عاجل
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
تكره الرئيس أم تكره الوطن؟

تكره الرئيس أم تكره الوطن؟

بقلم : غادة نوارة

عندما تولت جماعة الإخوان متمثلة في شخص مرسي حكم مصر ( ربنا لا يعدها أيام ) ... تمنى الجميع سواء عاصرو الليمون أو المقاطعون أو أنصار المرشح المنافس .. تمنوا أن ينجح ممثل الإخوان في إدارة البلاد على الرغم من كره الكثيرين له؛ لعلمهم المسبق بتاريخ هذه الجماعة غير المشرف .. وتمنى هؤلاء الكارهين لهذه الجماعة وكنت واحدة منهم ..تمنينا أن يخيب ظننا ويفلح هذا الرئيس في قيادة البلد لأنها بلدنا سواء كنا نحب هذا الرئيس أو كنا نكرهه،فإن نجح في نهضتها وتقدمها فهذا ما نتمناه ونحلم بهفلم تكن مباراة وفريقنا هو الخسران، ولكنها بلدنا إن تقدمت سنتقدم جميعاً، وإن انهارت والعياذ بالله سننهار جميعاً ... حتى عندما قال أمهلوني مائة يوم لأحل مشاكل الأمن والخبز وأنبوبة البوتجاز والمرور والقمامة .. علق المنصفين من الناس والمدركين لأبعاد المشاكل التي نواجهها أن هذه المشاكل تحتاج مائة أسبوع لحلها وليس مائة يوم فقط ... ولم يقدنا ممثل الجماعةإلى التقدم والتنمية والنهضة التي كانت فقط في أحلامهم ... حيث لم يظهر طائر الفنكوش الذي كان يتحدث عنه في سماء مصر المحروسة كلها ولم يقدنا إلا إلى الدمار والهلاك .. ولم نثر عليه إلا عندما أدركنا ذلك الخطر وأدركنا أننا على شفا حفرة من النار وشاء الله العظيم القادر على كل شئ أن يُنجينا من السقوط فيها ... عندما ثار الشعب المصري ضدهم في واحدة من أعظم الثورات في التاريخ ... هذا التاريخ الذي تغير بفعل تحرك هذا الشعب العبقري في الوقت المناسب .. حيث شارك في هذه الثورة كل طوائف الشعب حتى البسطاء من الناس الذين أدركوا بفطرتهم الخطر المحدق بنا،وقام جيشنا العظيم بدوره في حماية الدولة وحماية اختيارات الشعب.



وكان على هؤلاء الذي يرفضون أن يكون رئيس مصر ذو خلفية عسكرية .. كان عليهم احترام إرادة الناخبين الذين تجاوز عددهم 23 مليون ونصف المليون مواطن مصري وهذه هي الديمقراطية.. وبالطبع هنا لا أتحدث عن هذا الفصيل الذي لا يعنيه الوطن من أساسه ومازال يعمل بكل الوسائل ضد الوطن، ولكن أتحدث عن المصريين الذين من المفترض أنهم يحبون بلدهم فشئتم أم أبيتم فقد أصبح الرئيس في انتخابات حرة ونزيهة شهد عليها العالم أجمع .. وكان عليكم أن تشاركوا في بناء مصر ولكن ما يفعله هؤلاء هو الاستهزاء والإساءة وتجاوزت السخرية والاستهزاء والإساءة من مرحلة كراهية الرئيس ومحاولة النيل منه إلى مرحلة الاستهزاء والسخرية من الوطن نفسه وكراهيته ومحاولة النيل منه، وتجاوز هؤلاء كل معايير الاحترام والموضوعية سواء في حق المسئولين،أو في حق الوطن نفسه، الذي إن نطق سيلفظ هؤلاء ويتبرى منهم .. فليست هذه حرية ولا بطولة،فهؤلاء يتهكمون على وطنهم وينعتونه بأبشع الأوصاف ويسخرون منه،ولا يخجلون من إلقاء السباب والشتائم .. وفي حالة المصائب يكيلون الاتهامات ولا يتورعون عن إثبات تورط مؤسسات بلدهم في أي مصيبة من تلك المصائب ويتبارون في كتابة تعليقات تسئ لبلدهم وتلوث سمعتها وتنال منها .. وقضية ريجيني كانت خير دليلعلى هؤلاء الذين سارعوا وسنوا أسنانهم، وانقضوا على أجهزة الأمن المصريةقبل حتى إجراء أي تحقيقات .. هل نسى هؤلاء أو تناسوا أن هذا الوطن الذي يُكسرون عظامه ويقودون عن قصد أو عن غير قصد حرباً نفسية ضد كل مؤسساته هو وطنهم؟؟ .. ألا يعرف هؤلاء أن هذه الحرب النفسية هدفها هدم مؤسسات الدولة وجرنا لمستنقع الفوضى واللا دولة، فإن كان يرفع هؤلاء شعارات الإصلاحفليس من المعقول ولا من المنطق أن نهدم هذه المؤسسات لكي نصلحها.. فلا يحدث هذا في أي دولة في العالم.

ولذلك أرى أن البعض هذه الأيام عليه أن يتفحص بطاقات شخصيته ليتعرف على هويته هذه ويتأكد من جنسيته التي كُتبت في بطاقته .. فقد نسى هؤلاء أو يتناسون أنهم مصريون وأن رقمهم القومي مكتوب عليه أن الجنسية مصري.

وماذا يعني أنك مصري الجنسية .. يعني هذا أن ترى الإيجابيات كما ترى السلبيات وبالفعل فهناك الكثير من الإنجازات والعديد من المشروعات التي تُنفذ على أرض الواقع ... عليك أن ترى هذه الإيجابيات وتبرزها حتى تعطي الأمل للناس وتشحذ هممهم للعمل لا أن تتسبب في يأسهم وإحباطهم وهذه هي الموضوعية ... يعني هذا أنك عندما تتحدث عن السلبيات ( والتي لا ننكرها ونعرف أنها كثيرة ونريد تطبيق القانون والضرب بيد من حديد على كل فاسد ومخطئ ) .. إن لم تستطع أن تقدم الحلول لها فعلى الأقل عليك أن تعرضها بموضوعية، وأن تنقد نقداً بناءً فإن لم تستطع فانقد نقداً موضوعياً .. لا أن تنتهز هذه الفرصة وتقوم بالاستهزاء والإساءة وسلخ بلدك كما نسلخ الأضحية في عيد الأضحى .. ويعني أيضاً أن تتمنى الخير لبلدك وتفرح بوجود إنجازات .. ويعني أيضاً أن تتحمل مسئولياتك كاملة وتقوم بدور إيجابي في تنمية مجتمعك وبناء وتقدم بلدك .. وماذا يعني أيضاً أنه عندما تحدث مصيبة لأجانب على أرض بلدك ألا تنصب نفسكمحامي ووكيل نيابة وقاضي وجلاد فلتقل خيراً أو لتصمت ... ويعني أيضاً ألا تقف مع أعداء بلدك في خندق واحد وألا تنشر معلومات مزيفة، أو تروج لأخبار كاذبة مشكوك في صحتها أو بيانات مضللة، ولا تبث شائعات مغرضة يظهر زيفها وكذبها فيما بعد حتى لا تساهم مع أعدائك في إحداث فتنة أو بلبلة، وتثير الناس وتهز ثقتهم في مؤسسات بلدهم بل وفي أنفسهم وتشق صف المجتمع .. وهيهات أن يحدث هذا وكما يقول الدكتور جمال حمدان أن مصر بفضل تجانسها ووحدتها تتحرك ككتلة واحدة دون أن تعرف الانقسامات والشظايا التي تفكك كثيراً من الدول من حولنا مما يمنح مصر ثقلاً فعالاً .. فالكل يؤلف وحدة وطنية على درجة عالية من التماسك والتجانس والانسجام وهو ما يفسر فشل كل مساعي بذر بذور الفتن والفرقة والانقسام بين أبناء المجتمع كله على مدار التاريخ.

وأخيراً وكما يقول الشاعر .. بلدي وإن جارت علي عزيزة .. أهلي وإن ضنوا علي كرام

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز