سأظل أصنع المطر
بقلم : د. نهلة زيدان الحوراني
.jpg)
د .نهلة زيدان
(1)
الليلة ليلة الكأس الواحد ... الشراب بنصف روح ... والجسد بنصف قلب ... والقمر لا يكتمل بدراً ابداً ... منذ رحلت وأنا أبحث عن الاكتمال ... وكأن كل البشر فجأة اصبحوا أنصافاً ... والوحدة هى الشئ الوحيد الذى يكتمل ...
بالأمس حين حلمت بك كنت جميلاً كأول لقاء ... لكنك كنت تجادل بحثاً عن ملامحك ... كان البحر بخاراً من ذكرى ... وكلانا يحاول أن يصنع الأمطار كى تتلاشى الذكرى عن بقية ملامحك وأراك .... وتجرع قلبى حين وصل لحد الغليان الفحم ليصنع البخار ... لكن لم يهطل المطر !!!!
أشفقت عليّ وأشفقت عليّ ثم أشفقت عليّ ... حتى اختفيت أنت خلف المسافات ... وتحولت الغيوم لرسائل عشق ... والقمر لهاتف أثيرى أرى على وجهه الفضى صوت (أحبك) ... أو ليس للعين أذن عاشقة ؟!
فكيف تصنع العشق يا بيكاسو الهوى وأنت تفتقد ملامحك ؟ وكيف هزمت طواحين الهواء ولم تهزم دونكيشوت ؟ وكيف استسلمت وتُوجت ملكاً؟ لا بد أنك تجيد صياغة الزمن ... وستغير الزمن ... لأنك تؤمن بأن الحب حين يأتى تتحول الأرض لخاتم مستدير حول إصبعى ... والمجرة لمدى يحتوى صدى ضحكاتى ...
وفى ذات الأمس ... كتبت بأصابعك على تجاويف عنقى اسم كوكبك الجديد العاشق ... كان الوعد بأنك عشية عيد الحب ستصنع هناك أرجوحة من الأزل ... وستدفعنى بيديّ فارس نحو الشمس ... وحين أعود سيهطل المطر ... وسأرى وجهك كاملاً ... حينها يصبح القمر بدراً وتنجب الكأس كأساً أخرى ... ويصبح نخب الحب تاماً ... حتى يشرب أوزوريس وإيزيس نخب العشق .... وتعود الأرض مملكة للعشاق نحكمها كيف شاء الهوى ....
أنت فارس ... والفرسان لا يخرقون الوعود ... لكن الفرسان لا يأتون إلا حين نصبح وطناً لهم ... حين نستحقهم ... فهل أستحقك ؟! ... إن أتيت الليلة ... سأعلم أننى المقصودة بتعويذة كيوبيد ... وإن لم تأت ... لن أيأس ... لأننى سأظل أحاول صناعة المطر كى تبطل التعويذة ... قدرى أن أصنع المطر لأنى أعشق فارساً ....
(2)
على هامش الانتظار :
- سأظل أكتب شعراً للغرباء حتى تتحلل عقدة الوطن والمنفى .
- الشوق هو فقط من يملكنى ... ولأنك تملك الشوق فأنا أنتظرك ...
- لا تواعد القمر ... فهو ينام على كتف الفجر ... والفجر لا يستر العيوب ...
جوجل نيوز
