عاجل
الثلاثاء 11 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
في يومها العالمي.. الإذاعة صامدة أمام الإعلام الحديث 

في يومها العالمي.. الإذاعة صامدة أمام الإعلام الحديث 

الإذاعة أو الإرسال والبث الإذاعي يعد وسيلة اتصال جماهيرية تندرج تحت مسمى الإعلام المسموع، وهي تعتمد على الصوت فقط في تقديم البرامج المختلفة، وقد تم إنشاء أول محطة إذاعية في العالم بالولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٢٠م.



نشأت الإذاعة في مصر عام ١٩٢٤ وكانت ملكية أهلية تعتمد في تمويلها على الإعلانات التجارية، ثم تحولت إلى إذاعة رسمية "حكومية" في ٢١ مايو عام ١٩٣٤، لكي تصبح بداية نشأة الإذاعة بالوطن العربي، ثم تبعها بعد ذلك الظهور بجميع أنحاء الوطن العربي. 

 

تعد الإذاعة من أول وأقدم الوسائل الإعلامية انتشارًا واستخدامًا بالمجتمعات العربية والدولية، لعبت دورًا مهمًا في التواصل مع العالم الخارجي من خلال نشر الثقافة والمعرفة بين المواطنين، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق التنمية المجتمعية بين أوساط المجتمع كافة، كما كان للإذاعة دورًا توجيهيًا وإرشاديًا في تشكيل الرأي العام بتبنيها القضايا المختلفة والمتعددة من خلال برامجها التوعوية.

 

واجهت الإذاعة العديد من الصعوبات منذ أن بدأ بث إرسالها حتى يومنا هذا. قديمًا كانت تتقلد المرتبة الأولى على الجدول البياني للوسائل الإعلامية، ولكن مع ظهور التليفزيون تراجعت الإذاعة إلى المرتبة الثانية، بينما جاء الإنترنت لكي ينقل الإذاعة إلى المرتبة الثالثة، ورغم هذه التحديات إلا أنها ما زالت صامدة ومحتفظة بمكانتها وأهميتها بين الوسائل الإعلامية الحديثة. 

 

مما لا شك فيه أن الإذاعة وسيلة إعلامية تتميز بسهولة اقتنائها وقلة تكلفتها، كما أنها تمتلك قدرة كبيرة مكنتها من الوصول للجمهور على نطاق واسع خاصة في المجتمعات النائية، كما استطاعت الخدمة الإذاعية أن تخلق جوًا من الألفة بين صوت الميكروفون والمستمع، تمكن الإرسال الإذاعي من تخطي الحواجز الجغرافية وحطم حاجز الأمية ويستطيع أن يصل إلى الفئات العمرية كافة، حيث تتميز البرامج الإذاعية ببث أخبارها لحظة بلحظة وعلى مدار ٢٤ ساعة وبطريقة سلسة.

 

هناك قامات عظيمة استطاعت أن تحفر أسماءها بأحرف من نور في قلوب الملايين من عشاق الإذاعة، نجوم ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في إثراء والارتقاء بمستوى الفن الإذاعي، ومنهم من ترك بصمة مهنية متميزة يتذكرها التاريخ الإذاعي، ومن أبرز عمالقة الإذاعة المصرية والعربية: "فهمي عمر، بابا شارو، إيناس جوهر، صالح مهران، أبلة فضيلة، آمال فهمي، سلوى حجازي، ماما سميحة، عمر بطيشة، صفية المهندس، وجدي الحكيم.. وغيرهم".

 

شهدت الإذاعة المصرية العديد من البرامج التي تم تسجيلها وبثها مع بدايات الإرسال الإذاعي في أربعينيات القرن الماضي، إلا أنها ما زالت محفورة في وجدان العديد من الأجيال، وذلك لما تحتويه من معلومات هادفة ومادة إعلامية تتمتع بالرقي في التقديم والمضمون، ومن أشهر هذه البرامج على سبيل المثال لا الحصر.. "ع الناصية، ساعة لقلبك، همسة عتاب، كلمتين وبس، غنوة وحدوتة، إلى ربات البيوت.. وغيرها".

 

تشعبت المحطات الإذاعية ما بين المتنوعة والمتخصصة "دينية، إخبارية، رياضية، ترفيهية، وغيرها"، لكي تمنح المستمع حرية التنقل بين هذه المحطات بحثًا عن المادة الإذاعية التي تلبي احتياجاته وتشبع رغباته. 

 

الجدير بالإشارة أن الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" قد أعلنوا يوم ١٣ فبراير عام ٢٠١١ يومًا عالميًا للإذاعة، ويأتي اختيار هذا اليوم تزامنًا مع بث وتأسيس أول إذاعة بالأمم المتحدة عام ١٩٤٦م.

 

في النهاية نلاحظ أن وسائل الإعلام الحديثة في تطور دائم ومستمر، ما جعل العالم بمثابة صندوق صغير من السهل التعرف على محتواه بسهولة بالإضافة إلى أنه موفر في الوقت والمجهود، وهذا نتاج طبيعي للثورة التكنولوجية وتأثيرها الجماهيري، ورغم ظهور القنوات والمنصات الإعلامية، إلا أن الإذاعة استطاعت أن تطور نفسها من خلال تقديم خدمة إذاعية بتقنيات التواصل مع شبكة الإنترنت لكي تواكب التطورات التكنولوجية الحديثة.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز