عاجل
الجمعة 31 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ملف و مأزق

ملف و مأزق

بقلم : سعاد عزيز

يبذل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية جهودا غير إعتيادية من أجل تخطي و تجاوز عقبتي الملف النووي و کذلك المأزق السوري الذي يزداد تورط النظام يوما بعد يوم، والحقيقة إن الملف النووي و المأزق السوري، يعتبران أکبر تحديين جديين بوجه طهران و طالما بقيا من دون حل أو معالجة فإن الخطر سيبقى محدقا بها وقد تتداعى عنها العديد من النتائج و التبعات و الآثار السلبية.



السلطات الايرانية التي تسعى حاليا وبعد إبرام الاتفاق النووي وبکل مابوسعها من أجل الدفع بإتجاه إنهاء قضية الشکوك الدولية من الجانب العسکري للمشروع النووي الايراني، وتسعى لتفنيد و تکذيب کل المعلومات و الادلة المختلفة التي تم تقديمها بهذا الاتجاه، وهي بذلك تحاول أن تخطو خطوات من أجل حسم قضية الجانب العسکري في الملف النووي، رغم إن الادلة و المٶشرات و الشواهد کلها لاتبعث أبدا على الاطمئنان بشأن مزاعم هذه السلطات خصوصا وإنها قد مارست الکذب و الخداع و التضليل لمرات کثيرة و لايستغرب أو يستبعد أن تقوم بذلك حاليا و مستقبلا بل وإن الذي يجب عدم توقعه و إنتظاره هو أن يکف هذا النظام عن الخداع و الکذب و التضليل فيما يتعلق بملفه النووي کما إن هناك أيضا شواهد و مٶشرات على ماتبذله طهران سرا من أجل الحصول على معدات و أجهزة من أجل مواصلة برنامجها النووي حتى بعد الاتفاق و التي کانت من ضمنها ماقد أعلن عنه مسٶول ألماني رفيع المستوى خلال العام الماضي من إن السلطات الالمانية قد ضبطت أجهزة و معدات تستخدم في المجال النووي وهي في طور الارسال الى إيران سرا.

أما فيما يتعلق بالملف السوري، فإنه وبعد الاتفاق الروسي ـ الترکي و التهميش الواضح للدور الايراني قياسا الى حجمه في هذا البلد منذ عام 2011، فإن طهران تحاول ومن خلال العبث بالحالة الهشة أساسا لهذا الاتفاق، التصيد في المياه العکرة و الالتفاف على هذا الاتفاق و حتى إفشاله بما يتيح لها مستقبلا دورا يتناسب مع کل الذي قامت و تقوم به في سوريا، لکن من الواضح إن لا روسيا و لاترکيا و لاحتى المعارضة السورية يرتاحون للدور الايراني، فهو مبعث قلق و توجس للجميع خصوصا وإن أهدافه بعيدة المدى تدميرية ولاسيما من حيث التأثير السلبي على الامن الاجتماعي للشعب السوري و التلاعب بديموغرافيته، ولهذا فإن المرجح هو إن الدور الايراني سيشهد المزيد من التراجع و لايمکنه اللعب و العبث أکثر من ذلك خصوصا وإنه لم يعد في وضع يتيح له ذلك کما کان حاله في السابق.

هذا المسعى الايراني و بالاتجاهين، هو مسعى في الحقيقة و الواقع من أجل إنقاذ النظام برمته، ذلك إن کاهل النظام لم يعد بإمکانه تحمل المزيد من ضغط و ثقل هذين الملفين لإنه يٶثر في نفس الوقت على نشاطاته و تحرکاته على مستوى المنطقة و العالم أيضا، وعلى الرغم من إن ليس هنالك مايٶکد نجاح طهران في مهمتها هذه، إلا إنه ومع ذلك يجب على دول المنطقة الحذر من هذا المسعى و العمل على إفشاله و بيان حقيقة الامر بما يکشف هذا النظام و يميط اللثام عن مآربه و نواياه المشبوهة

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز