عمرو جوهر
مناطق أميريكية آمنة "غير آمنة" في سوريا
بقلم : عمرو جوهر
حتى أكون صادما من البداية أحب التاكيد ان المنطقة الآمنه التي تقترحها أمريكا في سورية، ليست أمنه على العسكريين الأمريكيين أنفسهم والمتواجدين داخل سوريا حيث يقدر عددهم بنحو ٥٠٠ فرد فقط، ومهمتهم ليست القتال بقدر ما هى جمع المعلومات.
تحدث اليوم الرئيس الاميريكي دونالد ترامب مع نظيرة الروسي فيلادمير بوتن بشأن إرسال المزيد من القوات الأميريكية لسوريا لفرض المنطقة الأمنية التى اقترحها ترامب بعد توليه مناصب الرئاسة في يناير الماضي، وهو الامر الذي لم يجد معارضه روسيا.
بعيدا عن الحديث الذي دار بين ترامب وبوتين، هل مستعدة امريكا فعلا للاستثمار في هذا الامر، وليس لديها الصير والجلد والرغبة والتجهيز لمثل هذا الامر، كل المؤشرات تقول ان امريكا لديها النية لهذا الامر، لكن الاستعدادات وحجم القوات المشارك يبدو هزلى في هذه المرحلة.
وحتى نفهم الامر بشكل اكبر سوف اقتبس من كلمات الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم الجيش الاميريكي في العراق، حيث قال بشكل مباشر في حديثة لمجلة "واشنطن ايكسامنر" الأميركية ان :"القوات الأميركية الموجودة فى سوريا غير مستعدة لإطلاق نار، وقد يكون من الصعب ادخالها في تبادل لإطلاق النار".
واضاف دوريان ان "الولايات المتحدة لديها عدد قليل من القوات فى سوريا، اى حوالى 500 جندى، ولا يكاد يكون كافيا لتنفيذ المناطق الامنة"
وقال دوريان: "لن أتكهن بشأن ما يمكن أن نفعله، وأعتقد أن ما سنفعله الآن هو أننا سنواصل مراقبة ما يحدث في المنطقة والإبلاغ عنه".
ما اثار انتباهى في حديث المتحدث باسم الجيش الاميريكي في العراق ان القوات الأميريكية الموجودة في سوريا تتجنب القتال، ويقتصر دورها على تقديم المشورة للحلفاء ولن يحدد من هم الحلفاء المقصودين، وبالتالي هناك الكثير من الغموض والتراجع في النبره الأميركية بشكل عام.
ويبدو أيضا ان الموضوع سوف يأخذ من الوقت الكثير لتحقيق هذه المناطق الامنه، ويبدو أيضا ان تحقيق هذه المناطق الامنه لن يكون الا بمشاركة روسيا وعلى استحياء أميريكي.
*صحفي مصرى مقيم في واشنطن