عاجل
الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المولد النبوي الشريف
البنك الاهلي
الأمين.. ذو الأوصاف الحميدة

الأمين.. ذو الأوصاف الحميدة

في ذكرى مولد سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام، تتعطر الألسن، ويفوح العبير ليملأ النفوس بعبق الإيمان.



هو المعلم الأول، وخاتم الأنبياء، فضّله الله- عز وجل- على جميع خلقه، فكان رحمة لهم.. فقال سبحانه وتعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

 

ولد في أحضان الوثنية، وكان بعيدًا عنها، فلا يحضر للأوثان عيدًا أو احتفالًا.

 

لقد خلق الله عز وجل نبيه ﷺ على أكمل الأخلاق وأشرفها، فكان رسول الله ﷺ أجود الناس كلهم، وأفضلهم وأعلمهم وأشجعهم وأكملهم في جميع الأوصاف الحميدة.

ظهر حبه للفضيلة، وفعل الخيرات، وأطلق عليه كل من تعامل معه اسم "الأمين".

 

لُقب عليه السلام، بالصادق الأمين، الذي يعتمد عليه إلى أقصى درجة فكان المثل الأعلى في الاستقامة، إشارة إلى صدقه في الأقوال والأفعال، وأمانته في رد الودائع والتجارة والبيع والشراء وغيرها، كما كان يُعرف بنبل أخلاقه ورفعتها، وترفعه عن الفحش في الأقوال والأفعال، فلم يسرق ولم يظلم ولم يفعل السوء في حياته قط حتى قبل أن يبعث نبيًا.

 

كان عليه السلام شديد الحياء، حتى إنه وُصف بأنه أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان كريمًا حليمًا رفيقًا يُجالس الفقراء والمساكين ويعطف عليهم، وفي ذلك نزلت الآية الكريمة: "وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"، (آل عمران: 59).

 

وعُرف النبي الكريم بنزاهة التعبير عن الفكر والحق وإنصافه في الحكم، واشتهر بين قومه ومحبيه، بصدق الحديث، والأمانة والكرم والتواضع، فكان قرآنا يمشي على الأرض.  

 

وقد وصف الله تعالى، نبيّه الكريم وخاتم الأنبياء والمرسلين، محمدًا صلى الله عليه وسلم، في سورة القلم فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

 

وقال حسّان بن ثابت في مدح الرسول الكريم: 

وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني

وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ

خلقتَ مبرءًا منْ كلّ عيبٍ

كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ

 

وقال عنه بن كثير، "إنه من أشجع الناس وأشجع ما يكون عنه شدة الحروب، وكان أكرم الناس وأكرم ما يكون في رمضان، وكان أعلم الخلق بالله، وأفصح الخلق نطقًا وأنصح الخلق للخلق، وأعلم الناس، وكان أشد الناس تواضعًا في وقار إلى يوم الدين".

 

وقال عنه عباس محمود العقاد: "حسبنا من عبقرية محمد أن نقيم البرهان على أن محمدًا عظيمٌ في كل ميزان: عظيمٌ في ميزان الدين، وعظيمٌ في ميزان العلم، وعظيمٌ في ميزان الشعور، وعظيم عند من يختلفون في العقائد، ولا يسعهم أن يختلفوا في الطباع الآدمية، إلا أن يرين العَنَت على الطبائع فتنحرف عن السواء وهي خاسرة بانحرافها ولا خسارة على السواء". 

 

"نقل قومه من الإيمان بالأصنام إلى الإيمان بالله، ونقل العالم كله من ركود إلى حركة، ومن فوضى إلى نظام، ومن مهانةٍ حيوانيةٍ إلى كرامةٍ إنسانية، ولم ينقله هذه النقلة قبله ولا بعده أحد من أصحاب الدعوات".

 

عُرف عليه الصلاة والسلام بتواضعه، فقد كان يساعد أهل بيته في الأعمال المنزلية، حيث كان يحلب الشاة، ويعد الطعام بنفسه، ويُصلح نعله، ويعاون خادمه، ولم يكن يغضب لنفسه وإنما يغضب لربه، غيرةً على الدين وليس على الدنيا.

 

كان عليه السلام حلو المعشر ودودًا في تعامله لا سيما مع الصبيان، يسلم عليهم ويسألهم عن أخبارهم، ويواسي الناس في أحزانهم ويعودهم في كرباتهم.  كان يدعو أصحابه ويناديهم بأحب أسمائهم إليهم، ولم يكن ينابز أحدًا بلقبٍ كريه أو اسم لا يحبه، ولم يعاير أحدًا قط، فقد جمع ﷺ من الصفات أحسنها ومن الأخلاق أفضلها، فهو قدوتنا في معاملاتنا، لنكون في الجنة له من الرفقاء.

 

"والله لا يخزيك الله أبدًا.. إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتحمل الكلَّ وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق”.. هكذا كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما وصفته السيدة خديجة رضي الله عنها.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز