تعرف على «فن الواو».. وتفاصيل الملتقى للحفاظ عليه بشطورة سوهاج

"فن الواو" هو نوع من الفنون الشعبية المنتشرة في صعيد مصر، ويتميز بنظم الشعر الذي يسمى مربعات، ويستخدم اللغة الشعبية وعادة ما يصاحبه عزف موسيقي على الربابة. معظم مربعات فن الواو لشعراء مجهولون وتتداول شفهياً.

يستمد "فن الواو" أهميته من كونه فنا شفاهيا، يتوارثه الشعراء عن الأسلاف، كنمط تعبيري، ويجددون في طرائقه وأشكاله، مع الحفاظ على قالبه الفني، وسمي بهذا الاسم لكثرة واوات العطف به، كما يعتمد اللغة الشعبية كأداة للتشكيل الفني مع الإيقاع الموسيقي المحدد، وانتشر فن الواو في صعيد مصر، وقد تميزت به محافظة قنا، وازدهر فن الواو في عصر المماليك والعثمانيين.

تفاصيل ملتقى فن الواو بشطورة 

وحرصت وزارة الثقافة، وتحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، واللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، والفنان هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وضياء مكاوى، رئيس الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد الثقافى، للحفاظ على فن الواو من خلال تنظيم "ملتقى فن الواو" الذي تستضيه قرية شطورة التابعه لمركز طهطا بمحافظة سوهاج، خلال الفترة من 14، 15 أكتوبر الجارى بقاعة مارفيلا بشطورة بمشاركة أكثر من 25 شاعرا من سوهاج ومحافظات الصعيد.

وتبدأ فعاليات الملتقى بكلمة عبدالحافظ بخيت، أمين عام الملتقى، ثم كلمة عامر عوض رئيس مركز ومدينة طهطا، ثم كلمة ضياء مكاوي، رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي، يعقبها كلمة الشاعر والباحث مسعود شومان، رئيس الملتقى وكلمة الفنان هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ثم كلمة اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج.

تعقبها فقرات فنية وعرض لفرقة سوهاج للفنون الشعبية، وفرقة أسيوط للموسيقى العربية، تليها الحلقة النقاشية الأولى بعنوان "فن الواو الراهن والمستقبل" يشارك فى الحلقة الباحث مسعود شومان، وحسين علام السوهاجى وشاعر الأقصر خالد الطاهر.

وتلا ذلك الأمسية الشعرية يتخللها العزف على الربابة، يشارك فيها الشاعر محمد عمر أبوزيد الذي يقدم فقرات الملتقي والشاعر وأحمد عمر إبراهيم والشاعر زين عبدالحكم.

وتبدأ حلقة نقاشية أخرى بعنوان "دور الإعلام في الأدب الشعبي" يشارك فيها كوكبة من الإعلاميين، منهم محسن عبدالعزيز، والإعلامى يسري حسان، وجمال فتحي، وريهام عبدالله وعبد الله الأنصاري، وبعد ذلك تعزف فرقة أسيوط للموسيقى العربية.

ثم أمسية شعرية أخرى بمشاركة الدكتور محمد أبوطالب وهانى درغام، عماد كوكب محمد على عبدالباري، وناجح عماره وشعيب درويش، وفى ختام فعاليات الملتقى يتم تكريم المشاركين من الشعراء والفرق الشعبية.

ويذكر أن الشاعر القدير عبدالستار سليم، هو اول من كشف الغبار وبحث عن "فن الواو"، وقال فيه:

لا تقول لى كانى ومانى

دا الواو أصله جنوبي

ليه قول يومه بيومانى

جا قناوى ولّا جا نوبى

***

 الواو مولود حدانا

وحْدانا عمّه وخاله

ولا حدّ يحدى حدانا

ولا غيرنا فى القول خالوا

كما يعد فن الواو، هو لعبة قولية بارعة نبتت ونشأت وترعرعت بين أهل الصعيد، وتتولى اللغة والقافية فيها ناصية الدور، ولا يكون الشاعر مجيدا فى هذا الفن إلا إذا توافر لديه الكثير من تقنيات قول الشعر، بالإضافة إلى حصيلة لغوية هائلة مصاغة صياغة عالية التقنية، معا لمحافظة على أصالة التراث والموروثات، بالعودة إلى الينابيع الجمالية، ويصاغ فى لغة بسيطة أشدّ البساطة- يقولون إنّ لغة فن الواو هى لغة قادمة من أزمنة بعيدة عبر تاريخ الفقراء، شعراء كانوا أم جمهورا - ولغة فن الواو تحتاج إلى وعى كبير بالفن، كما تحتاج إلى إدراك، كامل وبصيرة، نافذة، خصوصا وسط جمهور تربى على المربع، وأدمن تعاطى تركيباته ذات الجناسات، ولذا فإن بعض المربعات صارت كالمثل السائر، ليس لأنها تبنت مفاهيم بسطاء أهل الريف المصري الجنوبي فحسب، بل ربما لأنها لجأت - إلى جانب ذلك - إلى استخدام الشكل البسيط، المحكم، الذي ابتعد - فى كثير من الأحايين - عن جماليات الشعر العربى فى بديعها وبيانها، وقد يكون المربع بأمله كالمثل السائر الذي يستشهد به فى موقف ما، وقد تكون كل شطرة منفردة تقوم مقامر المثل السائر.