عاجل
الأربعاء 5 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فى القبض على قتلة الثوار.. «مصر ليست تونس»!

فى القبض على قتلة الثوار.. «مصر ليست تونس»!

بقلم : أسامة سلامة



 

 

 

 

كنا نتبع خطى ثورة الياسمين التونسية فى كثير من الأحداث.. تسبقنا بخطوة ونلاحقها.. نتنبأ بما سيحدث فى القاهرة من خلال ما يجرى هناك.. ولكننا هذه المرة لن نسير على خطاها.

جاءت الأنباء منذ أيام مبشرة.. ألقى الأمن التونسى القبض على قتلة «بلعيد» المحامى المعارض لحزب النهضة والتيارات الإسلامية هناك.. تم التعرف على ثلاثة من الجناة ينتمون إلى السلفيين بينهم شرطى.. وهرب الرابع وجارى البحث عنه.. هكذا قالت الأخبار. حدث هذا بعد مرور أقل من شهر على الجريمة.. ولكننا فى مصر ورغم مرور عامين على الثورة لم نعرف قتلة الثوار.. وحتى الآن لم يتم التعرف على هوية قتلة الشيخ عماد عفت، ومينا دانيال، وجيكا، وكريستى، والحسينى أبوضيف ومحمد الجندى.. وغيرهم من الشهداء.

لم يبذل الأمن أى جهد فى الكشف عن المجرمين الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين ودهسوهم بالسيارات والمدرعات.

وأعتقد أنه ليس هناك أمل فى الوصول إلى أى نتائج فى ظل الوضع الراهن.. ضاعت معظم الأدلة وأتلفت بعضها الآخر.. ولايوجد حرص حقيقى على إجراء تحقيقات شفافة تكشف المستور.

لست مبالغا أو متشائما.. فهناك إشارات كثيرة فى هذا الاتجاه.

كان لافتا للنظر أن يذكر الرئيس فى حواره الأسبوع الماضى مع «عمرو الليثى».. أن واحدا من حزب الحرية والعدالة أصيب فى بورسعيد أثناء الاعتداء على مقر الحزب، ولم يتذكر د.مرسى أن هناك 14 شهيدا قتلوا فى نفس المحافظة لم يعز أهليهم وأسرهم، ولم يبد حزنا على دمائهم التى سالت غدرا وغيلة.

اهتم الرئيس بواحد أصيب من الأهل والعشيرة.. ولكنه لم يتأثر بالذين قتلوا أمام قصر الاتحادية... وبرصاص حى وخرطوش موجه إلى الرأس من مسافة قريبة، مما يؤكد على القتل العمد.

كان الرئيس حزينا على إصابة مواطن ينتمى إلى حزبه، لكنه لم يتألم للمتظاهرين الذين تم تعذيبهم على يد شباب الإخوان، وفى نفس الوقت أجهزة الأمن لم تتحرك رغم الفيديوهات التى تكشف بوضوح وجوه الذين خطفوا وقيدوا مواطنين مصريين على أسوار القصر الجمهورى لتهديدهم وترويعهم وانتزاع اعترافات كاذبة منهم «هل يمكن أن نصل إلى قتلة الثوار بينما لم يبرر الرئيس كيف اتهم شباب المتظاهرين بالبلطجة والتآمر ثم أفرجت عنهم النيابة بعد ساعات.. عندما اكتشفت آثار التعذيب والاعتداء عليهم.

لقد قال الرئيس فى حواره: رأيت سحل «حمادة» بعين الرفض وبحزن وألم.. ومن قام بهذا سيحاسب!! ولكن حتى الآن ورغم مرور أسابيع على الواقعة.. ووجود فيديوهات تكشف من قاموا بالجريمة لم نصل إلى نتيجة توضح لنا من الذين سحلوا هذا المواطن المصرى فهل لدينا أمل أن نصل بعد ذلك لقتلة الثوار؟

لقد وعد د.مرسى بإعادة التحقيقات فى قضايا قتل الثوار بعد البراءات التى حصل عليها الضباط فى كل أقسام الشرطة التى قتل أمامها المتظاهرون.. ولكنه عاد بعد ذلك وقال: «إعادة المحاكمات لو ظهرت أدلة جديدة».

فهل تستطيع أجهزة الأمن الحالية العثور على أدلة جديدة.. بعد أن فشلت طوال هذه الفترة فى حل لغز جريمة واحدة مما حدثت منذ بداية الثورة حتى الآن.

لقد عجزت الشرطة عن تفسير وجود ملثمين أعلى سطح مبنى نادى ضباط الشرطة ببورسعيد.. وقد ظهروا فى فيديوهات وهم يطلقون الرصاص على مشيعى جنازة الشهداء هناك.

وإذا كان مدير أمن السويس قال: إن ملثمين هم من أطلقوا النار على المتظاهرين ورجال الشرطة ولم يقم هو ورجاله بالقبض عليهم» فهل نصل فعلا إلى القتلة فى كل هذه الأجواء.

وإذا كانت الشرطة تعلن القبض على عدد ممن اعتدوا على الشرطة والمنشآت العامة مؤخرا.. ومعظمهم من الصبية.. فكيف لم نصل من خلال التحقيقات إلى المحرض والممول.

لقد قال الرئيس فى حواره مع الليثى: إن أكثر ما أحزنه القبض على طفل اعترف أن أمه دفعته للتظاهر والاعتداء على الشرطة لأنها حصلت على 006 جنيه، وهم فقراء ومحتاجون ولكن الرئيس لم يقل من الذى أعطى هذه الأموال وإذا كان الطفل قد اعترف بأن أمه حرضته فمن المؤكد أن الأم تعرف من الذى منحها هذه الأموال ولم تظهر أسماء المحرضين حتى الآن.

فهل نثق فى الوصول إلى قتلة الثوار؟

لماذا وصلت تونس إلى المجرمين فى حادثة «بلعيد» ولماذا لم نصل نحن إلى مجرم واحد شارك فى قتل شهدائنا.

الإجابة: هى بسبب الفارق فى الإرادة السياسية بين الحكام هناك والحكام هنا.. وربما أيضا أن أسراراً كثيرة مطلوب التعتيم عليها وعدم كشفها وطمس أدلتها.. ولكننى أثق أنه لا توجد جريمة لا يتم الكشف عن مرتكبيها مهما طال الزمن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز