عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التضامن.. والتطوع

التضامن.. والتطوع

لا تسقط الأحلام بالتقادم.. كانت التنمية حلم هذا البلد بعد الاستقرار. وعلى مسارات التنمية المختلفة التي بدأتها الدولة.. بخطوات غير مسبوقة، كان للأولى بالرعاية أولوية على أجندة عبد الفتاح السيسي. 



فى البداية.. لا تنمية بلا استقرار.. ولا استقرار بلا ضمان حياة كريمة فى ربوع مصر.

لذلك عملت الدولة على محاور مختلفة. التوازى سابق الزمن، والأيام والأشهر والسنوات. 

دخلت الدولة معارك مكلفة. معارك كانت تكلفة بعضها الدماء، وبعضها تكلفت كثيرًا من عرق سواعد أبنائها.

 

 لم توقف التنمية مشاعر التضامن. لم تتوقف الدولة عن برامج الحماية الاجتماعية بالتوازى مع المشروعات القومية. النهضة كانت شاملة ومستدامة. دعك من تخرصات بعضهم على مواقع التواصل.. أو تلاؤم آخرين برسائل الواتس آب.

الدنيا تغيرت.. والدولة تغيرت.. فتغيرت مصر.

على مستوى برامج الحماية جاءت حياة كريمة نموذجًا، تكافل وكرامة نموذجًا آخر، مبادرات التمكين النسائى ودعم الشباب نموذجًا ثالثًا، منظومة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة رابعًا، القضاء على العشوائيات نموذجًا خامسًا. 

على مسار التنمية.. وتحسين جودة حياة المواطن.. ودعم الفئات الأولى.. نماذج لا تعد.. محطات مختلفة على طريق التضامن. كتف فى كتف نموذج سابع فى سياقات متصلة تدليل على مسؤولية الدولة وخطواتها الثابتة فى دعم ثقافة الحماية والتطوع.. كتف فى كتف أكبر مبادرة للدعم والحماية الاجتماعية. المستفيد 4 ملايين بمواد لوجيستية. الغرض ليس فى اللوجيستيات وحدها. تبقى وراء المبادرة «معانى ضمنية».. تبقى «معانى أولى بالتدبر». 

(1)

يتصدر هاشتاج «كتف فى كتف» مواقع التواصل الاجتماعى حتى اليوم رغم مرور أيام على حفل استاد القاهرة، الحدث مؤثر ومؤشر على يقين الدولة بأهمية العمل الأهلى فى دعم مجهوداتها للوصول إلى المواطن بالخدمات.. ومن خلف الخدمات الأمن الاجتماعى. 

مفهوم الأمن الاجتماعى معقد، المفهوم ليس منجزات مادية فقط. المفهوم على سياقه الواسع، يتضمن أفكارًا بالوحدة الاجتماعية، والمسؤولية التضامنية للجميع. الناس للناس، والدولة للناس وبالناس. 

من هنا كانت تكليفات الرئيس السيسي للتحالف الوطني للعمل التنموى فى مؤتمره الأول ببذل قصارى الجهد لمزيد من الدعم للفئات الأولى بالرعاية والأكثر احتياجًا بجميع محافظات الجمهورية. 

الهدف كان تخفيف العبء.. والمشاركة الأهلية فى تحسين جودة الحياة. الأداة كانت مبادرات طموحة تنوعت، لتضاف إلى الجهود الرسمية فى تأمين حياة الفئات الأولى والأكثر احتياجًا. 

مبادرة «كتف فى كتف» واحدة على خط الإمداد الاجتماعى. الهدف تنمية ثقافة التضامن والتطوع.. مع إفادة المستفيدين. هدف كتف فى كتف الأول تعزيز مبدأ التكافل الاجتماعى بين أبناء الوطن، وغرس ثقافة التطوع. 

تسهم ثقافة التطوع كثيرًا فى مساعدة الدولة فى توسيع شبكة الحماية الاجتماعية. لذلك تبقى مؤسسات المجتمع المدنى شريكًا رئيسيًا فى مسيرة التنمية. ويبقى المواطن أساسًا.. فى توصيل الدعم.. وجبر خاطر أصحاب الحاجة. 

كتف فى كتف مبادرة أخلاقية قبل أن تكون مبادرة للدعم بالمواد والاحتياجات على مشارف الشهر الكريم. لذلك ممكن القول أن للمبادرة إلى جانب أهدافها فى الدعم اللوجيستى أهدافًا على سياق «الكتف فى كتف» فى الأزمة العالمية. 

أخلاقية المبادرة درس أعمق للتدليل على أن مفهوم التضامن الاجتماعى يتجاوز المعانى المادية الضيقة إلى المعنى الإنسانى. 

تتصل المفاهيم العميقة لثقافة التطوع بإدراك معانى الكرامة الإنسانية فى أبعادها الاجتماعية والثقافية. 

الدفع الجمعى كتفًا فى كتف خصوصًا فى الأزمات يؤدى إلى نتائج على قدر كبير من الأهمية. أولها التأكيد على أن الكرامة لا تتجزأ، وأن كرامة المصريين من كرامة بعضهم. 

تنهض ثقافة التطوع على أساس وجوب توزيع الجهود، وتداول المساعدة، وتقنين اجتماعى لإجراءات دعم كرامة الآخرين. 

لذلك فإن دلالات مبادرة كتف فى كتف الأخلاقية.. أبعد من مخصصاتها المالية.. وأبعد من لوجيستياتها. 

تقوم المبادرات الأخلاقية على التماس مع ما يبعث فى المجتمع طاقة عطاء وصولًا للآخر. تنامى الواجب الأخلاقى الجمعى غير أنه تقوية للروابط الاجتماعية، إلا أنه طريق أساسى للأمان الاجتماعى. 

الأمان الاجتماعى سلام.. أو هو نوعية من مشاعر الامتنان النابعة من تضامن قائم على أسس أخلاقية فى المقام الأول. 

تعمل ثقافة التطوع على غرس كثير من القيم. أولاها: اليقين بأن وجودى كعضو فى مجتمع آمن، لا معنى له دون شعور بالمسؤولية تجاه المجتمع.

هذا ما يسمى اصطلاحًا بـ«المسؤولية المجتمعية». وهذا أساس وجوهر العمل الأهلى الذي تدعمه الدولة.. وتفسح له الطرق. 

(2)

معارك كثيرة دخلتها الدولة.. قادرة.. بالتوازى. محور دعم الأولى بالرعاية، وتحسين جودة الحياة كانت معركة كبرى. كانت معركة صعبة أيضًا. 

الصعوبة التي واجهت مسارات الإنجاز كانت فى تراكمات، أدت إلى تشابكات.. كان من الممكن، لولا الإرادة السياسية الحقيقية، أن تعطل الوصول إلى ما وصلنا إليه من محطات الآن. 

شرعت الدولة منذ 2014 فى استهداف بناء منظومة حماية اجتماعية شاملة ومتكاملة. قامت استراتيجية الدولة فى هذا الإطار على أساس علمى، مستمد من بيانات، ومعلق على شواهد واقعية.. وأرقام.. وخرائط. 

منهجت الدولة استراتيجيتها للحماية، من خلال المحاور الثلاثة، اقتصاد واجتماع وصحة. 

جاءت مبادرة حياة كريمة، لتجمع كل الحزم فى سياق واحد كبير.. نفذت به الدولة إلى القطاعات المهمشة، والبعيدة وصولًا إلى مرحلة أولى جامعة قاربت على الانتهاء. 

ظل ملف الحماية الاجتماعية، على تنويعاته وتفاصيله وبرامجه فى صدارة الأولويات بالتوازى مع معارك إصلاح الاقتصاد، ومعارك الإرهاب، ومعارك القضاء على العشوائيات، ومعارك أخرى فى ميادين التنمية والبناء. 

إصرار الدولة، رغم الظروف المتقلبة، والأزمات العالمية المتوالية على تمديد شبكات الأمان الاجتماعى كان تعزيزًا للاستثمار فى رأس المال البشرى. 

(3)

مرة أخرى.. كانت استراتيجية الدولة ومبادراتها تتضمن فى إطار محدداتها أهدافًا أخلاقية. تحسين الأوضاع المعيشية للمواطن، ودعم الأكثر احتياجًا ماديًا، وتمكينهم اقتصاديًا كان أول ضمان لحقوقهم الإنسانية. 

خلال أقل من 8 سنوات.. ارتفعت العليا للأجور 6 مرات مع سياسات استثنائية لعلاوات للقطاع العريض من العاملين بالجهاز الإداري للدولة.. تخفيفًا من آثار الإصلاحات الاقتصادية، أو تخفيفًا من آثار أزمات عالمية. 

