة، وإلقاء كلمة ثمّن فيها جهود المرأة المصرية ودورها الفاعل في بناء الجمهورية الجديدة.

 

كما لم يفت الرئيس أيضًا، الاهتمام بذوي الإعاقة، حيث تضمن الاحتفال فقرة فنية قدمتها دار الأوبرا المصرية وشملت دمجًا كاملًا للأبناء من ذوي الإعاقات المختلفة، من خلال وجود فتاتين على كرسي متحرك وطفل من ذوي الإعاقات البصرية، من بين فريق كورال الأوبرا المصرية، وهو ما يؤكد ترجمة توجيهات الرئيس في ضرورة دمج هذه الشريحة في المجتمع.

 

ولكن، بالعودة إلى قضية الغارمات، فقد أثار قرار الرئيس، لتصبح مراكز الإصلاح خالية من الغارمين والغارمات.. مسؤولية كبيرة على المجتمع، حتى لا تعود مرة أخرى قضية الغارمات إلى الظهور. حيث إن ظاهرة الغارمات تعد ذات أبعاد اجتماعية خطيرة، لأنها تؤدي إلى تفاقم معدلات التفكك الأسري وتشرد الأطفال، لأن المرأة هي التي تتحمل نتيجة الديون المتراكمة.

 

وأثبتت الدراسات أن سبب ظهور الغارمات، ليس فقط مجرد التزام الأمهات بتجهيز وشراء المستلزمات المنزلية لبناتهن المقبلات على الزواج، من خلال نظام التقسيط والتوقيع على إيصالات أمانة ثم لا يمكنهم السداد.. لكن المشكلة تكمن، أن الأغلبية من النساء الغارمات تورطت عن غير وعي في التوقيع على بياض، نظرًا إلى تدني مستوى تعليمهن مما يتطلب ضرورة التوعية بخطورة التوقيع على أي أوراق دون وجود شخص متعلم ومسؤول معها، إلى جانب معرفة مصدر سداد ذلك الدين حتى يمكنها الالتزام دون التعرض لعقوبة الحبس.

 

كما لا بد اختفاء ظاهرة، أن المؤسسات والجهات المقرضة بشكل عام تفضل أن يكون إيصال الأمانة باسم السيدة، لا رب المنزل، لكي تكون ورقة ضغط في حالة عدم السداد، كون أغلب العائلات ستبذل قصارى جهدها لدفع المستحقات كي لا تصبح الأم نزيلة أحد السجون على الرغم من أن المبالغ قد تكون بسيطة.

 

وأيضًا هناك سبب يعد الأخطر وراء ظهور الغارمات، ويتطلب مواجهته بحزم، ألا وهو قيام رب الأسرة بحصول على قرض من أحد البنوك وتقع الزوجة ضحية ضمان الزوج في البنك المقرض، وتكون النتيجة، عدم التزام الأب بسداد قيمة القرض بل الاختفاء أيضًا، ويقوم البنك بتطبيق الإجراءات القانونية على الضامن وهي الزوجة وبالتالي إما الدفع أو الحبس.

 

أولستم تتفقون معي أن القضاء على نحو 30 ألف من الغارمين والغارمات بفضل مبادرة وتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام 2018، وأولى صندوق تحيا مصر اهتمامًا خاصًا لهذا الملف، حتى وصلنا إلى مرحلة مراكز إصلاح خالية من الغارمين والغارمات.. يتطلب حملات التوعية المستمرة، للمرأة في المحافظات كافة خاصة في القرى والنجوع ذات الأمية المرتفعة، للحفاظ على الأم كيان الأسرة وسلامتها واستقرارها!

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز