عاجل
السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
طموحاتي في رمضان

طموحاتي في رمضان

بقلم : رؤوف عبيد

لا أعلم عامًا استقبلت فيه شهر رمضان مثل هذا العام، فهو يعد لي طوق نجاة، فالحياة امتلأت بالهموم، ولكن مع رمضان تختلف الحياة، فهو يعيد إلى أذهاننا ذكريات جميلة، عشناها في الصغر، وكذا في الكبر، واليوم أسال نفسي، ما الذي يريده مني هذا الشهر الكريم؟، وماذا أريد منه؟، والحقيقة أننا في حاجة إليه أكثر من حاجته إلينا، لذلك وضعت خطة طموح أود تنفيذها في هذا الشهر الكريم أكتبها في مقالتي هذه لعلى أرجع إليها خلال الشهر الكريم.



 

أولها هو الاعتذار والمسامحة، فأنا نويت الاعتذار لكل من يعرفني وأعرفه عن إساءتي إليه عن قصد أو بدون قصد، وهأنا أتقدم للجميع بالاعتذار عما بدر مني، وكذا المسامحة، فأنا مسامح كل من أساء إليّ، فعلى الرغم من صعوبة ما أقول وشدتها على النفس، إلا أنني استحضرت قواي لأكتبها وأنويها فعليًا.

 

ثانيًا، التركيز على فهم وتدبر القرآن أكثر من التركيز على القراءة فهذا أعمق، فليس المهم كثرة القراءة، ولكن الأهم تدبر القرآن، فهو مفتاح للعلم والمعرفة، وبه يزداد الإيمان في القلب، وكلما ازداد العبد تأملًا فيه ازداد علمًا وعملًا وبصيرة، فقد أنكر الله على الكفار عدم فهمهم القرآن في قوله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا..)، فالاستشعار بأن القرآن كلام الله تعالى، وأنه رسائل أرسلها الله إلى عباده لهدايتهم هو أفضل السبل التي فيها نفعهم في الدنيا والآخرة.

 

فمعرفة أن القرآن لا تنقضي عجائبه أمر مهم، فلا يقتصر على ما ورد في تفسير الآية، بل يعمل على الفكر والنظر والتأمل في الآيات ودلالتها، وبهذا نفهم الآية على أوسع معانيها التي تدل عليها، ولا تقتصر الآية على معنى واحد من المعاني، فالآية تفهم على معانٍ كثيرة لا تعارض بينها، فمعرفة سبب النزول يفيدنا في فهم الآية، لكنه لا يعني قصر مفهوم الآية على ما ورد في سبب النزول، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فقد تحمل الآية على الكثير من المعاني الحقيقية التي تفهم من الآية، ويسمح بها التركيب، إذا لميكن هناك تعارض بين هذه المعاني.

 

 وذلك يأتي من تكرار الآية وترديدها، فذلك له أثر عظيم في حضور القلب واستحضار الآيات والتأثُّر بها، ففي التكرار تقرير للمعاني في النفس، وتثبيت لها في الصدر، وسكينة وطمأنينة للقلب.

 

ثالثًا نويت الصيام الحقيقي الذي يرتقي فيه الصوم من صيام الأعضاء إلى صيام الجوارح والقلب، وطرد كل الأفكار السيئة وأمراض القلب التي تسيطر عليه، منها مثلًا الحقد والحسد والغيرة والتركيز على عيوب الآخرين، وغيرها من أمراض القلوب، التي لا يخلو أحد منها، فقد صمنا كثيرًا عن الطعام والشراب، وآن الأوان أن تصوم الجوارح.

 رابعًا، نويت أن أقلل ساعات الجلوس على مواقع التواصل الاجتماعي، واختيار أوقات لا تتم فيها العبادة، على سبيل المثال بعد الطعام مباشرة فهو وقت لا يقدر فيه الجسد على العبادة.

خامسًا، التصدق يوميًا فقد نخرج الصدقة في أحد أيام رمضان، ولكن الأفضل أن نتصدق يوميًا ولو بالقليل.

هذه خطة صغيرة أطمح في تنفيذها في هذا الشهر الكريم، أسال الله أن يعينني عليها وهكذا أنتم، وكل عام أنتم بخير.

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز