الرئيس العراقي يقاضي السوداني بسبب تأخر رواتب الموظفين في إقليم كردستان

رفع الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، اليوم الاثنين، دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بسبب عدم دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية في إقليم كردستان.

وقال مستشار الرئيس العراقى، هوارى توفيق، إن "الدعوى القضائية لم يتم الكشف عنها إلى الآن، بسبب الاحتجاجات على عدم سداد المدفوعات فى السليمانية، ثانى أكبر مدينة فى كردستان ومسقط رأس الرئيس"، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.

وتسعى القضية، التي تم رفعها إلى المحكمة العليا فى العراق، إلى إصدار أمر بضمان دفع الرواتب دون انقطاع على الرغم من النزاعات المالية المستمرة بين بغداد وأربيل، عاصمة الإقليم.

وفى يوم الأحد الماضى، حاول مئات الأشخاص من السليمانية الاحتجاج فى أربيل، لكن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كما نظم آخرون اعتصاما لمدة أسبوعين فى السليمانية، حيث لجأ 13 مدرسا إلى الإضراب عن الطعام.

وصرح مصدر مطلع لوكالة "شفق نيوز"، أخيرا، بأن تأخير الرواتب يعود إلى نقص السيولة المالية المتوفرة، مرجحا تكرار هذه الأزمة فى الأشهر المقبلة بالنسبة للموظفين والمتقاعدين على حد سواء، كما توقع أن يتم صرف رواتب المتقاعدين خلال هذا الأسبوع، وذلك فور توفر السيولة المالية اللازمة.

وفى وقت سابق من اليوم نفسه، بعثت هيئة التقاعد العراقية رسالة طمأنة للمتقاعدين المدنيين والعسكريين، أكدت فيها أن رواتبهم مؤمنة بالكامل وأن التأخير يعود إلى عطلة رأس السنة الميلادية.

يذكر أن مصدرا فى وزارة المالية العراقية كان قد رجح فى نهاية عام 2024، تأخر صرف رواتب المتقاعدين المدنيين والعسكريين لشهر يناير 2025، وذلك بسبب تزامن صرف الرواتب مع عطلة رأس السنة الميلادية ونقص السيولة المالية.

وفى وقت سابق، قال الباحث الاقتصادى العراقى، عمر الحلبوسى، إن الاقتصاد العراقى الريعى لا يخرج من أزمة إلا ويدخل أخرى، نظرا لتقلبات أسعار النفط بصورة كبيرة.

وأضاف أن الدول ذات الاقتصاد الأحادى المتطرف المعتمد على النفط تدخل فى أزمات كبيرة، مما يجعل من الصعوبة تنفيذ الموازنة، فضلا عن مشكلات كبيرة فى توفير النقد لدفع الرواتب مما يؤخرها عن موعدها.

وأكد الحلبوسى أن الاقتصاد العراقى يعانى من تراجع كبير فى ظل تفاقم أزمة الدين الداخلى والخارجى لتيسير عملية دفع الرواتب، مع عجز كبير فى الموازنة العامة فى ظل التوسع فى المالية العامة رغم تراجع واردات النفط العراقى وتصاعد معطيات تفاقم الصراعات الجيوسياسية فى المنطقة واتساع دائرة الحرب.