عاجل
الأربعاء 5 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
جماعة الأمر بالحجاب

جماعة الأمر بالحجاب

بقلم : أسامة سلامة



ليس مصادفة أن يتم قص شعر فتاة وسيدة قبطية فى المترو خلال أيام قليلة.. تكرار الواقعة وراءه قصد ونية وغرض وهدف.

رسالة تهديد واضحة، وإظهار «العين الحمرا» لمن لا ترتدى الحجاب - مسيحية كانت أم مسلمة - ولهذا أتوقع مزيدا من حالات الاعتداء، والتعرض لغير المحجبات.. ليس فى المترو فقط، ولكن فى أماكن أخرى.

المحاضر التى حررتها الفتاة والسيدة تقول إن مشادة بسيطة، تحدث كل يوم عدة مرات نتيجة الزحام، لكن طرفيها فى هاتين المرتين كانتا: منتقبة وأخرى غير محجبة «لا أحب استخدام كلمة سافرة».

فى الحالة الأولى فوجئت فتاة فى الصف الأول الإعدادى عقب نزولها من عربة المترو بشعرها يسقط بعد أن تم قصه دون أن تشعر، وأدركت أن المنتقبة التى كانت خلفها انتقمت منها.. وفى الحالة الثانية قامت منتقبتان بقص شعر السيدة المسيحية على مرأى من الراكبات.. ثم دفعتاها خارج العربة ما أدى إلى كسر ذراعها!

أخشى أن يكون ما حدث ليس حالات فردية، إنما وراءه تنظيم يخطط ويدبر.. لا أريد أن أتسرع وألقى الاتهامات جزافا.. ولكن أحداث الواقعتين تؤديان إلى هذا الاحتمال.

مثلا: لماذا تحمل المنتقبات مقصات معهن رغم أنه ليس من أدوات الدفاع عن النفس!! وهل المصادفة وراء التفكير الموحد بقص الشعر أم أن هناك من يخطط ويدبر ويعطى الأوامر بالتنفيذ؟!

لا تنس ما قامت به مدرسة الأقصر المنتقبة التى قصت شعر طفلتين تدرسان بالصف السادس الابتدائى، عندما لم تنصاعا لأمرها بالحجاب.. وكان عقاب المدرسة، فقط، نقلها إلى عمل إدارى، وشهر حبس مع إيقاف التنفيذ!.. وهو عقاب بسيط لايتناسب والأضرار النفسية للطفلتين.

إذن هناك رسالة للسيدات عموما بأنه لن نترككن بلا حجاب!.. يبدأ الأمر بالترويع يتبعه الإجبار على ارتداء الحجاب!، لن تنلن حريتكن فى الاختيار!.. إما الحجاب أو النقاب، وما عدا ذلك ممنوع!

المرأة القبطية قد يدفعها هذا الترويع إلى الهجرة، أما المسلمة فليس أمامها إلا الاستجابة للخوف! الحجاب أو عدم الخروج من البيت؟!

قد يرى البعض أننى أبالغ.. وأننى مصاب بفوبيا التيارات المتأسلمة، لكنى أحاول أن أستشرف ما قد يحدث فى المستقبل، فمن كان يظن أن يقوم أشخاص ينتمون لجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالسويس بقتل شاب لأنه قاومهم ورفض الانصياع لهم عندما رأوه مع خطيبته بإحدى الحدائق.. ومن كان يتصور أن يأتى يوم يفتى فيه شخص «ولا أقول شيخ» بهدم أبو الهول والأهرامات لأنها أصنام.

ومن كان يتوقع أن يرى أحدهم فى المشاهد الغرامية فى السينما زنى بجانب الذين يروجون لفتوى أن الأقباط كفار، ولا يجب تهنئتهم فى مناسباتهم.. وآخرها تحريم تهنئتهم بانتخاب البابا وعدم جواز حضور مراسم تنصيبه.

لقد أصبحنا نرى ونسمع من يطالب بزواج الفتاة الصغيرة متى وصلت إلى سن التاسعة، وأن من يرفض ذلك الأمر غير الإنسانى خارج عن شرع الله.

هؤلاء يرون فى كل امرأة وفتاة مهما صغرت فتنة يجب تغطيتها وحبسها إن أمكن، ولهذا أعتقد أن تنظيم المترو للمنتقبات سيزداد خلال الأيام المقبلة و سواء كان هناك من يخطط له أم أنه عشوائى فإن حوادث قص شعر غير المحجبات ستستمر والتحرش بهن سيزداد مادام هناك من ينظر إلى كل غير محجبة على أنها خاطئة وآثمة.. وأن أقل عقاب لهن إذا لم يتحجبن هو قص الشعر.. والذنب بالطبع عليها.. فقد أعذر من أنذر!

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز