عاجل
الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

قصة طبيب الشرقية.. والد ٦ من ضحايا حادث قطار

الدكتور علاء عبدالسلام والد إحدى ضحايا وبعض مصابي حادث قطار فاقوس
الدكتور علاء عبدالسلام والد إحدى ضحايا وبعض مصابي حادث قطار فاقوس

في صباح يوم الجمعة، وعندما كانت تشير عقارب الساعة التاسعة والربع صباحًا، انطلقت صافرات القطار رقم 175، المتجه إلى مدينة الصالحية كجرس تنبيه لسائق سيارة ميكروباص مخالف يحاول عبور مزلقان قرية كفر أكياد التابعة لمركز فاقوس، لم يعر لها اعتبارًا، وواصل في طريقه ظنًا منه أنه يستطيع عبور السكة الحديد قبل قدوم القطار نحوه، لتعلو صرخات ركاب السيارة مع اقترابه، إلا أن القدر شاء أن تحدث الكارثة ويصطدم القطار بالميكروباص، ويسفر عن مصرع 3 أشخاص وإصابة 10 آخرين.



يسرع المارة الذين شاهدوا الحادث المأساوي بطلب سيارات الإسعاف لنقل الضحايا والمصابين للمستشفى، وفي استقبالهم عدد من الأطقم الطبية التي كانت على أهبة الاستعداد لعمل الإسعافات الأولية وتقديم الرعاية فور وصول نبأ وقوع الحادث، ومن بينهم الدكتور علاء عبدالسلام استشاري الجراحة العامة بمستشفى طوارئ فاقوس، الذي كان في انتظار عودة أسرته وجميع أفرد عائلته من رحلة مصيفية لمنزلهم، ولم يكن يدري أن القدر أراد استقباله لهم بمحل عمله.

وتفاجأ الدكتور علاء عبد السلام، بينما كان يستقبل ضحايا الحادث بفلذة كبده ابنته "روان"، صاحبة الخمسة عشر ربيعًا من بينهم، تتسارع دقات قلبه ولم تعد تحمله قدماه، وما هي إلا لحظات وتقع عيناه على زوجته وأبنائه الأربعة، وباقي أفراد العائلة، ليقف عاجزًا، وهو الطبيب الذي يداوي عشرات الحالات المماثلة يوميًا بطبيعة عمله، يقف مكتوف الأيدي يجهش بالبكاء من هول المشهد المأساوي. 

قبل يومين فوجئ الدكتور علاء عبدالسلام، أثناء فتح حقيبته بوجود رسالة مكتوبة باللغة الإنجليزية، تركها له أحد أفراد أسرته قبل ذهابه لقضاء العطلة الصيفية، التي كان قد وعدهم بها قبل فترة، تحمل في طياتها عبارات قليلة في عدد كلماتها كبيرة في معانيها ورسومات للطبيعة الخضراء وعدد من  الفراشات التي ترفرف في الهواء بجناحيها، عبارة عن ورقتين،  الأولى مدون بها "استمتع بوقتك يا بطلي" والثانية "كن سعيدًا با بطلي".

 

 

 تلك هي الرسالة التي أدخلت البهجة والسعادة على قلبه، لينشرها فرحًا بها، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، وكتب معها "وجدتها في حقيبتي لا أعلم من كتبها ولم أبحث، ولكني أعلم محبتهم جميعًا.. أسرتي الرائعة أحبكم جميعًا، وكأنها كانت رسالة وداع من أحد أفراد أسرته يطلب فيها أن يبقى والدهم سعيدًا".

 

 

لم يكن يعلم كاتب تلك الرسالة من أفراد أسرته أن يحدث ما حدث، وأن الرسالة ستبقى ذكرى خالدة لمشاهد حادث مأساوي وثقها في ذهنه، أو ربما تكون بمثابة شيء آخر لا يعلم سواه غير المولى عز وجل.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز