عاجل
الإثنين 10 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قداس عيد القيامة.. فرصة جديدة للرئيس

قداس عيد القيامة.. فرصة جديدة للرئيس

بقلم : أسامة سلامة

 



حسنا فعلت الكنيسة عندما وجهت دعوة للرئيس محمد مرسى لحضور احتفالاتها بعيد القيامة.. ولكن هل ينتهز الرئيس الفرصة هذه المرة، أم يضيعها كما أضاع فرصة حضور تنصيب البابا تواضروس.حقيقة لم يحضر أى رئيس مصرى سابق قداسات الأعياد المسيحية، وكانوا ينيبون عنهم مسئولين بالدولة.ولكن الظروف الحالية التى تمر بها البلاد تحتاج حضور الرئيس للقداس لأن حضوره يحمل عدة رسائل مهمة.أولاً: الأقباط فى مصر منزعجون ومتوجسون.. وطمأنتهم واجبة على الرئيس وإخوانه.. وذهابه إلى الكاتدرائية فى مناسبة دينية يعنى أن هناك أفكاراً مغايرة فى مؤسسة الرئاسة بعيدة عن الفتاوى المتشددة التى تحرم تهنئة الأقباط بأعيادهم.

ثانياً: إننا لم ندخل بعد فى طريق الدولة الدينية.. وأن الرئيس لا يخضع لبعض الجماعات والتيارات السلفية التى تطالبه بعدم حضور القداس إلا بعد أن يستفتى رجال الدين ويستطلع آراءهم أما إذا استجاب لهذه التيارات فهذا يعنى أننا أصبحنا بالفعل دولة دينية لا يستطيع فيها الرئيس اتخاذ قرار إلا بعد موافقة رجال الدين.

ثالثاً: إن د. مرسى رئيس لكل المصريين.. وأن الأقباط لهم حقوق على الرئيس فى الاحتفال معهم بأعيادهم.. وهو أمر لا يدخل فى الجانب العقائدى أو ممارسة الطقس الدينى.. وإنما تطبيق حقيقى للوحدة الوطنية ومبدأ المواطنة.. وأن الأمر لا يقتصر على الشعارات الجوفاء التى أصابت المواطنين بالإحباط من كثرة ترديدها دون أن يكون لها مردود على أرض الواقع.

رابعاً: إن الحوادث المؤلمة التى وقعت للمسيحيين المصريين ستكون محل اهتمام الرئاسة مهما كان انتماء الفاعل والمعتدى.. وإذا كان هؤلاء يكفرون الأقباط فإن الرئيس يحضر احتفالاتهم الدينية وإن حضوره بمثابة تعزية خاصة فى الضحايا الذين وقعوا نتيجة أحداث العنف الأخيرة.حقيقة إن حضور الرئيس القداس ليس كافياً وحده لطمأنة الأقباط، ولابد أن تتبعه خطوات أخرى.. ولكنه خطوة مهمة على الطريق.. لقد أضاع د. مرسى من قبل فرصة حضور مراسم تنصيب البابا الجديد وكان صحيحاً أن الرئيس جمال عبدالناصر لم يحضر تنصيب البابا كيرلس السادس ولا الرئيس السادات تنصيب البابا شنودة.. ولكن د. مرسى بحضوره كان سيقدم نموذجاً عصريا لأول رئيس مصرى منتخب ذهب للأقباط الذين لم يعطوه أصواتهم ولكنه بانتخابه ووصوله إلى كرسى الرئاسة أصبح رئيساً للجميع، من وقف معه ومن صوت ضده.. ولكنه استجاب لمن نصحوه بعدم الحضور.. وضاعت الفرصة وأهدرت معها رسالة مهمة فى حينها.. الآن جاءت فرصة جديدة وعلى الرئيس انتهازها.. فهو يعلم أن هناك هجرات قبطية يختلف فى عددها، البعض يبالغ ويزيد من حجمها، والبعض يحاول أن يخفف منها ويقول إنها مازالت فى سياقها الطبيعى مثلما كانت قبل الثورة.. وفى كل الأحوال فإنه يجب الانتباه لمخاوف الأقباط التى تدفعهم للحديث عن  ترك بلدهم والبحث عن وطن بديل.. ومهما كانت الأعداد، سواء صغيرة أو كبيرة فيجب مواجهة هذه الظاهرة، والأهم أن يشعر المسيحى أن له جميع الحقوق وأن الدولة تحميه وأن فتاوى التطرف والتشدد والتكفير.. لا تصدر إلا عن قلة وأن الرئيس يرفضها والدليل أنه حضر قداس العيد وليس أى عيد ولكنه عيد القيامة بالتحديد.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز