بقلم
أسامة سلامة
صحافة الثور الأحمر
12:00 ص - الأربعاء 24 أكتوبر 2012
بقلم : أسامة سلامة
على طريقة «اضرب المربوط يخاف السايب» يتعامل الإخوان المسلمون مع الإعلام.. والمربوط هنا هو الصحافة القومية وتليفزيون الدولة.. يعين مجلس الشورى رؤساء تحرير ثم يعزل من يشاء منهم.. يحدد من يظهر على قنواته.. ويمنع أى نقد يوجه للرئيس وجماعته.
الزميل جمال عبدالرحيم نموذج لضرب «المربوط»، فلو كان يعمل بالصحافة الخاصة «السايبة» لما جرؤ صاحب الجريدة أن يعزله بهذا الأسلوب.
هناك عقاب لمن يخرج عن الخط.. وقد حدث هذا عندما تم إيقاف قناة الفراعين - «والتى لا أتفق مع ما تبثه» - دون اتخاذ الإجراءات القانونية الصحيحة، وهو الأمر الذى أوقفته محكمة القضاء الإدارى منذ أيام وسمحت بعودة القناة لحين الفصل فى الدعوى المقامة ضدها.
هذا الأسلوب يقول لنا: «أفعل ما أشاء ولتذهب القوانين إلى الجحيم».
ومن هنا يجب على الصحفيين أن يكونوا على قلب واحد فى مواجهة أى عدوان على الصحافة، وخاصة أن عدم وقوف الجماعة الصحفية صفا واحدا من أجل قضايا الحريات وانقسامها على نفسها وخلافات مجلس النقابة، أدت إلى وضع مزيد من القيود على الحريات العامة وعلى الإعلام فى مسودة الدستور الجديد.. والنصوص التى انتهت إليها لجنة الصياغة تؤكد أن وضع الصحافة سيكون أسوأ بكثير من وضعها فى دستور .1971 مثلا، وبعد أن تم إلغاء عقوبة تعطيل الصحف منذ سنوات وفى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، عادت من جديد لتطل علينا فى مسودة الدستور الجديد، كما عادت عقوبة إلغاء الصحف والتى انتهت منذ صدور دستور .1923
والأخطر الإبقاء على عقوبة الحبس فى جرائم النشر بدعوى عدم التمييز بين المواطنين، وهو ما ينذر بحبس عدد غير قليل من الصحفيين إذا ما تجرأوا على مهاجمة الجماعة ومعارضة الرئيس، فى ظل التربص الموجود حاليا بالصحافة والإعلاميين.. ولأن المطلوب هو تحجيم دور الصحافة القومية، فقد تجاهل أعضاء «تأسيسية الدستور» مطالب الصحفيين الخاصة بأن «تكفل الدولة استقلال الصحافة ووسائل الإعلام المملوكة لها عن كل السلطات والأحزاب»، لتكون ساحة للحوار بين كل التيارات والأحزاب» وهو النص الذى أعده المجلس الأعلى للصحافة ضمن حزمة من المواد الأخرى التى تكفل حرية الصحافة، ولكن تم تجاهل معظمها فى مسودة الدستور ومنها هذا النص، بما يعنى بقاء الصحافة القومية فى قبضة مجلس الشورى،قد لا تهتم الصحف والقنوات الفضائية الخاصة بما يحدث للصحف القومية، وقد يقول بعض القائمين عليها: «وأنا مالى»، لقد حصلت هذه الصحف على دعم مالى من الدولة وتم توجيه إعلانات الحكومة والوزارات لها فى عهود سابقة،وبينما كنا نحن نعارض النظام السابق ونعانى من بطشه وجبروته كانت هذه الصحف تسبح بحمده.. ولكنى أذكر هؤلاء والجماعة الصحفية كلها بحكاية الثور الأحمر الذى شاهد الأسد يأكل الثور الأبيض ولم يحاول إنقاذه ظنا منه أنه سينجو بمفرده، وعندما جاء الدور عليه عرف الحقيقة وصرخ: «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»، ولهذا فإن الجماعة الصحفية ومعها المفكرون ودعاة الدولة المدنية ومنظمات المجتمع المدنى مطالبة بموقف حاسم وحازم من أجل حرية الصحافة ولوقف مهزلة الدستور الذى يعيدنا إلى الوراء ويقيد حريتنا ويعرقل قيام الصحافة بدورها، وليس المطلوب فقط إسقاط قوانين الحبس ومواد تعطيل وإلغاء الصحف، ولكن أيضا استقلال الصحافة القومية.. حتى لا يحدث للجميع ما حدث للثور الأحمر.
تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز