

محمد هيبة
احتفالات أكتوبر كشفت زيف الإخوان
بقلم : محمد هيبة
لست أتصور أو أتخيل أو أعقل، وكذلك أى شخص عاقل يمكن أن يعقل هو أيضا أن تكون هناك جماعة أو فئة أو فصيل سياسى أو دينى معين يمكن أن يكون ضد وطنه وأمته وجيشه وشعبه إلى هذا الحد الذى يجعل هذا الفصيل يتجمع وينزل الشوارع والميادين فى مسيرات وتظاهرات مسلحة ليفسد فرحة الشعب والجيش بذكرى 04 عاما على انتصارات أكتوبر المجيدة.. تلك الذكرى الغالية التى أعادت لنا الأرض والعرض والحرية والعزة والكرامة بعد سنوات عجاف ذقنا فيها مرارة وآلام الهزيمة والانكسار.
إلى هذا الحد هان على هذا الفصيل وتحالفهم الغبى غير الشرعى مصريتهم ووطنيتهم وقرروا النزول والتجمع بإصرار أحمق على الدخول إلى ميدان التحرير بدعوى كاذبة من أن انتصار أكتوبر هو انتصار لكل المصريين وأن من حقهم الاحتفال به أيضا كبقية المصريين.. إصرار بدرجة كبيرة من التبجح على الدخول بأى ثمن وأى طريقة حتى ولو دفعوا ثمن ذلك أرواح 35 مصريا.. ودماء أكثر من ثلاثمائة شخص.. وأن يدخل هذا الفصيل حرب شوارع مع الأهالى واللجان الشعبية فى الشوارع والميادين التى مرت بها هذه التظاهرات التى قامت بطردهم شر طردة من هذه الميادين وهذه الشوارع خاصة فى الدقى وقصر العينى والمنيل والمهندسين. وأخيرا ميدان رمسيس الذى شهد سقوط أكبر عدد من القتلى والمصابين كالعادة.. والسؤال الذى يطرح نفسه بشدة: هل صحيح أنتم فعلا مصريون تحملون الجنسية المصرية؟. وأيضا إذا كنتم كذلك فلماذا تتظاهرون، وضد من.. ولصالح من.. وما الهدف والفائدة التى تعود عليكم من بث حالة العنف والفوضى وعدم والاستقرار فى البلد.. والتى لن تجدى لأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء إطلاقا.. وهو ما يعنى أن دولتكم زالت.. ورئيسكم أصبح «ماضى» فى خبر كان.
إن المشكلة الأساسية أننا أصبحنا فعلا أمام فصيل سياسى خائن بكل المقاييس وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان.. خائن للوطن.. خائن للدولة.. خائن للشعب..خائن لجيش هذا الشعب درعه وسيفه وحامى حماه.. هذا الجيش الذى آل على نفسه هو وقادته أن يحمى هذا الوطن فى الداخل والخارج.. وأن ينقذ الدولة المصرية من براثن العمالة والخيانة والبيع الذى كان يخطط له هذا الفصيل.. فقد كان هذا الفصيل يرى أن الجماعة عنده مقدمة على الشعب.. وأن التنظيم أولى وأعلى من الدولة والوطن.. وأن الأرض الغالية التى دفعنا فيها دماء وأرواح المصريين ثمنا لاستردادها لا تساوى شيئا سوى حفنة دولارات فقام رئيسهم بالتنازل عنها تارة للسودان.. وتارة لحماس.. وتارة أخرى ببيع نهر النيل لإثيوبيا.. وكان يمكن أن نصحو فى يوم نرى فيه آثارنا قد بيعت هى الأخرى.. وشعبنا أصبح ضيفا فى وطنه.
إن الإخوان فى العام الذى استولوا فيه على حكم مصر.. أفسدوا فى الحياة السياسية أيما إفساد.. فهم ليسوا فقط خونة ولكنهم أيضا مفسدون ومجرمون إلى حد كبير.. ثم الأغرب من ذلك أن يخرج أحد وعلى أعلى مستوى داخل الدولة المصرية ليطالب بالمصالحة معهم.. وإنه من غير المنطقى إقصاؤهم فى الوقت الذى كانوا هم الذين بدأوا الإقصاء الكامل لكل الفئات والتيارات السياسية الأخرى عندما كانوا فى الحكم.
إن أخطر ما سوف نعانى منه مستقبلا ليس محاربة إرهاب الإخوان ولكن أن نقوم بمسح آثار غسيل المخ الذى قاموا به فى عقول العديد من الشباب وأيضا من المهمشين ومن التابعين لدرجة أننى شخصيا أسمع كلاما غريبا دفاعا عنهم وعن موقفهم لا يمكن أن يصدقه عقل.. ولا يمكن أن يصدر هذا الكلام عن مصرى وطنى يحب بلده ويعتز بمصريته.. فالأحاديث والحوارات مع المغيبين التابعين للإخوان يكشف عن مدى خواء فكرى استغله الإخوان والتيارات الدينية لمثل هذا الخواء بأى كلام فارغ.. فتارة يرد على أحد دراويش الإخوان: «وإيه يعنى لما مرسى يرسل سولار وبنزين ومؤنا أخرى لإخواننا فى غزة.. إيه يعنى لما الدنيا تظلم عندنا شوية علشان تنور لإخواننا فى غزة». ومغيب آخر يرد وكأنه شخص مختل عقليا.. أتحدث معه فى هل يجوز أن يبيع أى رئيس أو يتنازل عن أى قطعة فى أرض مصر؟!.. فيرد هذا المختل: «وإيه يعنى لما نبيع حلايب وشلاتين هو احنا كنا بنعمل بيها إيه، إيه يعنى لما يتنازل عن حقه فى سيناء ما هى صحراء مالهاش لازمة علشان تقام الدولة الفلسطينية».. وهكذا.
لكن أخطر ما سمعته وأهديه فى بلاغ إلى وزير التربية والتعليم هو ما سمعته عن مدرس بإحدى المدارس الابتدائية والإعدادية فى فيصل والذى يقوم بالتدريس هناك.. وهو مدرس إخوانى يتحدث مع الطالبات ويبث أكاذيب ومعلومات مغلوطة من شأنها أن تبث الفتن ويقول لهم إن قائد حرب أكتوبر كان عميلا صهيونيا.. وإن جيش مصر طول عمره جيش خائن.. وأنه رابعاوى ويفتخر بذلك» وعندما علم أهالى الطالبات بذلك.. ذهبوا لمديرة المدرسة فوعدتهم بالتصرف.دون أن تفعل شيئا.. هذا السلوك المشين من مدرس يشكل وجدان الطلبة والتلاميذ لايمكن أن يترك بلا رابط أو ضابط.. ومثل هذه الحالة هناك حالات أخرى كثيرة فى مدارس عديدة.. ومدارس تتبع الإخوان ومدارس يملكها الإخوان أنفسهم، فهم لم يكتفوا بما فعلوا بمصر وفى مصر ولكنهم يخربون أفكار أجيال قادمة هى مستقبل مصر.
عموما.. فما فعله الإخوان فى يوم 6 أكتوبر وفى الاحتفال بذكرى مرور 04 عاما على الانتصار الكبير لم يفسد فرحتنا ولا احتفالاتنا فى كل ميادين مصر ومحافظاتها.. ولكن تبقى كلمة إلى حكومة الببلاوى: إلى متى ستتركون الحبل على الغارب إلى هذا الحد.. هل ستتركون المسيرات والتظاهرات الإخوانية تنزل كل يوم جمعة.. لتهدد استقرار المصريين.. هل تستمتعون بمشاهد الدم وسقوط القتلى كل يوم جمعة.. هل تستمتعون بالقلق والتوتر والعنف والمصادمات التى تجتاح الجامعات.. أم ماذا.. إلى متى ستظل وتستمر هذه الفوضى.. إلى متى سيظل الناس غير آمنين على أنفسهم وعلى أولادهم من النزول إلى الشوارع والميادين.. إلى متى ستظل هذه المشاهد تصدر إلى العالم على أن مصر تعيش وترتع فى الفوضى والعنف وإراقة الدم؟
يا د.ببلاوى إذا كانت حكومتك قادرة على وقف هذه الفوضى وهذا النزيف المستمر فى الدماء والأرواح فعليك أن تمسك بزمام الأمور بقبضة حديدية لا تهاون فيها ولا تستمع إلى أية ضغوط من الخارج أو الداخل تحت أى دعاوى وأية مسميات فأنت تملك سلاح الطوارئ الذى يعطيك الحق فى استعمال القوة والحزم أمام كل هذه التوترات.. وإذا كنت لا تستطيع فلتفسح المجال لغيرك يقود الوزارة.. ورأيى أن هذه الحكومة كان يجب أن تكون حكومة أقرب إلى حكومة الحرب أمنية عسكرية تستطيع أن تفرض الأمن والاستقرار داخل البلاد.. لكن الاستمرار بهذا الشكل وهذا المنوال أمر يهدد فعلا مستقبل البلاد.. ولا حول ولاقوة إلا بالله.