ننشر مرافعة النيابة فى قضية فتاة الشرقية
مي الإزمازي
استمعت محكمة جنايات الزقازيق بمحافظة الشرقية، إلى مرافعة النيابة العامة في ثالث جلسات محاكمة إسلام محمد، المتهم بقتل زميلته المجني عليها “سلمي بهجت” المعروفة إعلاميًا بـ ” فتاة الشرقية” بتسديد عدة طعنات لها بأنحاء متفرقة بالجسد؛ وذلك بسبب رفضها الارتباط به لشذوذ أفكاره ومعتقداته.
وبدأ ممثل النيابة العامة حديثه قائلاً:
بسم الله الحق.. بسم الله العدل.
بسم الله الرحمن الرحيم. "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" صدق الله العظيم
إن الدين الإسلامي والشرائع السماوية حرمت الظلم وامرنا الدين الإسلامي بعدم الظلم وان لا يظلم أحدنا الأخر. وقد اختلفت صور الظلم ومن بينها قتل الشخص لأخيه الإنسان وقتل النفس التي حرم الله والمتهم إسلام قتل الطالبة سلمي بهجت مع سبق الإصرار والترصد حيث بدئت القصة عندما التحقت الطالبة سلمي بإحدى الأكاديميات بمدينة الشروق والتحق أيضا إسلام بذات الأكاديمية ولكن كان الفارق بينهم كبير فسلمي المجنس عليها كانت تحلم بالنجاح والتوفيق وان تكون من أوائل دفعتها.
فيما كان إسلام ناقما عن عيشته وعلي أسرته رافضا لما في يده من نعم منحها الله له ووصل الأمر إلى أن بدأ في قراءة بعض الكتب التي تحرض على الإلحاد وانضم إلى صحبة غير صالحة وبدأ يجد راحته في قراءة مثل تلك الكتب واتخاذ مثل تلك الأفكار طريقا له واستمرت الأيام وسلمي تحقق النجاح والتفوق وفي يوم ذهب المتهم إلى أسرة المجني عليها لطلب يدها للزواج ولكن الأهل رفضوا طلبه مما جعله يستشيط غضبا وأيضا المجني عليه بدأت في النفور منه ووصل الأمر إلى أن قام المتهم بتهديدها. واستكمل ممثل النيابة العامة خلال مرافعته أن المتهم إسلام فكر في قتل المجني عليها وذلك لرد اعتباره وبدء في التخطيط لجريمته ولكن مع قرب امتحانات سلمي طلب منها المتهم أن تترك دراستها وان لا تستكمل امتحاناتها وعندما رفضت بدء يستشيط غضيا وخلال يوم مناقشة مشروع تخرجها وخلال آخر أيام الامتحانات قرر المتهم التخلص من المجني عليها وعندما اتصل بأسرته هرعت فوراً إلى المكان وطلبوا يد المجني عليها مرة أخرى خوفاً من المتهم ولكن كان الرد مثل سابقة.
وعندما وقعت حادثة فتاة المنصور وبدأ المتهم في التعاطف مع القاتل مصوراً نفسه مثله كضحية بدء في تهديد سلمي أن مصيرها سوف يكون مثل مصير نيرة أشرف إذا لم ترجع اليه وتقبل بزواجه فبدء الخوف يدب في قلب المجني عليها وقامت باصطحاب والدها معها عند الامتحان.
وأشار ممثل النيابة العامة إلى أن المجني عليها حصلت علي التفوق وتقدير امتياز ليعم الفرح نفوس الجميع سوي هذا المتهم والذي كان يجلس ويفكر في كيف يرد اعتباره وخاصة انه كانت لدية حب الذات والتملك ووصل الأمر بالمتهم إلى التفكير في قتل المجني عليها بالطريقة التي ارتكبها بها حيث قام بالاتصال بصديقة المجني عليها وادعي انه يريد أن يلتقي بها للصلح والاعتذار عما بدر منه من أي إساءة في حقها وبالفعل علم بالمكان والزمان وقام بالحصول علي رقم مالك الجريدة وقام بالاتصال به يعلمه برغبته في الالتحاق للتدريب داخل الجريدة وبالفعل حضر أمام العقار الكائن به مقر الجريدة وظل يحوم ذهاباً وإياباً في انتظار وصول المجني عليه.
وأضاف ممثل النيابة العامة في مرفعته أن المتهم قام بإحضار سكينا من إحدى محلات بيع الأدوات المنزلية بمنطقة القومية بالزقازيق وقام بالترصد للمجني عليها بمدخل العقار وعند وصولها قام بالنداء عليها وطعنها طعنه أدت إلى خوار قواها البدنية وسقطت على الأرض ليجلس فوقها ويقوم بطعنها طعنات عدة وصلت إلى ٣١ طعنه في البطن والجنب والرقبة والجزء العلوي.
واستكمل ممثل النيابة العامة أن المتهم قام بالتفاخر وألتقط صورة للمجني عليها وقام برفع صورة تظهر آثار الدماء وكتب عليها عبارات تدل على انه يتحدى الله عز وجل وعندما حاول الأهالي الإمساك به قام بتهديدهم إلى أن وصل رجال الأمن وتم ضبطه واعترف تفصيلياً بارتكابه الواقعة.
وطالبت النيابة العامة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم والحكم بالإعدام شنقا حتى يكون عبرة لغيرة وخاصة انه ارتكب فعلته مع سبق الإصرار والترصد للمجني عليها.
تعود أحداث القضية، ليوم التاسع من شهر أغسطس 2022، عندما تلقي مدير أمن الشرقية إخطارًا، بمقتل ”سلمي بهجت محمد الشوادافي” 20 عامًا مقيمة بأرض خرابة أبو حماد ، حاصلة علي بكالوريوس إعلام، علي يد زميلها “إسلام محمد” 22 عامًا، مقيم بمنطقة الزراعة بمدينة الزقازيق، داخل إحدى العمارات بمحيط محكمة الزقازيق، بتسديد عدة طعنات لها بأنحاء متفرقة بالجسد، مستخدمًا سلاحًا أبيض ”سكين” ؛ وذلك بسبب رفضها الارتباط به.
وكان المستشار حماده الصاوي النائب العام، أمر بإحالة قاتل المجني عليها “سلمى بهجت” بالزقازيق إلى محكمة الجنايات المختصة، لمعاقبته فيما تتهمه النيابة العامة به من قتله المجني عليها عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، حيث بيَّت النية وعقد العزم المصمم على إزهاق روحها بعد رفضها وذويها خطبتها له؛ لشذوذ أفكاره، وسوء سلوكه، وانقطاعها عن التواصل معه لذلك، إذ توعدها وبعضًا من ذويها بقتلها إذا ما استمر رفضهم، ولتجاهلهم تهديداته وحظرهم تواصله معهم بأي وسيلة احتال على إحدى صديقاتها حتى علم منها موعد لقائها بها بعقار بالزقازيق، فاختاره ميقاتًا لقتلها، ويومئذ سبقها إلى العقار واشترى سكينًا من حانوت جواره سلاحًا لجريمته، وقبع متربصًا لها بمدخل العقار حتى قدومها، فانهال عليها طعنًا بالسكين قاصدًا إزهاق روحها، حتى أسقطها صريعةً محدثًا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها.
وكانت النيابة العامة قد أقامت الدليل قبل المتهم في ثمانٍ وأربعين ساعة من ارتكابه الواقعة حتى إحالته للمحاكمة-من شهادة خمسة عشر شاهدًا، وما ثبت بتقارير توقيع الصفة التشريحية على جثمان المجني عليها، وفحص هواتف المتهم والمجني عليها وصديقتها، وما تبين بها من أدلة رقمية دالة على ارتكاب المتهم الجريمة وإسنادها إليه، فضلًا عن إقراره تفصيلًا خلال استجوابه في تحقيقات النيابة العامة بكافة ملابسات جريمته، واعترافه بها أمام المحكمة المختصة بالنظر في أمر مدِّ حبسه.