"البحوث الإسلامية": علينا أن نتعامل مع الملحدين من منطلق التراحم وليس العداء
بوابة روزاليوسف
قال الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمود الهواري، إن الإلحاد في عالمنا العربي ليس ظاهرة بل هو وهمٌ كبير، مشيرا إلى ضرورة التعامل مع الملحد من منطلق التراحم وليس العداء والعنف الفكري، واحتوائه، وتدبر كتاب الله بحب وفكر سليم؛ لأن كتاب الله يحصن الفكر ويحمي النفس.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها جناح الأزهر الشريف، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته (٥٤)، تحت عنوان: "وهم الإلحاد"؛ حضرها الدكتور محمود الهواري، والأستاذ حسن البخاري، الباحث في مجال الإلحاد، حيث ناقش الحضور خطورة الإلحاد وكيفية تحصين الشباب من الأفكار الهدامة.
وأضاف الهواري أنه يجب علينا كذلك أن نقرأ السنة النبوية بحرص لأنها تثقل خبراتنا وتبين ضوابط وحدود كل شيء، ثم نقرأ ونتدبر في كافة العلوم الأخرى، لنترك بصمة جيدة وأثرا في هذه الحياة.
ووجه الهواري رسائل للأسر والمجتمعات لتحصين النشء من الأفكار المتطرفة؛ وذلك بضرورة التعامل مع الأسئلة التي يطرحها الأبناء بمنهجية واعتدال وعدم تهميش أو تجاهل، وتشجيعهم على إعمال العقل والتفكير المنهجي، مؤكدا أن هذه هي الحلول للتعامل مع القضايا والظواهر الدخيلة، ومحاورتهم وتفهم الاختلافات البشرية باختلاف مراحل النضج والنمو لنحمي أنفسنا وأبنائنا من أي انحرافات فكرية.
وحول منهجية النقاش مع الملحدين، أوضح حسن البخاري، الباحث في مجال الإلحاد، أن طرح موضوع الإلحاد في ندوة تثقيفية بجناح الأزهر أمر بالغ الأهمية لتوضيح الأمور وضبط المصطلحات، وأن النقاش مع الملحد يجب أن يكون نقاش منظم يعتمد المنهج العلمي.
وقال البخاري إن النقاش بين المسلمين والملحدين على وسائل التواصل الاجتماعي يحتاج إلى ضبط للسلوك الإنساني ولغة الحوار، وأن الآفة الكبرى للنقاش بين الملحد وغير الملحد على وسائل الاتصال الحديثة هو أننا لا ننطلق ولا نناقش غيرنا وعيوننا ناظرة إلى الله تعالى والسنة النبوية المطهرة، بل يكون الهدف من الحوار والنقاش جلد الآخر وإثبات وجهة نظر واحدة والانتصار للذات والنفس ولا ننتصر لله.
وأكد البخاري ضرورة تعلم كيفية الرد على الشبهات بمنطق ومنهج علمي متكامل لأنه لا يوجد عند المسلمين علم متخصص في الرد على الشبهات لأن الرد على الشبهات هو ثمرة جميع العلوم التي يتم إعمال العقل فيها وهو مزيج شامل ومتكامل لعلوم مثل علوم اللغة والقرآن والحديث والفقه وغيرها من العلوم.
ووجه رسالة للشباب بضرورة الدراسة والبحث بمنهجية صحيحة وتدرج متكامل في كافة العلوم لتعلم علوم الشريعة بمنهجية مستقيمة سليمة حتى نجني ثمار العلوم ونحصن النفس من خطورة الإلحاد وغيره من الأفكار الهدامة وغير السليمة.
ويشارك الأزهر الشريف بجناح خاص بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته (54) للعام السابع على التوالي، ويقع جناح الأزهر بقاعة التراث رقم (4)، ويستقبل زواره طول فترة المعرض من 26 يناير حتى 6 فبراير لعام 2023م، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.