غادة نوارة
فكر الدجاج
بقلم : غادة نوارة
ظل حتى آخر لحظاته يثري الحياة الأدبية في مصر والوطن العربي، وترك لنا تراثاً أدبياً رفيعاً وثروة هائلة من الكتب والروايات والمسرحيات، وترجمت له عشرات الكتب، وبالرغم من توقف قدماه عن الحركة حيث كان على فراش المرض ينتظر الموت، إلا أن أفكاره وخواطره ووجهات نظره حيال قضايا المجتمع المختلفة لم تمت، بل العكس كانت تتدفق ليكتب لنا في آخر أيامه، كتاباً من أفضل الكتب التي تناقش معظم القضايا التي تشغل بال المجتمع في اللحظة الراهنة وهو كتاب " في الوقت الضائع " هذا الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1987 وهو نفس العام الذي توفاه الله فيه.
وفي المحطة الأخيرة في انتظار القطار الذي سينقله للعالم الآخر ناقش الأديب المصري والكاتب العبقري وأحد العلامات البارزة في حياتنا الأدبية والفكرية في العالم العربي توفيق الحكيم في هذا الكتاب الكثير من الموضوعات الهامة، بالاضافة لبعض المقالات التي نُشرت من قبل في بعض الصحف والمجلات، حيث دعا للاهتمام ببناء الانسان المصري وتنشئته التنشئة السليمة، وطالب بثورة تعليمية حيث قال أننا نعيش حالة جمود فكري، وليس لدينا الثقة في النفس ولا القوة في الإرادة ولا القدرة على التفكير بسبب نظام التعليم الذي يقوم على التلقين ولا يُنمي التفكير، وطالب بتجديد الخطاب الديني وبالرغم من أن الحكيم كتب كتابه في الوقت الضائع وهو في النزع الأخير، إلا أن الكتاب جاء خلاصة عشرات السنين من الفكر والتأمل.
وقد ناقش الحكيم في إحدى موضوعات كتابه فكر المجتمع الذي يشبه إلى حد بعيد فكر الدجاج، وتساءل هذا المفكر الذي سبقت أفكاره ورؤاه عصره .. كيف تفكر الدجاجة؟ فهي تفكر فقط في الحصول على حبة القمح القريبة منها وفي متناول منقارها ولا تفكر في أبعد من ذلك، وإن كان الحكيم انتقد تفكير المجتمع منذ عشرات السنين وطالب في كتابه بضرورة أن يُفكر المجتمع بفكر الانسان وليس بفكر الدجاج، فمازلنا نفكر بنفس أسلوب تفكير الدجاج ولا ننظر أبعد من تحت أرجلنا ولا ننظر للمستقبل ولذلك وكما هاجم الناس في الماضي مشروع بناء السد العالي لتوفير احتياجات مصر المائية، هذا السد الذي حمى مصر في أوقات كثيرة من الجفاف، وفي أوقات أخرى من الفيضان ووفر الطاقة الكهربائية، وقد اعتبر الخبراء الدوليين وقتها هذاالسد أعظم مشروع عملاق في القرن العشرين، وكما هاجموا أيضاً مشروع مترو الأنفاق .. ينتقد البعض ويهاجم المشروعات التنموية والقومية الكبرى وغيرها.
لماذا العاصمة الإدارية الجديدة وما أهميتها الآن؟ هذا المشروع الذي سينقل الوزارات والمصالح الحكومية ويقلل التكدس السكاني والزحام والتلوث، ويخلق مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب 6 مليون نسمة وتوفر فرص عمل، لماذا مشروع توسعة قناة السويس وتنمية محور قناة السويس وما الجدوى منه الآن؟ هذا الشريان الملاحي الدولي الحيوي الذي تم تنفيذه لمواكبة نمو التجارة العالمية، وتنمية هذا المحور تجارياً وسياحياً وهو أحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة لمصر حتى عام 2030، ولماذا مشروع الضبعة النووي والذي سيوفر الطاقة السلمية؟ ولماذا الانفاق في تطوير الشبكة القومية للكهرباء؟ وما أهمية تدعيم وتقوية شبكة الطرق هذه؟ 7000 كم طرق و200 كوبري تنتشر في كل محافظات مصر لتربط كل ربوع الوطن، وتشجع الاستثمار وتدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتؤدي لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة ومتكاملة بعيداً عن الوادي الضيق، وهكذا لا يتوقف الانتقاد والهجوم واللت والعجن الذي يُعطل المسيرة، فإن كان فكر الدجاج يصلح للدجاج فلا يصلح للدول وخاصة في القرن الحادي والعشرين، فالدول المتقدمة تضع الخطط الاستراتيجية طويلة المدى خطط لعشرات السنين لضمان المستقبل للأجيال القادمة، ويبقى المشروع الاسترتيجي والقومي الأهم وهو بناء وتنمية الانسان المصري ليبني المستقبل ويصنع الحضارة.
ظل حتى آخر لحظاته يثري الحياة الأدبية في مصر والوطن العربي، وترك لنا تراثاً أدبياً رفيعاً وثروة هائلة من الكتب والروايات والمسرحيات، وترجمت له عشرات الكتب، وبالرغم من توقف قدماه عن الحركة حيث كان على فراش المرض ينتظر الموت، إلا أن أفكاره وخواطره ووجهات نظره حيال قضايا المجتمع المختلفة لم تمت، بل العكس كانت تتدفق ليكتب لنا في آخر أيامه، كتاباً من أفضل الكتب التي تناقش معظم القضايا التي تشغل بال المجتمع في اللحظة الراهنة وهو كتاب " في الوقت الضائع " هذا الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1987 وهو نفس العام الذي توفاه الله فيه.
وفي المحطة الأخيرة في انتظار القطار الذي سينقله للعالم الآخر ناقش الأديب المصري والكاتب العبقري وأحد العلامات البارزة في حياتنا الأدبية والفكرية في العالم العربي توفيق الحكيم في هذا الكتاب الكثير من الموضوعات الهامة، بالاضافة لبعض المقالات التي نُشرت من قبل في بعض الصحف والمجلات، حيث دعا للاهتمام ببناء الانسان المصري وتنشئته التنشئة السليمة، وطالب بثورة تعليمية حيث قال أننا نعيش حالة جمود فكري، وليس لدينا الثقة في النفس ولا القوة في الإرادة ولا القدرة على التفكير بسبب نظام التعليم الذي يقوم على التلقين ولا يُنمي التفكير، وطالب بتجديد الخطاب الديني وبالرغم من أن الحكيم كتب كتابه في الوقت الضائع وهو في النزع الأخير، إلا أن الكتاب جاء خلاصة عشرات السنين من الفكر والتأمل.
وقد ناقش الحكيم في إحدى موضوعات كتابه فكر المجتمع الذي يشبه إلى حد بعيد فكر الدجاج، وتساءل هذا المفكر الذي سبقت أفكاره ورؤاه عصره .. كيف تفكر الدجاجة؟ فهي تفكر فقط في الحصول على حبة القمح القريبة منها وفي متناول منقارها ولا تفكر في أبعد من ذلك، وإن كان الحكيم انتقد تفكير المجتمع منذ عشرات السنين وطالب في كتابه بضرورة أن يُفكر المجتمع بفكر الانسان وليس بفكر الدجاج، فمازلنا نفكر بنفس أسلوب تفكير الدجاج ولا ننظر أبعد من تحت أرجلنا ولا ننظر للمستقبل ولذلك وكما هاجم الناس في الماضي مشروع بناء السد العالي لتوفير احتياجات مصر المائية، هذا السد الذي حمى مصر في أوقات كثيرة من الجفاف، وفي أوقات أخرى من الفيضان ووفر الطاقة الكهربائية، وقد اعتبر الخبراء الدوليين وقتها هذاالسد أعظم مشروع عملاق في القرن العشرين، وكما هاجموا أيضاً مشروع مترو الأنفاق .. ينتقد البعض ويهاجم المشروعات التنموية والقومية الكبرى وغيرها.
لماذا العاصمة الإدارية الجديدة وما أهميتها الآن؟ هذا المشروع الذي سينقل الوزارات والمصالح الحكومية ويقلل التكدس السكاني والزحام والتلوث، ويخلق مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب 6 مليون نسمة وتوفر فرص عمل، لماذا مشروع توسعة قناة السويس وتنمية محور قناة السويس وما الجدوى منه الآن؟ هذا الشريان الملاحي الدولي الحيوي الذي تم تنفيذه لمواكبة نمو التجارة العالمية، وتنمية هذا المحور تجارياً وسياحياً وهو أحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة لمصر حتى عام 2030، ولماذا مشروع الضبعة النووي والذي سيوفر الطاقة السلمية؟ ولماذا الانفاق في تطوير الشبكة القومية للكهرباء؟ وما أهمية تدعيم وتقوية شبكة الطرق هذه؟ 7000 كم طرق و200 كوبري تنتشر في كل محافظات مصر لتربط كل ربوع الوطن، وتشجع الاستثمار وتدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتؤدي لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة ومتكاملة بعيداً عن الوادي الضيق، وهكذا لا يتوقف الانتقاد والهجوم واللت والعجن الذي يُعطل المسيرة، فإن كان فكر الدجاج يصلح للدجاج فلا يصلح للدول وخاصة في القرن الحادي والعشرين، فالدول المتقدمة تضع الخطط الاستراتيجية طويلة المدى خطط لعشرات السنين لضمان المستقبل للأجيال القادمة، ويبقى المشروع الاسترتيجي والقومي الأهم وهو بناء وتنمية الانسان المصري ليبني المستقبل ويصنع الحضارة.