عاجل
الأربعاء 5 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
التعديل الوزاري.. ثقوب في الثوب الآسود

التعديل الوزاري.. ثقوب في الثوب الآسود

بقلم : محمد هيبة
لم يكن أحد يتوقع أن يخرج التعديل الوزارى المحدود الذى قام به د. هشام قنديل لترقيع حكومته الميمونة بأى نتيجة إيجابية ملموسة تحقق الهدف من هذا التعديل، الذى هو فى الأساس يجب أن يصب فى مصلحة المواطن البسيط الذى يصارع من أجل لقمة عيشه.. ويحارب ويجاهد الأوضاع الاقتصادية المتردية والتى تصب فى عدم الاستقرار وارتفاع معدلات البطالة.. وأيضا الارتفاع الرهيب فى الأسعار لدرجة لا تستطيع أن تلاحقه أى زيادة أو علاوات وهمية فى المرتبات وغيرها.
 
المثل القائل «تمخض الجبل فولد فأرا».. هو أصدق مثل ينطبق على تعديلات قنديل الذى أثبت وأكد فشله التام فى اختياراته التى تنم عن عدم وجود رؤية محددة وواضحة لأهداف واستراتيجيات الحكومة فى المرحلة المقبلة، وكذلك غياب الخطط الطويلة لحكومة تتعامل مع الموقف السياسى وكأنها حكومة مؤقتة ومازالت، وتكونالنتيجة المؤكدة السير من فشل إلى فشل.. ومن سيئ إلى أسوأ.. ويقول قائل ولماذا تحكمون على وزراء جدد بالفشل مع أنهم لم يبدأوا خططهم ورؤيتهم بعد.
 
الحقيقة أن الرد على هذا الكلام يكمن فى مبدأ محدد.. وهو أن المقدمات الجيدة تعطى نتائج جيدة.. والمقدمات السيئة تعطى نتائج سيئة وأسوأ مما نتوقع.. وهذا هو حال اختيارات قنديل فى التعديلات المحدودة التى أجراها.. والتى أعتقد أن رئيس الوزراء اضطر لها لعدم وجود من يقبل هذه المهمة فى هذا الموقف الحرج وأيضا لوجود مخطط للتمكين الحزبى والسياسى للجماعة قبل الانتخابات البرلمانية.
 
والدليل على ما أقول أن مثلا وزراء المجموعة الاقتصادية يثيرون اللغط والعجب والدهشة والاندهاش فى نفس الوقت.. فمثلا جاء التعديل بالدكتور عمرو دراج - وزيرا للتخطيط - وهو أستاذ فى كلية الهندسة ويبدو أن د. قنديل نفسه لا يعرف الفرق مثلا ما بين التخطيط الاقتصادى والتخطيط العمرانى، ويبدو أن كله تخطيط ومفيش فرق.. كذلك اختيار وزير الاستثمار والذى كان يعمل مدير تسويق بإحدى شركات المحمول هو تحول فى تكنيك الاستثمار بمصر بجذب الاستثمارات عن طريق عروض الموبايل برسائل الـ SMS التى تعطى جوائز مجانية ونقاطا للمستثمرين إذا جاءوا بفلوسهم للاستثمار فى مصر.
 
أما الكارثة المفزعة فكانت فى اختيار وزير الثقافة الذى كانت كل مؤهلاته أنه أستاذ مونتاج فى أكاديمية الفنون، ورجل من رجال الإخوان.. وكل هذه مؤهلات لرجل مسئول عليه أن يقود الثقافة المصرية فى وقت صعب للغاية يتخبط فيه كل شىء، والغريب والأغرب أن الرجل عليه علامات وأقاويل شائكة وسيديهات خرجت للنور بقدرة قادر بعد تولى الوزارة.. وهى تؤكد أنه لا تحريات تمت ولا مراجعات للسير الذاتية للمرشحين للوزارات تمت وكله ماشى.. سمك لبن تمر هندى.. وهذا الكلام إن صح فإن هذه الوزارة ستكون من أسوأ الوزارات فىتاريخ مصر لأنها ضمت وزير التحرش الجنسى وكذلك وزير السيديهات الجنسية!
 
أيضا نحن لم نكن مع استمرار وزير الآثار السابق د. محمد إبراهيم نظرا لوقوفه ساكنا أمام تعديات الآثار ودخلنا فى حملة لكشف ما يحدث بالاتفاق مع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى وهذه الحملة أطاحت بالرجل من منصبه، لكن أن يكون البديل هو وزير آثار إخوانى قلبا وقالبا.. يثير علامات التساؤل حول مهمته فى المرحلة المقبلة وتمرير سياسات التأجير والبيع والانتفاع بالآثار المصرية لأنها فى النهاية أصنام.. مش كده والا إيه!
 
∎هذه ملامح بسيطة ومؤشر لما جاءت به التعديلات الوزارية الأخيرة لهشام قنديل، والتى تؤكد أنه أساسا هو الذى يحتاج إلى تغيير وتعديل جذرى.. والحقيقة أننى قد ألتمس العذر لهشام قنديل على هذه الاختيارات لأنه واجه رفضين كلاهما مر.. الرفض الأول جاء من رفض بعض الوزراء السابقين للاستمرار فى الوزارة.. والرفض الثانى وهو الأكيد رفض العديد من الشخصيات التكنوقراط للمشاركة فى الحكومة، وهو ما اعترف به مؤخرا لقناة العربية، وهو أيضا ما أخرَّ إعلان التعديل الوزارى إلى ثلاثة أسابيع حتى يجد د. قنديل من يوافق على هذه المهمة الشائكة فى هذا الوقت القاتل.
 
حقيقة نحن لا نريد زيادة الأمر تشاؤما وإحباطا يضاف إلى إحباطاتنا المستمرة، نحن نريد للبلد أن يستقر وأن يتحسن الاقتصاد وأن يشعر المواطن بأن هناك دولة ورئيسا وحكومة يعملون جميعا من أجله.. وإلى أن يحدث هذا فلا عزاء للمواطن المصرى.
 
∎بعد سلسلة الاستقالات المدوية من هيئة المساعدين والمستشارين لرئاسة الجمهورية.. تفتق ذهن المسئولين فى الرئاسة عن تشكيل هيئة قانونية ودستورية للرئيس مهمتها الأساسية مراجعة ودراسة القرارات والقوانين التى يصدرها الرئيس أو تعرض عليه حتى يتم تلافى أوجه العوار والقصور فى هذه القوانين.. ومع احترامناالشديد لكل الأسماء التى تشكلت منها الهيئة الاستشارية لم نجد فيها أى قامات قانونية أو دستورية معروفة مع أن مصر مليئة بهذه القامات.. اللهم إلا إذا كان محلل قوانين ودساتير الإخوان هو أحد هذه القامات.. اللهم إلا إذا كان محامى الإخوان عمال على بطال أحد هذه القامات.. والحدق يفهم.. وعموما.. هذه الهيئة ستلحق باللى قبلها.. وقريبا ستصيبها حمى الاستقالات والقفز من السفينة.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز