مصر تروض مناخ العالم بقمة رئاسية دولية.. وكبار الخبراء يكشفون أدق التفاصيل ٢
"نقيب الزراعيين" يكشف سر أشجار المانجروف في خفض غازات الاحتباس الحراري
حوار _ أحمد خيرى
نقيب الزراعيين: إضافة 500 فدان من أشجار المانجروف بساحل البحر الأحمر لأهميتها الكبيرة في التكيف مع التغيرات المناخية
– عرض ملف زراعة المانجروف في مصر على قمة المناخ بشرم الشيخ
- مصر تطرح مبادرة الأمن الزراعي في يوم الزراعة بقمة المناخ 12 نوفمبر بحضور منظمات الغذاء الدولية
- الاستراتيجية الوطنية للمناخ جيدة وكنت آمل أن يُدار حوار مجتمعي حولها
- نحتاج إلى تطوير مناهج كليات الزراعة والمدارس الفنية من أجل مواكبة الزراعة الذكية
خمسة أيام تفصلنا عن بدء القمة العالمية الأهم، في صبيحة يوم الأحد المقبل، ٦ نوفمبر، تنطلق الدورة ٢٧ من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، بحضور أكثر من ٩٠ رئيس دولة، تستعد مصر من خلالها لاستقبال أكبر تجمع دولي، بحضور زعماء العالم بمدينة شرم الشيخ، تسعى مصر من خلاله إلى تسريع العمل المناخي العالمي عن طريق الحد من الانبعاثات وزيادة جهود التكيف والتخفيف وتعزيز تدفقات التمويل المناسبة للدول الإفريقية والنامية، “بوابة روزاليوسف”، تحاور كبار الخبراء لكشف أدق التفاصيل.
كشف الدكتور سيد خليفة “نقيب الزراعيين”، عن أن أشجار المانجروف، يمكنها أن تمتص غازات الاحتباس الحراري بأكثر من 4 أضعاف الغابات الاستوائية، وهنا يظهر دورها المهم جدًا في التكيف مع التغيرات المناخية.
وأكد خليفة، أن مصر ستطلق مبادرة الأمن الغذائي يوم 12 نوفمبر المقبل بمؤتمر المناخ الدولي، بحضور المنظمات الدولية المعنية بالغذاء.
وطالب خليفة في حواره لـ”بوابة روزاليوسف” بتطوير كليات الزراعة والمدارس الفنية، من أجل مواكبة الزراعة الذكية.
وطلب خليفة من الحكومة وضع آليات أكثر مرونة، وأكثر فاعلية لزيادة مساحات الزراعات التعاقدية وإلى نص الحوار:
ما أشجار المانجروف ودورها في التكيف مع التغيرات المناخية؟
أشجار المانجروف، هي أشجار ونباتات تنمو على ساحل البحر الأحمر في مصر، المساحات الموجودة في مصر محدودة، تعرضت خلال الأعوام السابقة لعمليات تحطيب وتدهور وبالتالي كان لا بد أنها تنمو في مياه البحر الأحمر على ملوحة 40 ألف جزء في المليون، لها جزء مهم جدا في حماية الشواطئ من عمليات النحر، كما أنها تمتص غازات الاحتباس الحراري 4 أضعاف الغابات الاستوائية، وهنا يظهر دورها المهم جدًا في التكيف مع التغيرات المناخية.
الدولة والحكومة المصرية من 5 سنوات اهتمت بهذا البرنامج لإعادة تأهيل المانجروف والتوسع في المساحات، حيث تم إنشاء مشاتل في البحر الأحمر، وتم إنتاج الشتلات فيها، وتم إضافة مساحات 500 فدان جديدة، أصبحت غابات طبيعية جديدة.
الدولة مهتمة بالتوسع في استزراع المانجروف، لما له من أهمية في حماية الشواطئ والتكيف مع التغيرات المناخية إلى جانب أهميته الاقتصادية، لأنه البيئة الحاضنة لأسماك القشريات مثل الجمبري والأستاكوزا وكل أنواع القشريات، البيئة الحاضنة لها أشجار المانجروف، لأن أشجار المانجروف تنمو دائمًا في بيئة رملية طينية، أسماك القشريات تحتاج إلى هذه البيئة، وبالتالي هي بيئة حاضنة للأسماك.
ما دورها في السياحة البيئية؟
لها دور كبير في السياحة البيئية، لأن كل المناطق التي تنمو فيها المانجروف خاضعة للمحميات الطبيعية، السائحون يقطعون تذاكر لزيارة هذه المحميات، وبالتالي هناك دخل كبير من السياحة البيئية لغابات المانجروف.
هل يتم عرض ملف المانجروف ودوره في التكيف مع التغيرات المناخية في قمة المناخ؟
بالفعل سيتم عرضه في يوم الزراعة بالمؤتمر الدولي للمناخ بشرم الشيخ، لأنه من ضمن المشروعات الناجحة والنماذج الناجحة، التي طبقتها الدولة المصرية للتكيف مع التغيرات المناخية، التي نفذتها الدولة المصرية على السواحل.
في ظل مايشهده عام 2022 من تحولات جذرية في الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار الغذاء عالميًا والتحدي الذي يفرضه تغير المناخ على ضمان توفير الغذاء الآمن السليم المستدام للبشر.. ما تفاصيل خطة الأمن الغذائي التي تم وضعها على أولويات أجندة مؤتمر المناخ cop27؟
موضوع الأمن الغذائي أصبح من أهم الموضوعات على مستوى العالم كله في ظل تحديات التغيرات المناخية التي ضربت العالم، بالإضافة إلى الأزمة الروسية الأوكرانية وسلاسل إمداد بالنسبة لمحاصيل الحبوب والزيوت وحتى الأسمدة في مصر المشروعات القومية التي أطلقها الرئيس كان لها تأثير إيجابي بالنسبة لتوفر السلع الغذائية والدولة تبذل مجهودا كبيرا، كل السلع الغذائية متوافرة في ظل الأزمات التي تحيط بالعالم كله وفي ظل الأزمات الاقتصادية في العالم كله ومصر جزء من العالم، ورغم تحرك الأسعار وارتفاعها، إلا أن هناك إتاحة من كل السلع الغذائية.
ما أهم الفعاليات والمبادرات في cop27؟
الدولة المصرية تبذل جهودًا فعالة لتنفيذ قمة المناخ وسط حضور دولي كبير من كل دول العالم، من خلال العديد من المبادرات في كل القطاعات.
ما تفاصيل يوم الزراعة بقمة المناخ؟
الزراعة بقمة المناخ موافق يوم 12 نوفمبر، هناك مبادرة هتطلقها وزارة الزراعة عن الأمن الغذائي حول العالم، يشارك في هذا اليوم المنظمات الدولية العاملة بالزراعة مثل الفاو والإيفاد والإكساد، وغيرها من المنظمات الدولية، لعرض رؤيتها في كل الموضوعات المتعلقة بالأمن الغذائي ومكافحة التصحر، والحفاظ على التنوع البيولوجي، في هذا اليوم ستطرح الحكومة رؤيتها في ملف الأمن الغذائي، وسيكون هناك جلسات رفيعة المستوى، يحضرها كل المعنيين بقطاع الزراعة في هذا اليوم.
ما أولويات الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في قطاع الزراعة؟
الحكومة أطلقت الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ممثلة في وزارة حتى عام 2050، يوجد بها الجزء الخاص بقطاع الزراعة وهي استراتيجية جيدة جدًا، حددت خلالها أهدافا رئيسية وأهدافا فرعية، نأمل أن يكون هناك تمويل لتنفيذ هذه الاستراتيجية لتنفيذها بكل القطاعات ومنها الزراعة.
كنت آمل أن يدار حول هذه الاستراتيجية حوار مجتمعي، بحيث كل الأطراف تدلو بدلوها في هذه الاستراتيجية، إنما في كل الحالات مجهود مشكور من الدولة.
ما النتائج المتوقعة من مؤتمر المناخ؟
نأمل أن يكون هناك تمويل وفيه استثمارات للقطاعات المختلفة، وتحديدًا في قطاع الزراعة، لأنه أصبح الاستثمار في قطاع الزراعة أولوية أولى لدى الدول، دول العالم الثالث والدول الإفريقية تتحمل فاتورة كبيرة للخسائر التي تسببت فيها الدول الصناعية الكبرى، وبالتالي لا بد أن يكون هناك اتفاقيات بتمويل مالي ملزم لتمويل المشروعات في مصر والدول الإفريقية والنامية.
هل نتوقع وفاء الدول الكبرى بالتزاماتها؟
نأمل تنفيذها التزاماتها المالية، لأنه في جلاكسو وباريس، لم تف الدول الكبرى حتى بـ3% من تعهداتها في القمتين، لذا لا بد من وجود التزام قانوني ومالي ملزم.
إلى أي مدى يمكن التوسع في الزراعة الذكية؟
مصر دخلت في الزراعة الذكية، من خلال المشروعات القومية الكبرى، وأحد أسباب زيادة إنتاجية المحاصيل هو استخدام والتوسع في الزراعة الذكية.
نحتاج إلى تطوير المناهج الدراسية داخل كليات الزراعة من أجل مواكبة الزراعة الذكية، نحتاج لمدارس فنية متطورة لإجراء أعمال الصيانة، من أجل أن تكتمل المنظومة، لا بد أن يكون هناك تعليم زراعي مستدام، يتواكب مع المستحدثات الجديدة في الزراعة الذكية.
ما التحديات التي تواجه الزراعة والمزارعين؟
مؤكد أن هناك تحديات، يوجد 6 ملايين فدان في الوادي والدلتا تنتج 70% من غذاء المصريين، رقعة زراعية مفتتة، الدولة والحكومة تعفي الفلاح من ضريبة الأطيان من حوالي 8 سنوات، إنما التحدي الرئيسي متعلق بأزمة الأسمدة المتكررة بصفة مستمرة، لذا كان توجيه الرئيس السيسي بإنشاء مصنع للأسمدة الأزوتية، من أجل توفير الأسمدة للمزارعين، بالإضافة إلى الزراعة التعاقدية، لا بد أن يكون هناك توسع في الزراعة التعاقدية، سواء كان في المحاصيل الزيتية مثل عباد الشمس وفول الصويا، بالإضافة إلى الذرة الشامية التي يستخدم جزء كبير منها في الدواجن، وبالتالي نحتاج للتوسع في الزراعات التعاقدية، لأن الفلاح يحتاج لهذا الدعم، عندما يكون هناك سعر مرضٍ سيقبل على الزراعات.
مطلوب من الحكومة آليات أكثر مرونة وأكثر فاعلية لزيادة المساحات للزراعات التعاقدية في المحاصيل المستهدفة.
هل من الممكن تحقيق اكتفاء ذاتي من المحاصيل الرئيسية.. وهل تحديات المناخ تكون عائقًا؟
أولًا: اكتفاء الذاتي هو اكتفاء نسبي، لا يوجد هناك دولة في العالم يوجد عندها اكتفاء ذاتي من كل شيء، في مصر المحاصيل الاستراتيجية الرئيسية التي نستورد منها كميات القمح، وأيضًا الذرة كمحصول علف للدواجن والحيوانات وأيضًا المحاصيل الزيتية، وبالتالي توجها الحكومة والرئيس إننا نقوم بزيادة مساحات القمح خلال العامين القادمين تقريبًا حوالي مليون فدان في مشروع الدلتا الجديدة ومشروع توشكى من أجل إتاحة جزء كبير جدًا بالنسبة للمحاصيل الزيتية، هناك خطة للتوسع في زراعة المحاصيل الزيتي، في المشروعات الجديدة في توشكا والدلتا الجديدة.
إنما التحدي الرئيسي من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي هو التحدي في الزيادة المطردة في عدد السكان، وبالتالي طالما هناك زيادة في مطردة في عدد السكان، يتطلب ذلك مساحات أكثر، استيراد للمحاصيل أكثر.
إلى أي مدى يمكن الوسع في استصلاح الصحراء.. وما هي التحديات؟
لا نستطيع أن نفصل استصلاح الأراضي عن المشروعات، ومنها الطرق لما لها من أهمية كبيرة ساعدت للوصول للكثير من المناطق القابلة للاستصلاح، عندما تم إنشاء طريق الضبعة إتاح المساحة الخاصة باستصلاح الدلتا الجديدة، عندما تم إنشاء طريق توشكى وطريق وسط وشمال سيناء وطريق غرب المنيا، الكشف عن هذه المناطق القابلة للاستصلاح كان بعد التوسع في الشبكة القومية للطرق وشبكة الطرق الرئيسية.
التحدى في استصلاح الأراضي هو توفير المياه وتواجدها يساعد على التوسع في الاستصلاح بشكل أكبر، لأن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بتدوير للمياه 3 مرات من أجل التوسع في استصلاح الصحراء، وتوفير الأامن الغذائي للمواطنين.