عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التخريب.. وخفافيش الظلام!

همس الكلمات

التخريب.. وخفافيش الظلام!

ظاهرة غريبة تلجأ إليها قوى الشر لمحاولة إحباط صور التقدم والنماء، وهي أحد وجوه إهدار المال العام، وتتمثل في تعمد تخريب بعض المرافق عن أداء الخدمات المنوطة بها، أو سرقة وتدمير بعض المرافق والخدمات المهمة في الطريق. 



ومن أحدث الأمثلة على ذلك واقعة ممشى أهل السويس، حيث وصل التخريب والحقد من ضعاف النفوس وخفافيش الظلام، إلى درجة سرقة رخام مقاعد ممشى أهل السويس، وهو الكورنيش القديم، الذي تم تطويره وافتتاحه منذ شهور قلائل!

فقد حرصت المحافظة الباسلة على تطوير الكورنيش القديم منذ نحو 5 أشهر فقط، والذي يعد مكانًا تاريخيًا، يحمل على ضفته عددًا من المباني الأثرية التي كانت علامة في التاريخ المصري، مثل قصر محمد علي، وغيرها، وبعد التطوير تحول اسمه إلى ممشى أهل السويس، وأصبح يضم عددًا من الحدائق والمتنزهات، وتم إنشاء أماكن ذات مستوى لائق لجلوس رواد المكان.

وفجأة، وجد أهل السويس، أن هناك اختفاء رخام عدد كبير من أغطية مقاعد الجلوس في الممشى، وإفساد المظهر الجمالي للمنطقة.

وبالنظر إلى الواقعة، يتأكد أن المقصود ليس فقط هو التشويه الجمالي، أو السرقة من أجل المال، ولكنه تخريب متعمد لإهدار المال العام، وضياع ما تم إنفاقه دون فائدة  وضياع الوقت والجهد والعمل الذي بذل لتجميل تلك المنطقة.

وفجرت تلك الواقعة العديد من النقاط في مقدمتها، ضرورة حماية الممتلكات العامة بشتى الطرق، إلى حد توقيع العقوبات على من يعتدي عليها.. وهنا أهنئ محافظ أسوان اللواء أشرف عطية، الذي أصدر قرارًا يتضمن، أنه في حالة قيام أي شخص أو ما يمتلكه من مركبات، بإتلاف أو محاولة سرقة ما تم من أعمال تطوير وتجميل وتشجير في الشوارع ومنها مشروع ممشى أهل مصر بكورنيش النيل القديم، سيتم ضبطه على الفور من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة، والتي تعمل على مدار 24 ساعة في مختلف الشوارع والميادين الرئيسية، وستوجه إليه الاتهامات الواردة بقانون العقوبات بمعاقبة المتسبب سواء بالحبس أو بالغرامة المالية، طبقًا لدرجة الجرم الذي ارتكب، فضلًا على الحكم عليه بدفع قيمة الممتلكات العامة التي هدمها أو أتلفها أو قطعها أو سرقها، مع مضاعفتها طبقًا لدرجات الإتلاف.

وأيضا فجرت تلك الواقعة، أن هناك صورًا كثيرة لإهدار المال العام، ولكثير من الميزانيات العامة المخصصة للإنفاق على الخدمات العامة ومنها، الإسراف في ري الحدائق، أو استمرار انبعاث الأضواء من أعمدة الإضاءة نهارا، أو ترك بعض الأشجار على جنبات الطرق دون ري حتى تموت.. وغيرها من الوقائع التي يجب الانتباه إليها، خاصة التي تتم بالعمد، بقصد النيل من مواردنا الاقتصادية دون جدوى منها.

أولستم تتفقون معي، أن هناك الحاجة إلى الضرب من حديد، على كل من تسول له نفسه أن يتسبب في الإتلاف أو التخريب أو السرقة لأي شكل من أشكال المال العام في الشوارع، وتطبيق العقوبة عليه، ليكون عظة لغيره، إلى جانب المشاركة المجتمعية الإيجابية بالإبلاغ الفوري، لسرعة التدخل والتعامل الحاسم لردع أي مخالف!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز