كاتبة أمريكية:"قرار روسيا بضم مناطق أوكرانية يضع العالم على أعتاب حرب نووية"
وكالات
رأت الكاتبة الأمريكية ليز سلاي" أن قرار روسيا بضم أربع مناطق في جنوب وشرق أوكرانيا للأراضي الروسية، يضع العالم على أعتاب حرب نووية، وهو تصعيد خطير لم يشهد العالم مثيلا له منذ 77 سنة".
وتشير الكاتبة في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضع العالم بأسره على مبعدة خطوتين أو ثلاث خطوات من حرب نووية في تطور هو الأخطر من نوعه في الحرب الروسية الحالية في أوكرانيا.
وتضيف الكاتبة" أن الرئيس الروسي كان قد هدد بالفعل باللجوء إلى السلاح النووي إذا لم يتمكن من تحقيق بلاده في أوكرانيا بالوسائل التقليدية، إلا أن قراره بضم الأقاليم الأوكرانية الأربعة للسيادة الروسية يمنحه تبريرا لاستخدام السلاح النووي للدفاع عن وحدة الأراضي الروسية كما أكد ذلك بنفسه في كلمته التي استهل بها افتتاح احتفالية الإعلان الرسمي عن انضمام المناطق الأوكرانية أمس الجمعة في الكرملين، والتي أوضح فيها أن الولايات المتحدة كانت سباقة في هذا الصدد حين استخدمت القنبلة الذرية لقصف هيروشيما وناجازاكي لتمثل بذلك سابقة في استخدام السلاح النووي".
وترى الكاتبة أن المسؤولين في الدول الغربية ما زالوا لا يعتقدون أن الرئيس الروسي سوف يقوم بتنفيذ تهديده باستخدام السلاح النووي حيث يحدو الكثير منهم الأمل أن يكون الرئيس بوتين يستخدم هذا التهديد كسلاح ردع فقط لمنع الدول الغربية من إمداد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة المتطورة التي تستخدمها في حربها ضد القوات الروسية، ولكن الآن وبعد أن أصبحت المناطق الأربع دونتستيك ولوجانسيك وخيرسون وزابورجيا تحت السيادة الروسية، فمن المتوقع أن تأخذ الأحداث مسارا تجاه استخدام السلاح النووي، لأول مرة منذ العام 1945، لحماية تلك الأراضي من هجمات القوات الأوكرانية.
وتضيف الكاتبة أن المسؤولين في أمريكا والدول الأوروبية يؤكدون أنهم يأخذون تهديدات الرئيس الروسي على محمل الجد، حيث أعلن جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي يوم الأحد الماضي أن استخدام السلاح النووي من جانب روسيا سوف يكون له عواقب كارثية، رافضا في نفس الوقت تحديد ماهية تلك العواقب إلا أنه أكد أنه تم توضيح تفاصيل تلك العواقب في رسالة خاصة لأعلى مستوى في القيادة الروسية.
وأضاف المسؤول الأمريكي "أنهم في روسيا سوف يدركون معني ما نقول وما المصير الذي ينتظرهم إذا اختاروا السير في الطريق المظلم".
وفي الوقت نفسه تسلط الكاتبة الضوء على تصريحات أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي التي يؤكد فيها أنه لا أحد يعلم على وجه اليقين ما هي الخطوة التالية للرئيس بوتين ولكن من المؤكد أنه من الممكن أن يتخذ خطوات محفوفة بالمخاطر.
وتشير الكاتبة إلى رأي أليكسندر جابوف الخبير في السلام الدولي الذي يرى أن قرار بوتين بحشد نحو 300,000 مجند للانضمام للقوات الروسية المحاربة في أوكرانيا يدل على أن الاستراتيجية الغربية لم تنجح في إقناعه بالعدول عن قرار حرب من المتوقع ألا ينتصر فيها، موضحا أن الغرب كان يأمل أن تدفع الانتصارات التي حققتها القوات الأوكرانية مؤخرا الرئيس بوتين بالتراجع عن موقفه ولكن التجربة أثبتت أن العكس هو الصحيح وأنه يسعى لتعزيز قدرات قواته في أوكرانيا.
وتلفت الكاتبة أيضا إلى تصريحات الخبير الدولي التي يشير فيها إلى أنه من الواضح أن بوتين يرى تلك الحرب أنها "حرب وجود" بالنسبة له وأنه على أتم استعداد للتصعيد العسكري إلى حد المغامرة إذا رأى أنه يتكبد خسائر في أرض المعركة.
وتختتم الكاتبة مقالها بالقول إنه مما يزيد الموقف خطورة أن الدول الغربية كما يبدو لن تتراجع عن موقفها الحالي وهو ما قد يدفع روسيا لاستخدام السلاح النووي، إذا ما فشلت في تحقيق أهدافها في أوكرانيا من خلال الوسائل القليدية لتضع العالم على مبعدة خطوات من حرب نووية لا يمكن لأحد التكهن بعواقبها.