علماء الاجتماع: الأمر يحتم بذل مزيد من الجهد للإصلاح والتوعية
خنقها بحزام.. مفاجأة وتطور عاجل في تحقيقات واقعة مقتل سيدة الخير
البحيرة - محمد البربري
الدكتور محمود حمدي: الجريمة بشعة ومستنكرة وانسحاب واضح لمنظومة القيم الأخلاقية والدينية
تباشر النيابة العامة بمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، برئاسة المستشار أحمد عصام مدير النيابة والمستشار محمد شلوف رئيس النيابة، التحقيقات مع المتهم بقتل سهير الأنصاري محمد، التي لقيت مصرعها على يد سائق أثناء توصيلها إلى إحدى القرى لمساعدة عروس يتيمة، حيث قام المتهم بالتعدي على المجني عليه باستخدام عصا حديدية حتى فارقت الحياة، وقام بالقائها بإحدى الأراضي الزراعية خلف مبنى جامعة دمنهور.
واعترف المتهم محمد مغربي، بأنه تخلص من المجنى عليها سهير الأنصاري بخنقها بحزام وضربها بعصى حديدية على رأسها، مؤكدًا أنه نفذ الجريمة بمفرده دون معاونة من أحد، مضيفًا أنه عقب تنفيذ الجريمة كان يبحث مع أهلية المجنى عليها وكأنه لم يفعل أي شيء، وبعد ذلك فوجئ برجال المباحث وضبطه ومواجهته بالتحريات والمعلومات من أجل كشف تفاصيل الواقعة.
وقال المتهم: إنه ارتكب الجريمة بدافع الحصول على المصوغات الذهبية والأموال، ظنا منه أن حقيبتها تحوي مبالغ كبيرة وخطط لسرقتها في الطريق لإيصالها لمساعدة عروس في تجهيزها.
وسرد المتهم، أنه اعتاد اصطحاب المجني عليها لتوصيلها للجمعيات الخيرية والفقراء لمساعدتهم وعلمه بوجود مبالغ مالية معها، وفي يوم الواقعة استقلت معه سيارة قيادته لتوصيلها لمساعدة عروس وأثناء سيرهما توقف بالسيارة وغافلها، وقام بخنقها والتعدي عليها بعصا "حديدية"، مما أدى إلى وفاتها ونزع من يديها المصوغات الذهبية والاستيلاء على الأموال والهاتف المحمول، وعقب ذلك قام بإلقاء جثتها بمكان العثور عليها.
وكشفت نسمة عبده عبد الباسط نجلة "سيدة الخير" سهير الأنصاري محمد، تفاصيل جديدة في واقعة إنهاء حياة والدتها على يد السائق، مؤكدة أنه يعمل مع والدتها منذ ثمانية شهور، حتى قام بخيانتها وغدر بها، مضيفة أن والدتها كانت تعطف عليه وتعطيه الأموال لمساعدته فى إتمام زواجه.
كان قد تبلغ لمركز شرطة دمنهور بالعثور على جثة ربة منزل فى بداية العقد السابع من العمر ملقاة بالزراعات خلف مجمع كليات دمنهور بدائرة المركز.
وعلى الفور انتقل ضباط مباحث البحيرة بإشراف اللواء احمد خلف مساعد وزير الداخلية مدير الأمن ورئاسة اللواء عمرو الشامي مدير إدارة البحث الجنائي، وبالفحص تبين أن المجني عليها سهير الانصارى "موظفة بالمعاش" ومقيمة بدائرة قسم شرطة دمنهور وبها كدمات وسحاجات متفرقة بالجسم.
تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء أحمد خلف مدير الأمن وبسؤال كريمتها أفادت بخروج والدتها من المنزل رفقة "سائق" بالسيارة الخاصة به لتوزيع صدقات للجمعيات الخيرية، حيث إن والدتها عضوة بالجمعيات الخيرية وتقوم بتوزيع الصدقات لتلك الجمعيات، وأضافت أنه كان بحوزة والدتها "هاتف محمول، وحقيبة يد، ومبالغ مالية، ومشغولات ذهبية".
وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تمكن ضباط قطاع الأمن العام بمشاركة مديرية أمن البحيرة من التوصل إلى أن مرتكب الجريمة "محمد ع ال سائق مقيم منطقة افلاقة بدائرة مركز شرطة دمنهور".
وبتقنين الإجراءات وإعداد مامورية من ضباط المباحث الجنائية، نجحت الأجهزة الامنية بالبحيرة بالتنسيق وقطاع الأمن العام بإشراف اللواء مفيد محمد مفيد مساعد أول وزير الداخلية، من كشف ملابسات العثور على جثة سيدة ملقاة بإحدى الزراعات خلف مجمع كليات دمنهور، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.
تمكن ضباط المباحث من ضبط المسروقات وكذا السيارة والعصا المستخدمين في ارتكاب الواقعة بإرشاد المتهم، وتحرر المحضر اللازم وبالعرض على النيابة العامة قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات.
رأي علماء النفس والاجتماع
يقول الأستاذ الدكتور محمود حمدى أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة دمنهور: في الواقع فإنه في بعض الأحيان نقف عاجزين عن تفسير بعض ظواهر المجتمع ومشكلاته.. إلا أن في مثل هذه الجريمة البشعة المستنكرة فينبغي أن نراها في سياق مجتمعي أكثر شمولا.. لا نغض الطرف فيه عن انسحاب واضح لمنظومة القيم الأخلاقية والدينية وتراجعها عن أي وقت مضى، إضافة إلى طغيان العوامل المادية وتفاقم المشكلات الاقتصادية وزيادة حدتها في الآونة الأخيرة، رغم ما تبذله الدولة من جهد للتخفيف عن كاهل الفئات الفقيرة ومحدودي الدخل.. غير أن ذلك في الواقع لا يمكن أن يبرر الإقدام على ارتكاب مثل هذه الجريمة الوحشية.
وأضاف الدكتور محمود حمدي: أعتقد أنه يمكن من خلال التفسير المنطقي القول بأن الجاني لم يكن في وعيه الطبيعي أو كان تحت تأثير مخدر من الأنواع المستحدثة التي تؤدي إلى ارتكاب مثل هذه الأفعال.. وعموما فلا نستطيع إلا أن نسترجع التفسير الاجتماعي لأحد رواد علم الاجتماع "دوركايم "، حين رأي أن في وقت الأزمات تمر المجتمعات بحالة من فقدان المعايير والتي أطلق عليها "الأنومي"، وهو الأمر الذي يحتم بذل مزيد من الجهد للإصلاح والتوعية على كل المستويات للتخفيف من وطأة الأزمات خاصة بالنسبة للشباب وتطويق حالة الاغتراب التي قد يعاني بعضهم منها.