الارتقاء بالخدمات الأساسية فى البنية التحتية والصحة والتعليم والإسكان جزء لا يتجزأ من استراتيجية الحماية الاجتماعية بضمان سكن لائق، ورعاية صحية، وفرصة تعليم بالمدارس. 

واجهت برامج الحماية الاجتماعية المستمرة عدة معضلات. أولها كان فى الأسلوب الأنسب والأنجز والأقل خسارة للتعامل بحسم مع مشكلات تراكمت عبر عشرات السنوات الماضية، كان يمكن أن تعطل كثيرًا من جهود التنمية.. والدفع للأمام. 

حقق التوازن بين الإصلاح والتنمية والعدالة الاجتماعية توافقًا فى المعادلة الأكبر. أكد التوازن قدرة الدولة بالرهان على قدرة المجتمع على التعامل مع المتغيرات المختلفة. 

كانت أزمة كورونا إشارة. وكانت الأزمة الروسية الأوكرانية إشارة أخرى أكثر دلالة. لذلك كانت قدرة الدولة على الانتصار فى حروب مختلفة، متعددة الأبعاد، وعلى مسارات عدة، أولها مسار الحماية الاجتماعية محل الإشادات الدولية. 

التقارير المتتالية للمؤسسات الدولية ثمنت الرؤية والإجراءات المصرية فى الملف الاجتماعى بنقاط إيجابية متفائلة مقارنة بفترات سابقة.. كانت الأرقام والتوقعات فيها ليست على ما يرام. 

البنك الدولى من جهته، يرى أن برنامج مصر للإصلاح الاقتصادى بالتوازى مع جهود توسيع نطاق برامج الحماية الاجتماعية كان إنجازًا يُشاد به. 

امتداد برامج الحماية وتنوعها كان أيضًا إنجازًا، شمل مزيدًا من دعم شبكات الأمان الاجتماعى وزيادة كميات السلع الغذائية على البطاقات التموينية.. وصولًا إلى برنامج تكافل وكرامة.. الذي اعتبره البنك الدولى واحدًا من أكبر الاستثمارات فى رأس المال البشرى. 

 رؤية البنك الدولى تلك، مغايرة تمامًا لما كان قد أشار إليه قبل 9 سنوات، إذ كان تقديره أن مصر باتت فى أمس الحاجة لتصميم هياكل وبرامج ذات كفاءة.. لتقديم خدمات الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا.. حيث لم تكن توفر الإجراءات السارية وقتها أدنى حماية حقيقية للفقراء. 

فى تقرير أممى صادر العام الماضى، معلقًا على إجراءات الدولة المصرية لتحسين جودة حياة المواطنين قال إن الإدارة المصرية بإطلاقها مبادرة «حياة كريمة»، فإنها نفذت بإجراءات واقعية سريعة ومتكاملة، ساهمت فى تحسين الظروف المعيشية للمجتمعات الريفية الأكثر فقرًا. دعمت حياة كريمة حياة 60 مليون مصري على أكثر من وجه، لكن الإشارات الأممية اختصت تحسين جودة حياة المواطن بالسكن اللائق وخدمات الصرف الصحي والمياه النظيفة والتعليم والصحة. 

قبل 9 سنوات، كانت المنظمات الأممية والتقارير الأممية تشير باستمرار إلى حاجة مصر الماسة لخطوات للتقدم والتنمية بكل المجالات المتعلقة بالأكثر فقرًا وبالتنمية البشرية على وجه العموم. 

كانت أكبر التحديات على هذا النطاق، أن مصر قبل 9 سنوات كانت تواجه أزمات حقيقية، وحلولًا غائبة وحقولًا خالية فيما يخص إجراءات على الأرض لتحسين مستويات العدالة الاجتماعية والحد من الفقر وخلق فرص عمل.. إضافة إلى ضعف الخدمات الأساسية.. بما لا ينبئ بأى بوادر يمكن أن تكون نقطة دافعة فى مجال العدالة الاجتماعية. 

تغيرت مصر.. وتغيرت الدولة. تخطت الأزمات.. وتغلبت على الملمات.. وسوف تستمر.. لأسباب عدة، أولها أن المصريين كتف فى كتف.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز