عاجل
الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
حكاية بنت مع الجوازة الثالثة..!

حكاية بنت مع الجوازة الثالثة..!

بقلم : د. دينا أنور

طبعاً معظم الناس في مجتمعنا بينظروا للمرأة اللي لسه ما اتجوزتش نظرة مش تمام، وكمان بينظروا للمرأة المطلقة نظرة مش تمام، بس كمان بينظروا للمرأة اللي بتتزوج اكتر من مرة نظرة مش تمام،عارفين ليه؟



لأن مجتمعنا لا يتقبل إلا المرأة الضحية المقهورة، لا تعجبه المرأة التي تتخلص من حياة لا تشعر فيها بالسعادة، بتعجبه بس الست اللي بتاخد على دماغها وتسكت وتستحمل عشان البيت ما يتخربش مع إنه أساساً بيكون خربان!!

بطلتي النهارده صديقة جديدة تعرفت عليها في إحدى المناسبات، لما الكل عرف انها تزوجت ثلاث مرات وأنجبت ثلاث مرات من الثلاث رجال بصوا لها كإنها مفترية وقادرة، لكن في الحقيقة مجرد ما حكت لي حكايتها انفعلت بمعاناتها لدرجة إنها عيطت وأنا عيطت وكل اللي كانوا قاعدين بيسمعوا إتأثروا جداً.

على لسان بطلتي بتحكي وتقول:

أنا إتجوزت جوزي الأولاني عن قصة حب، كان ضابط شرطة وسيم وشكله حلو وشايف نفسه على الآخر، وانا كنت بنت جميلة وجامعية وأهلي ناس محترمين وميسورين مادياً، الأول بابا إعترض لأنه ضابط شرطة ومش هيقدر يعيشني في نفس مستوايا، لكن بعد كده وافق لما صممت إني أتجوزه.

بعد ست شهور جواز لقيته مرة دخل التواليت لأول مرة وهو ناسي تليفونه على السرير، بصيت عليه لقيته بيرن على الصامت باسم أحد أصدقائه، بس اللي خلاني شكيت إني لقيت ٤٠ ميسد كول من صاحبه ده، أخدت الرقم وحفظته على تليفوني وإتصلت بيه لقيت اللي بترد عليا واحدة!!!!!

طبعاً إتصدمت وقفلت، بعدين اتصلت بيها من موبايله، ردت و سألتني عليه، قلت لها إنتي مين؟؟ قالت لي إنتي اللي مين؟؟؟ قلت لها أنا مراته، قالت لي ازاي هو ما قاليش انه متجوز!!!

البيه خرج من التواليت وأول ما واجهته ضربني علقة موت وأنا حامل في بنته، سبت له البيت وروحت عند أهلي لحد الولادة، وبعد الولادة حصل الطلاق وأهلي أجبروني أتنازل عن كل حقوقي وحقوق بنتي المادية عشان إحنا مش بتوع قضايا ومحاكم!!

بعد كده قعدت عند أهلي فترة لحد ما قرروا يجوزوني ابن عمتي مهندس في دولة عربية، اتجوزته غصب عني عشان ما يقولوش عليا مطلقة، كان عندي ٢٣ سنة، وبنتي أمي خدتها عندها تربيها وأنا سافرت معاه!!

لاحظت إنه ضعيف جداً جنسياً مقارنةً بزوجي الأولاني اللي كان مقطع السمكة وديلها، ورغم كده حمدت ربنا إنه كده عشان ما يخونيش زي الأولاني، خلفت منه ابني الثاني وبعد فترة إكتشفت سبب ضعفه  وهو إنه بيعمل كل حاجة "أونلاين" مع فتيات ليل وبائعات هوى، طبعا اتجننت واتخانقت معاه و كانت النتيجة إنه قفل الباب علي وأنا واقفة بين الباب والحيطة وفضل يخبط الباب علي لحد ما جالي شرخ في الضلوع واكتر من كدمة، ونزلت أجري و روحت لواحدة صاحبتي وديتني مستشفى، الدكاترة من غير ما أقول لهم عملوا محضر تعدي ولما اعترفت عليه قالوا لي انه هيتحبس ويترحل!!

بابا في مصر لما عرف نزل البلد العربي دي مخصوص عشان يجبرني اتنازل عن المحضر، وراح شهد في صالح جوزي اللي هو ابن اخته و قال انه قفل الباب عليا غصب عنه عشان ما كانش شايفني، رجعوني مصر وطلعوه منها زي الشعرة من العجينة، ولما قررت أرفع قضية عشان آخد حقوق ابني بابا رفض وقال لي ما ينفعش تقفي قدام ابن عمتك في المحكمة، وحصل الطلاق من غير ما آخد أي مستحقات لا لي ولا لإبني!!!!

قعدت فترة طويلة عندي إكتئاب وبدأت أتعالج نفسياً، بعدها بفترة كبيرة إتعرفت على زوجي الثالث، كان في تشابه كبير بين ظروفنا خلتنا قربنا كتير لبعض، إتجوزته وعشت معاه أنا وولادي، اتعلقوا بيه جداً وحبوه وهو كمان حبهم وكان بيعاملهم بكل حنية، لحد ما فوجئت بأمي رافعة عليا قضية إسقاط حضانة بالإتفاق مع أزواجي الإثنين الأولانيين، قال إيه عشان بنتي كبرت وبلغت وما ينفعش تنام في حضن راجل غريب، وعشان ابني راجل ما ينفعش يربيه راجل غريب غير أبوه وجدوده!!!

عكروا صفو حياتي اللي ما صدقت إنها كانت بدأت تحلو شوية، واللي صدمني أكتر إن أمي قدمت روشتات العلاج اللي كنت باخده وقت الأزمة عشان تثبت للمحكمة إني لا أصلح لتربية أولادي!!

روحت بوست إيديهم ورجليهم عشان يسيبوا ولادي في حضني، هددوني إنهم هيتهموني بسرقة عربيتي لأنها باسم بابا، نزلت هربت بولادي وحجزت في أوتيل كام يوم لحد ما أدبر أموري، كنت على اتصال دايم بجوزي الحالي اللي كان كل فترة يأجر لي شقة باسمي في مكان جديد عشان ما يعرفوش يوصلوا لي، لحد ما المحكمة حكمت لهم وأسقطوا عني حضانة ولادي وخدوهم مني عشان أنا متجوزة، ووولادي كل شوية يهربوا منهم ويجوا لي أنا وزوجي ويعيطوا لنا عشان عاوزين يعيشوا معانا إحنا، وأنا خلاص إنكتب عليا رغم إني أخيراً إرتبطت بإنسان شهم وراجل وبيحبني، إني أعيش تعيسة بسبب بعد ولادي عني بسبب قانون ظالم بيحرم المرأة من حضانة أولادها إذا إتجوزت، مع إنهم مش بيرحموها لو قعدت من غير جواز ولا بينصفوها لو إعترضت على الظلم!!

حكاية مرة قوي لكن واقعية، الستات في مجتمعنا لو داس عليهم القطر هيمشوا على جثثهم ويكملوا عادي، البنت بتتظلم من الأول في بيت أهلها وبعدين في مجتمعها وبعدين في بيت جوزها وبين أهله ومفيش أي مشكلة خالص، بل بالعكس بيلوموها لو استخدمت أي حق من حقوقها الإنسانية والقانونية، بيحرموها من حقها في الأمومة لو فكرت في حقوقها كأنثى وإتجوزت تاني، وبيقولوا عليها أسوأ كلام لو إتجوزت ورمت ولادها لحد تاني يربيهم، وبيقولوا عليها كل الكلام السيء لو ما إتجوزتش وفضلت عايشة وحيدة و بيبقى اسمها "ست دايرة على حل شعرها"!!

لازم القوانين تتغير وتتفعل وتحمي الستات أكتر، لازم حصول المرأة على حقوقها المادية هي وأولادها يكون إلزامي مش إختياري، لازم المدة الزمنية لحصول المرأة المطلقة على حقوقها لا تتعدى شهر أو شهرين على الأكثر عشان ما تترميش في الشارع ولا تنحرف لو كان مالهاش أهل أو مصدر دخل، والأهم من ده كله يجب إبطال القانون الظالم اللي بيحرم الأم من حضانة أولادها لو إتجوزت تاني، وبيخلي كثير منهم يلجأوا للزواج العرفي والسري وساعات كمان للعلاقات هروباً من ألم فقدان الأطفال وتشريدهم في بيوت الأجداد أو تحت جبروت مرات الأب.

وفي النهاية يا ريت كلنا نتعلم ما نحكمش على حد بمظهره، يا ريت ندي نفسنا فرصة دايماً إننا نسمع الناس عشان ما نظلمهمش ونحكم عليهم غلط، كل انسان جواه آلام وصراعات يخفيها عن عيون الناس، عشان كده أرقى ثقافة ممكن أي حد في الدنيا دي يتعلمها هي ثقافة إلتماس الأعذار للآخرين .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز