عاجل
الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
بالعلم تُبني الأوطان

بالعلم تُبني الأوطان

بقلم : محمد عبد السلام

"العلم هو الحل.. وبالعلم تُبني الأوطان".. شعار كثيراً ما يردده الكثير من سياسيينا ومثقفينا الأجلاء.. شعار تحول في كثير من الأحيان إلي مجرد مقولة عفي عليها الزمن، واضحي شبيهاً بالمقوله التي أطلقها المناضل الفلسطيني ياسر عرفات "علي القدس رايحين شهداء بالملايين"، والذي تاه كما تاه "ايجيبت سات1و2" في زحمة المشاكل التي نعيشها.



"العلم هو الحل.. وبالعلم تُبني الأوطان".. كيف يمكن لنا أن نرفع شعاراً مثل هذا ونحن مجتمع يعاني أغلب سكانة من الجهل والأمية؟!، تساؤل دائما ما نسمعة من مسئولي الإعلام في مصر، تساؤل يجعلنا ندرك استحالة تقديم برنامج تليفزيوني علمي متخصص يعالج قضايانا ومشاكلنا بشكل علمي حقيقي، تلك الخطوة التي يرفضونها لان "المواطن المصري عقلة علي أدة وجاهل".

كان من الضروري بعد ثورتين ان تبدأ مصر الحديثة، وحذف شعارات عفي عليها الزمن، فمصر الحديثة لن يتم بناؤها إلا بشعار "العلم هو الحل.. وبالعلم تُبني الأوطان"، ولتحقيق ذلك كان علي الإعلام دور لم يكتمل، ويبدوا انه لن يكتمل أبداً، لتأهيل الشارع المصري علي نوعية محددة من البرامج التثقيفية بأبعاد مشكلته وطرق حلها علمياً، ولكنه فوجئ بحصار محكم وممنهج ببرامج يتزعمها ما يسمي بـ"الخبير" أو "الناشط" أو "المحلل" ليتحدث في اي شيء وكل شيء، وفي النهاية لا يقدم شيئاً مفيداً له علاقة بواقع المشكلة.

"هل سيفهم المواطن علوم النانو؟.. هل سيفهم تكنولوجيا البصريات والفضاء والإنشطار النووي؟!".. تساؤلات كثيرة من مسئولي الإعلام تنم عن جهل حقيقي بدوره كشريك رئيسي في توعية المجتمع، فمن يقول أن الإعلامي يجب ان يُقحم المواطن في مصطلحات علمية لن تفيده في شيء، ومن قال أن المواطن يجب أن يحفظ قاموس المصطلحات الطبية والفضائية والنانوية، المواطن لا يريد سوي حلاً لمشاكله.

"ناشيونال جيوجرافيك مصري أصيل.. ممكن يا مسئول أهم قناة مصرية؟".. سؤال بسيط مني، "يا مجنون.. مين هينفذ ومين هيعمل".. إجابة منطقية منه للأسف، هو يري أن المجتمع غير مؤهل، والحقيقة إن الإعلام لا يمتلك هو الرغبة، فالمواطن المصري الذي نعتوه بالجهل هو نفس المواطن الذي يعشق "ناشيونال جيوجرافيك" ولا يزال يتذكر برامج العلم والايمان وعالم الحيوان وجولة الكاميرا، تلك البرامج التي سبقت بيزنس الخبير والمحلل والناشط بسنوات ضوئية.

في سنة 1997 عندما فكر أعضاء الجمعية الجغرافية الوطنية الأمريكية في تأسيس قناة ناشيونال جيوجرافيك عانوا نفس الإشكالية، فالمجتمع الأمريكي والأوروبي لا يهتم هو الأخر بالعلم رغم تقدم مجتمعاتهم، وكان الإعلام الامريكي يدرك ذلك جيداً، بل وعانوا طيلة اربعة سنوات ليخرج الي النور في 12 يناير 2001، وبعد عقد شراكات مع كبري المؤسسات الإعلامية وعلي راسها، مؤسسة "نيوز كوربويشن"، واليوم أضحت 7 قنوات يراها 162 دولة ويتم تقديمها بـ27 لغة مختلفة.. لقد أضحت ناشيونال جيوجرافيك داخل 300 مليون منزل في العالم.

"ناشيونال جيوجرافيك... السم في العسل".. بمنتهي البساطة مجتمعنا المصري والعربي يعاني، والمجتمعات التي تعاني رافضة لكل ما هو جديد، والبرامج العلمية شيئ جديد، سيمثل لهم سماً لا بد منه، إذا ما كنا نريد التغيير، هنا سيتحقق لنا شعار "العلم هو الحل.. وبالعلم تُبني الأوطان"، حلمي وهتمسك بيه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز