الرضاعة كنز لا يفنى!!

بقلم : حسام طلعت

 

 

 

لا أعتقد انه كان من الممكن أن يكون هناك حدث فى مصر يستطيع أن يغطى على حادثة سحل "حمادة صابر" سوى تصريحات "نجم" مثل الدكتور هشام قنديل رئيس وزراء مصر المحروسة!!

 

سيقف التاريخ بالفعل كثيرا أمام الثورة المصرية لا لشىء إلا لكى يفهمها!!

 

بالفعل هذا هو الواقع فقد كنا نتصور أن تأتى لنا ثورة قام بها شعب عانى الفقر والمرض ليأتي بمن يصلح له حاله، ليأتي بمن يقدر معاناته ، من يشعر به، لا ليأتي بمن يتعالى عليه، من يتهمه بالجهل، بل من يتهمه فى شرفه!!

 

يكفى مصر ما بعد الثورة أن لها رئيس وزراء مثل الدكتور هشام قنديل ليعبر تفصيليا عن حالها بمنتهى الإيجاز بل والإعجاز،،،

 

لم أكن أعلم أن للرضاعة فوائد أخرى غير الفوائد الطبية و النفسية التى اكتشفها العلم فقد اتضح أن لها أيضا فوائد سياسيةَ !!

 

كل ما أحتاجه منك عزيزى القارىء هو ان تعيد مشاهدة الفيديو الخاص بالتصريح الخاص بالسيد رئيس وزراء مصر المفدى الذى افضى فيه بكل مكنونات النظام المصرى الآن و كشف كل عوراته فيما لا يزيد عن دقيقتين!!

 

كان السؤال الموجه للسيد رئيس الوزراء بخصوص حادثة "سحل" المواطن المصرى حمادة صابر، و لكن الإجابة بالفعل أوجزت فأعجزت، فقد بدا القول بشأن الحديث عن سياسة تجويع الشعب إلى أن "حمادة" لا يدفع فاتورة "الكهرباء" وهو منهج إلقاء التهم قبل أى حديث الذى يلجأ إليه النظام كعادة أصيلة فالكل مذنبون إلا هم فمعصومون، ثم إدعى أنه متأكد رغم أنه "لا يعرف" انه لا يدفع فاتورة المياة هذه المرة !!

 

ثم ذهب إلى الحديث عن نفسه فى مراوغة مفضوحة للخروج عن الحديث فى الموضوع الاصلى فهذا مفهوم النظام أيضا لإدارة الحوار، وقال أنه نشأ من طبقة متوسطة و هو شرف لنا قبل أن يكون له و انه قد درس فى مدارس الحكومة وانه جال فى قرى مصر و هى عادة النظام دائما لتصدير الإحساس بالبساطة للمتلقى حتى يحيد فكره عن التحفز تجاه المتحدث منهم، ثم تحدث "دولة" رئيس الوزراء عن أن سبب إسهال الأطفال يأتى بسبب "جهل" أمهاتهم و أنهم لا يراعون شروط النظافة الشخصية أثناء الرضاعة و انا شخصيا أتحرج من أن أعيد نفس الألفاظ التى استخدمها "دولته" لجرأتها المفرطة!

 

ثم تطرق حديثه بعد ذلك الى أن الرجال فى القرى التى تبعد "110" كيلومترات عن القاهرة يذهبون إلى المساجد بينما تذهب النساء للمواقع  والحقول "لتغتصب" فمصر مليئة بالمآسى!!

 

فعلا مصر مليئة بالمآسى و هذه الحكومة هى ذروة هذه المآسى، فإن تصفون نساء مصر بالجهل فبالفعل هم كذلك لأن أصواتهن هى من أتت بكم لسدة الحكم حين ظنوا أنكم ستنصفونهن لا أن تطعنوا فى شرفهن،

 

أما أن تكون المسافة المحددة فى الحديث فهى بالفعل المسافة ما بين رئاسة الوزراء و محافظة بنى سويف موطن مرشد الجماعة فهذا يدل على أن الدنيا لا تقاس فى عقولكم إلا بمقاييس الجماعة فقط وهذا هو سبب فشلكم..أفلا تفهمون؟!!

 

بدلا من أن نجد حلولا للمصادمات و الانحدار الاقتصادى -الذى يكاد يكون متعمد- نتحدث عن الرضاعة، بدلا من أن نوقف نزيف الدم و المال نبحث فى أسباب الاسهال!!

 

فى النهاية إذا أصر النظام – كما هو واضح حتى الآن- على استمرار هذه الحكومة أرجو منهم لإكمال المنظومة ضم الفنانة القديرة كريمة مختار لأن كثرة الاسهال يتبعها عادةً "الجفاف"!!!